الأحد، 15 ديسمبر 2013

العرايس - مجلة شهرية, وثائقية, ثقافية,.وبلدية خاصة السنة 17 – العدد الأول – أول/ نيسان /2013م

العرايس
(مكان أثري غربي بلدة عبّا)


مجلة شهرية, وثائقية, ثقافية,.وبلدية خاصة
السنة 17 – العدد الأول – أول/ نيسان /2013م




إعداد وإشراف
خليل توفيق حسين ترحيني
(أبو بشار)
عبّا – الجنوب – محافظة النبطية
الموقع الإلكتروني:   www.al3arayess.blogspot.com

الفهرست

1-    مجلة "العرايس" ذاكرة عبّا
2-    الأحداث التارخية
3-    ضيعتي "عبّا" عام 1850م
4-    التعريف بالكنية "ترحيني"
5-    المختار
6-    الكتّاب والمدرسة الرسمية
7-    بيت الفلاح أو البيت القروي
8-    "العرس" في قرية عبّا "هوبرة وحوبرة"
9-    اسماء العقارات في عبّا
10-   المراج

                        1-   هذه المجلة"ذاكرة" بلدة عبًّا
بعد أربعين سنة من العمل في الشأن العام ومن دافع الحنين للعودة الى جذور الطفولة في قريتي عبّا عدت أراجع الدفاتر العتيقة المتبقية من الجدود و أتحسس في رائحة أوراقها الصفراء تاريخاً مشرقاً يجمع في آن واحد روحانية الدين الملتصقة بمئذنة الجامع.
ولدى البحث عثرنا على وثائق وسفن وصكوك قديمة عمرها أكثر من مائتي عام.
وهكذا ولدت مجلة "العرايس" شمعة مضاءة تنير القلوب وتخفف عتمة الليل وتغذي العقول.
فعسى ان يصل الكلام المذاق وحلو الشمائل الى القلوب لأن ماء المطر إذا نزل على ما ثمره مر ازداد مرارة. وإذا ما نزل على ما ثمره حلو ازداد حلاوة.
هذا العمل المتواضع نواة أساسية لتاريخ "عبا" سجلناه كي لا يضيع لأن الاسلاف كان لديهم معلومات أكثر أهمية ذهبت بذهابهم لأنها لم تدون.
فالتاريخ لا يعيش في الذاكرة بل يعيش في الاوراق.
وقديماً قال الشاعر:
والخط يبقى زماناً بعد صاحبه                 وصاحب الخط تحت الارض مدفون.
               _______________________________________
الاحداث التارخية من عام 1800م – 1900م
      أغفل التاريخ الكلاسيكي اللبناني التاريخ العاملي القديم والحديث ولم يلحظ المؤرخون أي دور لجبل عامل فالتوثيق غائب والمصادر مفقودة ومن عالج أو كتب من المؤرخين العامليين, عالج تاريخ جبل عامل وكأنه وحدة منغلقة على نفسها لا علاقة لها بالمناطق اللبنانية الأخرى فهو في عزلة تامة عن باقي المناطق الشيعية في البقاع وجبل لبنان.
      حتى ولو كتبوا, فمع توالي المحن والايام عليهم, لم تسمح لهم الكتابة في رسائلهم أو عرائضهم  عن سياسة البلاد وأحوال العباد .
      أمة قاتلت كثيراً ولكنها لم تكتب أبداً إذ إن عملية الإفناء والتهجير الشاملة لم تخلف من تراثها المكتوب ما يكفي للدلالة على ذلك.
      وقد جهد بعض المؤرخين المعاصرين للوقوف على أرشيف السلطنة العثمانية في اسطنبول والاطلاع على مراسلات القناصل الأجانب في القرون الماضية ومنهم المؤرخ الدكتور سعدون حمادة في مجلداته الثلاث:
1-    تاريخ الشيعة في لبنان. مجلدان, دار الخيال 2008م بيروت
2-    الثورة الشيعية في لبنان, دار النهار, بيروت 2012م.
كل هذا راجع الى سياسة القهر والظلم والتهجير التي حلت بالشيعة في جبل عامل وفي بقية المناطق اللبنانية وخاصةً ما حلَّ بجبل عامل على يد أحمد باشاالجزار كما هو متواتر ومعروف.
      فبعد زوال حكم نابوليون عن مصر وجلائه عن عكا عام 1801م حلّ الجزار والياً على عكا مستعدياً الشيعة في جبل عامل وشاهراً سيف الظلم والاستبداد في وجوههم.
فقد تظاهر انه ذاهب في غزوة تأديبية لوادي التيم – حاصبيا ولكنه في الحقيقة جهز 4آلاف مقاتل لغزو بلاد جبل عامل فالتف بجيشه عن طريق يارون ووضع خطة جهنمية لإحراق مدن و قرى جبل عامل ولكن الشيخ ناصيف النصار زعيم جبل عامل آنذاك كان له بالمرصاد فصعد الى بلدة يارون بجحفلٍ قوي وفرسان أشاوس ووقف في وجه الجزار  متحدياً إياه مستبقاً قدوم النجدة من أنصاره ومعاونيه وحلفائه في قلاع جبل عامل ولكن القدر أبى إلا ان يريش سهامه القتالة لهذا الفارس الصنديد فكان ان زلت قدم جواده على بلاطة في يارون قرب المقبرة فأصيب بالرصاص فقتل فكان خسارة كبيرة لجبل عامل. ولا تزال الصخرة في يارون حنى اليوم وتسمى (بلاطة الشيخ ناصيف النصار)
وبقي الشيعة يندبونه مدى الدهر ويتفاخرون بحكمه العادل والشجاع  الذي دام  من عام 1750 حتى 1781م.
      هذه المعركة أدخلت الشيعة في جبل عامل في نفق مظلم من الآلام والمعاناة لاتزال في وجدان العامليين حتى اليوم.
فالجزار فتك بالبلاد واحرق الزرع وصادر المواشي واحرق المكتبات العاملية ووزع مابقي منها في فلسطين وعند الامير بشير الشهابي وتردد كثيراً على ألسنة الناس أن أكثر هذه الكتب شوهدت في البيوت البيروتية

      بعد مقتل النصار نودي بحمد البك زعيماً على البلاد في تبنين فجرده الجزار من صلاحياته ودخل عسكره بلاد بشاره وسيطر على قلعة هونين وقلعة الشقيف ووصل الى جباع.
وفي عام 1831م جاءت الحملة المصرية بقيادة ابراهيم باشا المصري فتعاون مع الأمير بشير الشهابي وسلطه على الشيعة فتصدى له حمد البك بمساندة والي دمشق ومساعدة السلطنة العثمانية برفع الحيف والظلم والقيود عن الأهالي. وحاربوه في بلدة "رميش" وبعد خروج إبراهيم باشا المصري من البلاد عام 1841م شهدت البلاد حالة من الأمن والازدهار وتم تعيين حمد البك والياً على جبل عامل.
فأجدادنا عاشوا هذه الأحداث وساهموا في الثورات والانتفاضات وظهر هذا جلياً في الوثيقة المرفقة ربطاً الى الوالي بالمطالبة بإسترجاع اراضي بلاد الشومر والتفاح الى جبل عامل وكان السيد وهبي ترحيني والد "خليل أبو دلة وهارون وحسين" والسادة من آل حسين أحمد وياسين وحمود وآل عميس وآل قاووق ممن أسسوا وأقاموا في هذه الضيعة "عباّ".
ضيعتي "عبا" عام 1850م
كانت بيوت الضيعة متواجدة على ربوة تحيط بها وديان "الحاج وعلي" وخلة النبية والحمارة وكرم دقماق والساحة. وكانت الضيعة فيها طرقات محصورة وأزقة وزواريب ولها بوابات منها:
-          بوابة خليل وهبي أبو دلا
-          بوابة آل هارون
-          بوابة آل عميس
فقد كان سكان الضيعة الأصليين الأخوة: "خليل وهارون وحسين" ومن يمت بهم من صلة مثل آل حسين أحمد وآل ياسين وآل حمود. وجميعهم من آل ترحيني
      ثم وفد الى الى الضيعة آل عميس وآل قاووق وآل دياب وآل حريري وعز الدين ونور الدين وكلوت - - ففي ساحة التنور يحيط بها بيوت السادة على حسين ومهدي حسين اسعد والشيخ محمد معلم والشيخ حسن معلم والشيخ علي معلم ووهبي خليل وعلي جفال
-   ساحة آل ياسين :السادة محمد والد "علي محمود" و"أحمد"والد صالح وعلي وماشاء الله وموسى" والدعلي وحسين موسى" : وإبراهيم سارة وحسين السيد أحمد: وكان منزلهما مكان حسين سعييد.
-  ساحة آل هارون: موسى فحص الشيخ ابرهيم حريري ويونس وجواد هارون وحسن عبدالله سلامة, وابو جواد ومحسن قاووق وآل جفال
-  دار خليل أبو دلة اولاده: جواد – علي – احمد – محمد – وهبي – عبد الرسول – وحسن
-  زاروب السيد محمد هاشم: السادة يوسف اسعد حسين – قاسم حسين وحسن حسين والد محمد حسن وعقيل ومهدي وسعد الدين.
دار السيد احمد خليل – دار يوسف علي وأمبنة هارون ومصطفى وعبد الرسول هارون – منازل آل عثمان وكلوت وحمود: حسن حمود والد ابراهيم حسن حمود وأحمد حسن حمود وأحمد ويونس هارون
-   زاروب إسماعيل حسن عثمان فيها دار محمود عثمان وبيت الشيخ علي والشيخ قاسم كلوت
 - الجامع خارج الضيعة في الساحة والمقبرة خارج الضيعة
ملاحظة
-  إذا خرج الرجل من الضيعة قال أنا نازل على الساحة
-  وإذا كان في الحمارة قال انا طالع على الضيعة وحتى الان نحن سكان القلعة نقول: أنا طالع على الضيعة. فالضيعة هي المكان المتواجد على هذه التلة: عدة بيوت وساحات صغيرة ومتوسطة وتنور
-   وأعلى سطح منزل في الضيعة سطح بيت الحاج يونس عميس        
-   وأول وافد الى البلدة من بيروت: يدور برمة حول الضيعة لأن الاهالي عند العصر يجلسون على المصاطب ومداخل الزواريب .
- وأول من إنتقل من الضيعة وعمّر خارجها هو الشيخ محمد المعلم جد الاستاذ محمود معلم.فبنى غرفة في بيدر زيدان (حالياً منزل الاستاذ محمود المعلم) بناه بناءً على توصية من والدته بأن يعمر مكان غرفة الشيخ محمد معلم
ثم إنتقل الحاج عبدو معلم من دار علي سعيّد وبنى خارج الضيعة منزله الحالي منزل الحاج ابو احمد محمد عبدو معلم
تــار يـــخ بلــدة عبـّا:
إسم البلدة سرياني ومعناه (الجبّ) وقيل أنها تحريف من كلمة (عبّ) وورد اسمها في خطط جبل عامل للسيد محسن الأمين بأن عبّا أو عبّه قرية من قرى الشقيف.
وذكرها المؤرخ سليم بطرس أو سابيوس في كتابه (لبنان عبر التاريخ) بأنها تقع في قضاء صيدا، محافظة لبنان الجنوبي وعدد المنازل إحصاء عام 1932م: 127 منـزلاً.
وورد إسمها في كتاب بلدان جبل عامل للشيخ إبراهيم سليمان: بأنها تابعة لمديرية النبطية من محافظة صيدا، سكانها 320 شيعة.
وفي تاريخ معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية للمؤرخ أنيس فريحة بأنها الوسط والنصف والقسم الداخلي في الغابة (العبّ) وقد تكون الأجمة والحرش.
وكان إسم بلدة عبّا مجال بحث على صفحات جريدة النهار بين الصحافي جورج حايك والباحث فرج الله ديب: فقد كتب الصحافي جورج حايك في (نهار الشباب) في 7 حزيران عام 1994م (بأن لكل إسم قرية ومدينة ومكان لبناني: قصة، قد تكون مشوّقة أو أسطورية أو واقعية، محرّفة، أو طريفة تزينها نكتة تتداولها الألسن. وأهم كتب النوادر المتعلقة بأسماء القرى هي لكتّاب معروفين أمثال: رياض حنين وأنيس فريحة وسلام الراسي وسواهم.
شاعت أسماء المدن والقرى والأماكن اللبنانية، بسبب حوادث وروايات وأشخاص مشهورين أو مغمورين وقديسين ومراكز دينية ومواقع طبيعية. فشكلت كوكتيلاً فريداً من نوعه، ومتشعباً نتيجة تنوع الشعوب التي تعاقبت على لبنان وتركت بصماتها فيه: هل سمعتم بقرية (عبّا) مثلاً؟ هذه القرية تقع في قضاء النبطية وهي تحريف لكلمة (عبّ) وقد سميت كذلك لوقوعها بين جبلين بحيث تبدو للناظر وكأنها صدر امرأة.
وقد ردّ الباحث فرج الله ديب على الصحافي جورج حايك في نهار الشباب 20 أيلول عام 1994 بما يلي: نشر ملحق نهار الشباب في عدده الرقم 58 تاريخ 7-13 أيار مقالة للأستاذ جورج حايك بعنوان القرى والمدن اللبنانية (كوكتيل) طريف من الأسماء.
وها أنا ذا أبادر إلى تصحيح كوكتيل الأخطاء هذا لأسباب عدة. فالأسماء ترتبط بأسماء العشائر الأولى، وليست وليدة الشكل الجغرافي أو النكات أو تسميات يطلقها البعض على الآخر. وفي تبيان الأخطاء التي وردت في مقالة الأستاذ حايك إثباتات إضافية:
1- عبّا: قال الكاتب (إنها تقع بين جبلين بحيث تبدو للناظر كأنها صدر امرأة فسميت بناء على ذلك. نسأل كم من قرية تقع بين جبلين ولم تسمّ عبّا؟ ثم ما رأي الكاتب، أليس من علاقة بين عبّا باللهجة الجنوبية، وقريتي عابه وعبيه في لبنان، وقرية عباه في بيسان فلسطين وعبايات في منطقة البيضاء اليمنية. أليست عائلة عبو (منها الأب سليم عبو مثلاً من هذه العشيرة).
فردّ عليه الصحافي جورج حايك في نهار الشباب في 27 أيلول عام 1994/ (غاب عن بال الباحث فرج الله ديب أن أسماء المدن والقرى قديمة ومتنوعة تنوع الشعوب وقدمها، وهي التي تعاقبت عليه وتركت بصماتها فيه قبل العشائر. فهناك أسماء سابقة للعهد المسيحي إلى أسماء آرامية أي سريانية فإلى إغريقية ورومانية وفارسية وتركية وعربية وفرنسية... إلا أن الأسماء السريانية تطغى على تلك المشتقة من لغات أخرى. وإن أغضبنا المنقطعين إلى العلم فإن ما يردده الشعب عن السلف في صدد ما توحيه أسماء أماكنه (عبّ، عيتا الزط، نهر الكلب، ديك المحدي، زغرتا، حي البرغوت، حلبا، حمار صغير) هو أقرب إلى الحقيقة من تحليلات جماعة علم اللغات (philology) والمؤرخين.
فإذا كانت الحياة الإجتماعية مجموعة العادات والتقاليد والأعراف المتبعة في الحياة اليومية لأي شعب من الشعوب، وأنها هي التي تتحكم في علاقات الناس فيما بينهم في الأفراح والأتراح. لعلمنا أن لكل شعب عاداته وتقاليده وأعرافه، كما أن هذه العادات والتقاليد والأعراف التي يتناولها البحث (وقد أمست في معظمها في عهدة التاريخ) يشترك فيها أكثر من شعب.
فعادات اللبنانيين عند الإنجاب مثلاً كعادات معظم الشعوب: سرور بولادة الذكر واكتئاب عند ولادة الأنثى وفي الأعياد كما في موسم الأفراح تعقد حلقات الدبكة (التي هي نوع من الرقص الشعبي والإجتماعي لدى معظم الشعوب، غير أن لكل شعب طريقته في الحركة والأداء). ويشترك الجميع في الدبكة: صبايا وشباب وحتى كبار السن وعلى وقع ألحان المجوز والربابة ترتفع الأصوات بالأغاني الشعبية المحببة.
من هذه العادات بقيت ومنها درست حتى أنه تغيرت معالم بعض القرى بسرعة، فصغار القرية أصبحوا لا يعرفون قرية آبائهم. فالبيت تغير أثاثه وأدواته. فزال القدر والصاج والموقد والسراج وغيرها من خصائص القرية."
كان عمل أهل البلدة زراعة الأرض وجني المحصول وتأمين مونة السنة وبعد الإنتهاء من الموسم كانوا يسعون كل في ميدانه في القرى المجاورة أو الذهاب إلى العاصمة بيروت يؤمنون مؤونة فصل الشتاء.
وكان من عادة العائد من بيروت أن يصل إلى بيته أولاً ويوزع ما أؤتمن عليه ثم يذهب لزيارة أهله وبعد ذلك يتجول في البلدة إذ كان هذا المشوار أو الكزدورة ضرورية تبتدئ بالساحة إلى ساحة آل قاووق فساحة آل هارون ثم الساحة العامة وكان معظم شباب البلدة يؤدون هذه العادة عند عصر كل يوم.
والعائد من بيروت كان يصحب معه جريدة التلغراف أو الطيار للأخوان نسيب وتوفيق المتني ويسلمها لمختار البلدة السيد أحمد حسن خليل فيقرأ على مسمع الجميع وكانت الجريدة ورقتان فقط وقد يساعده على القراءة السيد محمد هاشم. ومرة أشرت أن الخبر لم ينته بعد إذ التتمة في الصفحة الرابعة. لأن قراءة الجريدة كانت تقرأ من هب ودب ومن أعلى إلى أسفل وتختلط الأخبار وتتبلبل الأفكار.
تعاني البلدة من نقص في المياه والصرف الصحي والطرق الأساسية وخاصة مدخل البلدة الرئيسي، فكلها يحتاج إلى إعادة تأهيل وهناك أحياء نشأت قبل أعوام وتحتاج إلى طرق.
تفتقر البلدة إلى ملعب رياضي وقد ساهم مجلس الجنوب الحالي بإنشاء ملعب كرة قدم في "قلعة الواوية" وبقي بوراً لأن الأموال المخصصة بقيت في ذمة أصحاب سلطة الأمر الواقع في البلدة.
ولا يوجد مكتبة عامة. في السبعينات اسس المرحوم ابراهيم توفيق ترحيني فرعاً للحركة الإجتماعية نفذ بعض المشاريع في البلدة من تعليم محو الأمية وغرس الأشجار في شوارع البلدة وإيجاد مكتبة عامة في حسينية الإمام الباقر "ع" في الساحة العامة وخمسين منحة دراسية لشباب البلدة في ميادين الطب والهندسة إلى جمهورية الجزائر مع تأسيس نادي رياضي ثقافي, وفي عام 2004 انتخبت أول بلدية في عبّا مع مختارين هما (حسن علي حسن ترحيني وحسين قاسم ترحيني).
كما تتميز عبّا بنسبة المتعلمين: من أبناء البلدة 250 مدرساً رسمياً وخاصاً وموظفون اداريون و20 طبيباً وصيدلياً و50 مهندساً و5 محامين و200 من حاملي الإجازات في كافة الإختصاصات و15 عالم دين وفي البلدة مستوصف تابع لوزارة الشؤون الإجتماعية يقدم الخدمات الطبية مجاناً لأبناء البلدة ويوجد فيها نادي رياضي وجمعية ثقافية، ينتظران تحرير القدس لمزاولة العمل.
ومـن عـائلا تـهـــا:
ترحيني – عميس – فحص – معلم – سلامة – حريـبـي – يونس – ذياب – جفال – سبيتي – عز الدين – آل ابراهيم – صفا – معنقي – قاووق – مرعي – حريري – نور الدين – كلوت – حجازي – عثمان – علوية – حسون – برجاوي – صالح.
مـوقــع البـلــدة:
تقع بلدة عبا على بعد 12 كلم من الجهة الجنوبية الغربية لمدينة النبطية (مركز المحافظة) وطوبوغرافياً موقعها على هضبة محاطة بأودية وتلال من كل الجهات، وعقارياً ممسوحة منذ عام 1949م. تتفاوت بارتفاعها عن سطح البحر بين 250 و300م وتحوطها قرى جبشيت من الجهة الشرقية والدوير من الشمال وقلعة ميس والزرارية من الغرب وعدشيت والقصيبة من الجنوب. وللوصول إليها عن طريق النبطية: زبدين، حاروف، جبشيت وتتفرع من داخلها الطريق الفرعية: عبّا – الدوير وعبّا – الزرارية وعبّا وأنصار وعبّا – القصيبة، والطرقات الزراعية شائكة.
تبلغ مساحتها أكثر من 8 آلاف دونم ويشيد الأهالي منازلهم ومؤسساتهم على نخو 35% من المساحة العامة وعلى الأرض المشاع التي تبلغ نسبتها 15% أي حوالي ألف دونم مشاع جله من جهة الغرب والشمال. وتحتوي عبّا على حوالي ألف وحدة سكنية وعلى أكثر من مئة من المحلات التجارية والصناعية والمساحة المزروعة 4000 هكتار وعدد السكان الإجمالي 7 آلاف نسمة يقيم نحو 90% منهم في البلدة والباقون في بيروت.
وعبّا القديمة في أعالي الهضبة ابتداء من الساحة العامة لها أربع مداخل يتوسطها التنور وساحته.
أشهر أحيائها وحاراتها حارة البركة، حارة عين الفوقا، حي الجامع، حي القلعة، قلعة الصعبة حارة آل هارون، حارة كرم دقماق، حي البيدر، حي الزحزلون، حي السلم، حي وادي السيد، حي المحاطة، حي رأس الدوري، حي النبية، حي بيدر زيدان، حي عين الفوقا، حي عين جواد، حي المناشر، حارة التنور.
حي التنور أو ساحة التنور: تواجدت فيه النساء المسنات نظير: الحاجة سكينة ياسين من بلدة الأنصارية شقيقة أبو شاهين ياسين كانت دائماً تبكي على زوجها وأولادها الذين فقدوا بسفر برك وبيتها قبو.
الحاجة ياسمين من آل حمود، والحاجة سلمى أخت المرحوم علي حسين وأم مهدي عقيل، سعدى سبيتي شقيقة الحاج مرعي وأم عقيل زردخان.
في هذه الساحة كان يوجد منـزل بإسم: منـزل العسكري أو العسكور. وكان بيته سابقاً محل منزل أبو علي جميل في دار آل خليل.

الزراعـــة:
زراعة الأرض: البلدة مقسومة إلى قسمين: كل قسم له موسم خاص. كل سنة مثلاً:
يزرع رأس الدوري: ذرة – سمسم – صحاري.
تزرع الوديان العرائس: قمح وحبوب.
في السنة التالية يبدل الموسم.
-   زراعة الشراكة والحصة: كل فدان له كيل خارج عن الإيجار. وكل غمر عليه شمالة تجمع الشمائل للفدان والفلاح.
-   قديماً كان الكيل: بالإردب والفرارة والمد.
في موسم الحصاد والذراية: يساعد الفلاحون بعضهم بعضاً "بعونة": وتكون وجبة الطعام: لَكَنْ بعابيق – لَكَنْ فطاير – طنجرة مهلبية. فمعظم أهالي البلدة يتعاطون الزراعة في البلدة والمزارع المجاورة: قلعة ميس ودمول ويهتمون بزراعة الحبوب والصبير والزيتون والدخان.


التعريف باللقب "ترحيني"
أسماء العائلات وألقابها تخضع لمناسبات وأحداث يكتسبها الانسان مع مرور الايام على حسبه ونسبه ينادى أولا باللقب وعندما يعمّم يدّون في السجلات الرسمية ومن ثم ينتقل إلى تذاكر الهوية.
نشأنا مع جيلنا الحاضر وهذا اللقب يتصدر أحاديث وتساؤلات الكثيرين منّا ومن أهالي البلدة عن أساس هذة التسمية, سيما وأن عائلة "آل ترحيني" من أكبر العائلات في بلدة "عبّا" مع وجود فروع لها بنسب مختلفة في القرى المجاورة مثل: عدشيت, وجبشيت, وكفرصير وفي محافظة البقاع (مدينة بعلبك).
الجد الوحيد المتنوّر الذي كان همه اجلاء هذه الحقيقة هو السيد عبد اللطيف حسين سيد احمد ترحيني الذي كان يردّد على مسامعنا في الأربعينيات من القرن الماضي أنّ اللقب يعود إلى مزرعة "ترحين" في منطقة الباب في محافظة حلب في سوريا وبحكم عمله عاملاً في العاصمة في بيروت وفي مدن الجبل في مواسم الإصطياف كان يبحث ويسأل عن هذه المزرعة وعن السادة أهلها ممن يلقاهم لبنانيين, وعراقيين, وايرانيين.
وأستخلص من جملة ما سمع من اقوال وأحاديث أنه حصل خلاف في مزرعة "ترحين" في منطقة حلب في سوريا ادى إلى تهجير الأخوان أحمد ومحمد من المزرعة ولجأوا إلى لبنان.
استقر أحمد في بلدة العاقورة وعمل عند أحد الملاكين, فتزوج ابنته مرثا وأصبح جَداً لآل الهاشم في العاقورة ينتسبون إلى الشجرة الهاشمية وفقاً بما أخبر الدكتور مرعب الهاشم في مستشفى اوتيل ديو في بيروت عن هذه القضية. واستطراداً مرض المرحوم المقدس السيد محمد علي ابراهيم ودخل هذا المستشفى فوضع في غرفة خاصة وغادر المستشفى دون أن يدفع كلفة العلاج إذ أخبره الدكتور مرعب أنه من آل هاشم ومن السادة وقد أفرد غرفة خاصة في المستشفى لعلماء الشيعة السادة يتلقون العلاج مجاناً.
وهكذا يكون "أحمد" أسس عائلة هاشمية في العاقورة وأما أخوه محمد فقد توجه إلى البقاع ولعله اسس مزرعة "ترحين" فوق البردوني في زحلة وفقاً لما ورد في تاريخ زحلة للمؤرخ عيسى اسكندر المعلوف أنها كانت موجودة واندثرت كما سيأتي فيما بعد.
إلا أن بلدة "ترحين" اقتطعها السلطان سليم الأول لآل سكاف عام 1570م لمناصرتهم إياه في معركة مرج دابق.
لاحقاً جرى نزاع بين السادة وبين آل سكاف (الحاج شاهين) العائلة الطارئه على البلدة فنـزل آل سكاف إلى السهل وتوزع السادة بين بعلبك وجبل عامل فحلوا على هذه الربوة ونزلوا في مزرعة "عبّا" وصاروا يعرفون بآل ترحيني وهم سادة ومن شيعة آل البيت وفقاً لما بذله من جهد وعمل شاق السيد عبد اللطيف ترحيني بإنشائه حسب ونسب لهذه العائلة بجمعه معلومات وشهادات موثقة من رجال دين شيعة وذلك في شجرة دائرية محاطة بصورته خططها ورسمها الخطاط مصطفى ابراهيم يوسف حريبي في الأربعينات من القرن الماضي. كنت أجتمع معه في منزل السيد أبو عبد الهادي عبد اللطيف ترحيني ومعه عدّة كاملة للرسم والخط من طرحيات كبيرة واقلام غزار وريش صينيّة ودواة حبر ومساطر مختلفة ملّماً بهذا الفن الابداعي كونه كان تلميذاً في مدرسة رسمية في بيروت عام 1937م والتحق فيما بعد بالكلّية العاملية في الصفوف المتوسطة. وتبرّع بهذا العمل لأن والدته أم داوود بنت مشعل ابنة خالة السيد أبو عبد الهادي.
ومنذ عام 1950م لم يكلّف أحد من أبناء البلدة نفسه للبحث والتنقيب عن هذه المسألة واجلاء امورها فعملت منذ تأسيس مجلة "العرائس" الخاصة عام 1996م للوقوف على أساس هذه التسمية "ترحيني" والبحث والتنقيب والدرس.
وتشاء الصدف أن يتولى هذا الأمر الدكتور عبد المجيد عبد اللطيف ترحيني الفرع الطيب من الأصل الطيّب والأبن البار لسر أبيه, فهو لم يألوا جهداً بالبحث عن هذا الموضوع إذ زودنا بوثائق وخرائط ومستندات عن "مزرعة ترحين" في حلب (سوريا) من بطون الكتب والدواوين التي كان بدقّقها باحثاً ومقمشاً في بحوثه ودراساته الجامعية (مرفقة ربطاً).
وكذلك زودنا الصحافي اللامع الأستاذ ياسر محمد داوود حريري ياستطلاعاته في جريدة الديار عام 1999م وعما كتبه المؤرخ عيسى اسكندر المعلوف عن بلدة "ترحين" في جوار زحلة في كتابه "تاريخ زحلة" في الصفحات 48 و87.
وفي مقتطفاتنا الصحفية وجدنا مقالة في جريدة السفير في 20 حزيران 1999م (مرفقة ربطاً) عن مؤتمر المعلومات التربوية في بيروت فيه انّ دولة تونس شاركت بالمؤتمر متمثلة بمندوبة عن وزارة التربية التونسية الدكتورة "فاطمة ترحوني".
لذلك نورد فيما يلي الوثائق والمستندات الخاصة بهذا الموضوع علّها تفتح كوة في جدار البحث والدرس:
1-     تعريب اسماء القرى في منطقة الباب اعداد تحقيق محمد سعيد الوجي:
ترحين: قرية من قرى منطقة الباب وهي ناحية في هضبة حلب, تابعة لمحافظة حلب.
المرجع: كردستان سوريا.
2- HRAS: جمعية حقوق الانسان في سوريا تقرير عن قرية: "ترحين" أنها تابعة لمنطقة الباب في حلب. كانت تعود بأغلبها لعائلات تركية أثناء الحكم العثماني ولا يزال الخلاف قائم هذه الايام بين المالك والفلاحين.
3-وورد اسم "ترحوني" في تونس: إذ ان مندوبة وزارة التربية التونسية شاركت في " ورشة عمل اقليمية عن " نظام المعلومات التربوية: اعتماد التقنيات الملائمة للدخول في الألفية الثالثة". هذه الورشة نظمها مكتب منظمة الامم للتربية والعلوم الثقافية (اليونسكو) الاقليمي في بيروت بين 25 و 28 كانون الثاني 1999 برعاية وزير التربية الوطنية محمد يوسف بيضون.
ورأت مندوبة وزارة التربية التونسية: فاطمة ترحوني أن ورشة العمل تكتسب اهمية قصوى للنظم التربوية ونحن على مشارف القرن الـ 21 ودخول الألفية الثالثة.
المرجع: جريدة السفير اللبنانية, تاريخ 26 حزيران 1999 م الصفحة 7.
4- تاريخ مدينة زحلة :       طبعة اولى. عام 1907م.
عيسى اسكندر المعلوف      طبعة ثانية      منقحة1956م ص 48 و 87.
عيسى اسكندر المعلوف (1896– 1956م).
ومما جاء في كتابه: أنه على تلّة نهر البردوني في زحلة كانت توجد قرية اسمها: "ترحين" يسكنها آل سكاف والسادة. فجرى بينهما خلاف فنَزل آل سكاف الى حوش الامراء في سهل زحلة والسادة تفرقوا بين بعلبك وجبل عامل.
أما آل ترحيني في البقاع, تعرفنا إلى عائلة من آل ترحيني من سكان منطقة الكولا في بيروت أصلهم من بعلبك, من هذه المصادر نستخلص ان هنالك صلة ما بين القريتين المتواجدتين بين لبنان وسوريا: مزرعة ترحين في محافظة حلب (منطقة الباب) وقرية ترحين في زحلة لبنان.
5-  ضيعة "ترحين" وكنية "آل ترحيني" (خرائط مرفقة).  (تدرج لاحقا)
6-  وفقاً لملف العائلات الذي أعده الصحافي الاستاذ انطوان شعبان في جريدة "الديار" الثلاثاء في حزيران 1998م السنة الحادية عشرة العدد 3498 ورد قوله:
(إن قرية "ترحين" كانت موجودة في حوش الامراء – زحلة عام 1517م وهذا نص المقال:
جريدة الديار – الثلثاء 9 حزيران 1998
ملفات وقضايا الحلقة الاولى اعداد: انطون شعبان
ملف العائلات... رحلة في جذور التاريخ – آل شاهين. آل سكاف (زحلة):
اصل العائلة يوناني أو روسي وهي من سلالة ابراهيم حنا النصراني تحالفت مع السلطان سليم العثماني الذي اوصلها الى "ترحين".
تتحدر عائلة الحاج شاهين السكاف. التي يردها البعض الى اصول يونانية او روسية. من سلالة ابراهيم حنا النصراني, وهي تحالفت مع السلطان سليم العثماني وحاربت معه في معركة مرج بني دابق, وقدمت معه الى نواحي سوريا المجوفة نحو العام 1517 من موطنها الاول "كفربهم" قرب حماه, فأقطعها السلطان قرية "ترحين" في اطراف حوش الامراء. )
نستنتج من مجمل هذه الوثائق أنّ آل ترحيني قد نزحوا من قرية "ترحين" التي كانت في مرتفع قريب من مدينة زحلة وبعد معارك ما بين السادة سكّان قرية :ترحين" ومواطنيهم آل سكاف: نزح قسم منهم إلى بعلبك وقسم آخر إلى إقليم الشقيف (جبل عامل) حيث تواجدوا في قرية "عبّا" وهي واقعة على هضبة محاطة بالجبال من جميع الجهات, مليئة بالغابات الحرشية وعيون المياه. اكتسب السادة لقب "ترحين" نسبه إلى بلدة ترحين. وآل ترحيني هم "سادة" ينتسبون لأهل البيت (ع) . وأن هذا ملحوظ في سجل نفوس عام 1905م العثماني والموجود في دائرة نفوس النبطية.
وفي اخراج قيد لجدنا السيد حسين أحمد ترحيني ورد أسمه في السجل كسائر افراد العائلة:
حسين سيد أحمد
والده أحمد سيد علي
وجدّه علي سيد أحمد


ضيعة "ترحين" وكنية "آل ترحيني"
وفقاً لملف العائلات الذي أعده الصحافي : الأستاذ انطوان شعبان في جريدة "الديار" الثلاثاء في 9 حزيران 1998م السنة الحادية عشر العدد 3498 ورد قوله:
      أن ضيعة "ترحين" كانت موجودة في حوش الأمراء- زحلة عام 1517م وهذا نص المقال:
جريدة الديار -  الثلثاء 9 حزيران 1998
المختار

أيام السلطنة العثمانية، كانت المخترة تتم بالتعيين، والمتنفذ في البلدة هو الذي يسيطر على هذا المنصب، إما أن يكون هو المختار أو يعين من يراه مناسباً يصب في دائرة خدماته.
وأيام الإنتداب الفرنسي ابتداءً من عام 1920م، أصبحت المخترة تتم بالإنتخاب والتنافس بين المرشحين "فحديدة المخترة تبقى لفترات وفترات دائمة الحماوة".
فعبر الإنتخابات الإختيارية وحتى البلدية تشتد العصبية العائلية وقد تكون فسحة أمل للناس بأن ينفسوا عن مكنونات صدورهم وما يغلي فيها.
فالمختار يحمل ثلاث بطيخات بيد واحدة: استمارات الهوية الجديدة واستمارات البطاقة الإنتخابية وتنقيح لوائح الشطب مع الضيافة وإتمام المعاملات بدون مقابل ولكن يعوض عن المتاعب بأنها فيها "وجاهة".
أما رئيس البلدية فحدّث ولا حرج وخاصة إذا كان مسؤولاً مباشراً أمام المحافظ. وذمة كل منهما "بدون فرام" كما يقال.
فلا يخوّله كرش الوجاهة أن "يلحس إصبعه" كما هو ملعوم وخاصة في الإثراء غير المشروع. وقد يعنَّ في بال البعض أن لقب "الرئيس" يفخت الأذن أو أن يفقأ العين.
فأول مختار في بلدة عبا هو السيد خليل أبو دلّه كما يدل خاتمه على العريضة المرفقة في أوائل ستينات القرن التاسع عشر وكما هو مؤرخ على عتبة دار أبو دلّه التي كانت منصوبة على البوابة من الجهة الشرقية ولا تزال حتى الآن محفوظة في منـزل السيد أبو علي جميل محمد حسن خليل ومكتوب عليها كما المحنا سابقاً. بيتان من الشعر للمرحوم الشاعر الشيخ ابراهيم حريري (1710م -1864م)
وبيت المجـد شيّـده كريــم                       خليل السيّد الزاكي المهـذب
وقد زينتـه بقريـض شعـري                     بآونـة لـه التاريـخ فارغـب
1283هـ    1863م
وكان السيد خليل أبو دلّه صاحب جاه تدل على ذلك أملاكه الواسعة التي ورثها أولاده من بعده وظهر هذا الجاه على إبنه السيد حسن خليل وكان له دور أيام الأتراك وأوائل الإنتداب الفرنسي وتقلّصت صلاحياته بانتخاب ولده السيد أحمد حسن خليل مختاراً للبلدة في الثلاثينات من القرن الماضي. ومن تواتر الأخبار علمنا أن السيد حسن خليل هو الذي يعين المختار وقد توالى على المخترة في أيامه ومن بعده السادة:
1-  الشيخ قاسم كلوت من النبطية إذ أن والده أحمد كلوت حضر إلى عبا في منتصف القرن التاسع عشر وكان له ولدان قاسم وعلي. وكان الشيخ علي يقرأ "المصرع" في عاشوراء وله سفائن مكتوبة بخطه في مكتبة الشيخ كامل كلوت. والشيخ قاسم تخلف بياسمين والدة الشاعر محمود علي حسين.
2-  حسين محسن قاووق ومنـزله في دار حفيده محمود محسن وأولاده محسن ومحمود وعلي وداوود (كما أفاد أبو جميل خليل قاووق) والأخير قتل إلى جانب شجرة الزنزلخت في دار حسن كلوت لأنه "سبَّ الدين". وكان حسين محسن يقتني "حمارة" كانت مضرب المثل (حمارة حسين محسن) فلا أحد يؤذيها وإن تعدّت على الزرع فلا تحاسب لأنها كانت تستخدم لحمل القمح للمطحنة من قبل أهالي البلدة.
3- عبدالله جواد عام 1920م وكان منـزله محل "شك الدخان" لصاحبه اليوم أبو علي جميل فاشترى دار أحمد قاووق وبنى داره الموجودة اليوم.
4-    أحمد علي حسين 1932م صهر السيد جواد خليل (ثاني كرسي في البلدة آنذاك) وتمت المصاهرة برضا السيد حسن خليل لقاء "بوسة لحية".
وفي إحصاء عام 1932م. كان هو المختار يساعده أثنان اختارهما السيد حسن خليل وهما: الناطوران أبو جميل خليل قاووق وأبو موسى خليل جفال. والإحصاء تم في منـزل السيد حسن خليل (غرفة باطون على طريق البيدر) منـزل عاطف عارف حسن نور الدين حالياً).
وسأل المأمور المكلّف أبو جميل خليل قاووق عن إسمه فقال: خليل سارة فقاطعه السيد حسن خليل وقال للمأمور: إسمه الكامل: خليل إبراهيم قاووق.
5-  السيد أحمد حسن خليل عام 1940م.
6-  شريف يوسف علي حسين 1949م.
7-  شريف يوسف أسعد 1962م.
8-  حسن محسن معلم 1986م.
9-  حسن علي حسن 1990م.
10-    حسين قاسم: 2005م.
كان المختار قديماً "شيخ صلح" أما اليوم صارت الراجمات والمدافع تحسم الأمور.
                       ____________________________



تاريخ المدرسة في بلدة عبا منذ مئة عام
المرحلة: من 1850م – 1952 م

كانت المدارس العثمانية في جميع الأقطار العربية حتى أواخر القرن الثامن عشر من نوع المدارس الدينية التقليدية فمنها معاهد تعليمية عرفت بإسم "الكتاب" خاصة بالصغار تهدف إلى تعليم العلوم وكان معظمها ملحقاً بالمساجد والجوامع العامة وبعضها مستقلاً في مباني مشيدة لهذا الغرض مع مساجد خاصة بها، والتعليم كان وفقاً لأساليب قديمة.
وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر إثر الإحتكاك الذي أخذ يشتد بين الشرق والغرب تنبه القادة المفكرون في الدولة العثمانية إلى عدم كفاية هذا النوع من التعليم فآثروا إنشاء معاهد تعليمية جديدة لتدريس العلوم العصرية وفق النظام الحديث وكانت هذه المعاهد إما خاصة، أو عامة.
فالمدارس الخاصة كانت تقتصر على "كتاتيب" المشايخ لتعليم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، وكانت الدروس تعطى باللغتين العربية والتركية وكانت المدرسة تتألف من غرفة واحدة تضم أكثر من 50 ولداً يتولى تعليمهم "شيخ" وبجانبه عصا غليظة, كان الكتاب مدرسة القرية غير تابع لوزارة المعارف.
أما المدارس العامة فكانت قليلة جداً وتتواجد في مركز الولاية وبرامجها أقوى من المدارس الخاصة وإلى جانب العربية والتركية كانت تدرس اللغة الفرنسية.
في العقد الأخير من القرن التاسع عشر كانت قد كملت تشكيلات المدارس المدنية فأصبحت على الشكل التالي: الرشدية – الإعدادية في الألوية والولايات – المكتب السلطاني.
وفي عهد الإنتداب تم افتتاح مدارس رسمية تدرس فيها العلوم العصرية وأول امتحان للشهادة الإبتدائية الأولى (سرتيفكا) كان في مدينة صيدا عام 1927.
أما في بلدة عبا، فكان الشيخ ابراهيم حريري نزيل بلدة عبّا من بلدة دير قانون النهر أول من افتتح "كتّاب" في البلدة على الأرجح. وفقاً لتأريخه بناء دار خليل أبو دلا على عتبة موجودة الآن في منـزل السيد جميل أبو خليل وكتب عليها:
وبيـت المجـد شيـده كريـم                 خليـل السيد الزاكي المهذب
وقـد زينتـه بقريـض شعـري                 بآونــة لـه التاريـخ فارغـب
عام 1283 هـ - 1863م
والشيخ إبراهيم من دير قانون النهر وحضر إلى البلدة بناءً على طلب من وجهائها وذلك في عام 1830م تقريباً وكان منـزله في دار الحاج عبدو معلم وأعطي "الطبقات" لأنها "مشاع وصخر" فحوّلها إلى كرم من التين والزيتون والخروب والعنب. ومن تلاميذه: جيل السيد أحمد علي حسين والسيد عبدالله جواد... إلخ. وكان شاعراً وأديباً وبيته بيت علم وكان أولاده من طلبة العلم في الحوزات الدينية وخاصة ولده الشيخ داوود حريري.
وبعد الشيخ ابراهيم حريري أتى إلى البلدة الشيخ علي كلوت شقيق الشيخ قاسم مختار البلدة آنذاك. وكان الشيخ علي "خطاطاً" وأثاره في مخطوطات قديمة لدى الشيخ محمد كامل كلوت وكان يعلم الأولاد في منـزله الكائن في دار المرحوم السيد ابراهيم عثمان. وأفادت الحاجة صبحية زوجة الحاج محمد عبدو معلم بأنها كانت تعرف زوجته في منـزل السيد ابراهيم عثمان وكانت تصنع القش والمرحومة حسيبة ابنة بنتها الحاجة خديجة كانت تنام عندها كما أفادت الحاجة زينب زوجة السيد أحمد اسماعيل. وقالت الحاجة "أم عبد الحليم عثمان أنه يوجد في الدار غرفة تسمى غرفة الشيخ علي" حتى اليوم.
وبعده جاء الشيخ جعفر منصور من حداثا ومنـزله إلى جانب غرفة المرحومة مريم علي خليل وابنته الميمونة وكانت زوجته (الملّة)([1]) تساعده في التعليم كما أفاد تلميذه الحاج أبو جميل خليل ابراهيم قاووق.
وبعده جاء الشيخ داوود حريري وكان شاعراً وأديباً. توفيت زوجته فتزوج من رقية موسى ابراهيم فحص ( وهي اخت السيد امين موسى ابراهيم فحص ) ومن تلاميذه ولده الشيخ محمد حريري والسيد علي يونس والمرحوم وهبي خليل وحسن نور الدين. وترك آثاراً شعرية عمل على جمعها في ديوان شعر المرحوم ولده أبو محمود محمد داوود حريري نأمل أن يبصر النور.
ثم جاء الشيخ موسى قاووق وكان "الكتّاب" في "القبو" في داره وتوفي والده وأخوه علي في ليلة واحدة وكان على جانب من الفقه ويقال أن والده أرسله لمدرسة حنويه فتعلم هناك، ووالدته من آل ياسين من القصيبة وقد استعان بالحاج أبو كاظم أحمد مشيمش لتدريس اللغة الفرنسية ليحصل على منحة التعليم (عشرة ليرات ذهبية) من وزارة المعارف تدفع سنوياً لجميع المدارس الخاصة أيام الإنتداب الفرنسي ما بين 1925 الـ 1935م. وكان في مكتبته كتب ثمينة نهبت وسرقت بوفاته.
ثم جاء الشيخ ابراهيم زهر الدين عام 1935 من برج البراجنة ومن تلاميذه جميل قاووق ومحمد خليل يونس وحسن عبدو وأبناء جيلهم.. وكان يحب لعبة "النرد" فنهاه إمام البلدة المرحوم السيد محمد علي ابراهيم فأرسل إلى المرجع الأعلى "النائيني" في النجف مستفتياً، فأتاه الجواب بأنه حرام ومن يشاهده حرام.
وفي أوائل الأربعينيات، حضر الشيخ "بهيج هزيمة" وكان "الكتّاب" في منـزل الشيخ كامل كلوت وكانت مؤونته على الطلاب مع غداء وعشاء وفقاً للترتيب المتبع آنذاك.
ثم حضر الشيخ خليل ريحان لفترة قصيرة ثم أتى بعده الشيخ حسين موسى وكان يعلم الأولاد: "دوس دوس ترمبيرا"...
وفي عام 1943 افتتحت المدرسة الرسمية في عبا وكان المدرس الجديد المرحوم الشيخ أحمد صادق والمدرسة غرفة في منـزل المرحوم السيد عبدو حسين أحمد وسكن هو في منـزل المرحوم حيدر عميس وزوجته المرحومة من آل سلمان من عدلون.
وفي عام 1944 حضر الأستاذ أسد الشيخ وهنا ابتدأ تاريخ المدرسة الرسمية والتعليم باللغتين العربية والفرنسية وكان معلماً ناجحاً.
ثم أتى بعده السيد ابراهيم ابراهيم ولم يدم طويلاً ثم الأستاذ محمد علي شمس الدين وكان لا يلّم باللغة الفرنسية فالأستاذ وديع نصر وبعده الأستاذ عبد الحسين عميس عام 1952 الذي يبتدئ معه التاريخ الصحيح للمدرسة الرسمية في عبا أرساها على قواعد علمية صحيحة وخرّج منها تلاميذ نجباء.
مراجع يمكن الإستفادة منها بخصوص التعليم في القرن التاسع عشر والقرن العشرين في لبنان.
1- بطرس البستاني، مجلة الجنان، الجزء 21، 1 و2 سنة 1877م.
2- ساطع الحصري، حولية الثقافة العربية، السنة الأولى، ص 3-7.
3- مجلة ثمرات الفنون، عدد 125، عام 1877، ص 4، الجامعة الأميركية.
4- وضاح شرارة الأمة القلقة، دار النهار للنشر، بيروت، 1996.
من الكتب التي تعتمد في القراءة في هذه المدارس القديمة: كتاب: أبجد هوّز وفي الكتابة يعتمد على ألواح التنك ثم ألواح سوداء يكتب عليها بالكلس وحجر الترواخ والقلم الغزّاز من القصب ثم استعمل الحبر من نبات له ثمر أحمر في محلَّة "المحاطة" جوار البلدة غرباً.
وبعد ذلك دفاتر ورق كانت تصنع من التبن ويظهر النش عليها وأقلام الرصاص كان يريّق عليها من الفم لتكتب.
وكان الإحتفال بالتلميذ الذي يختم القرآن الكريم وهو من الأمور الموجبة والمستحبة إذ يتقدم التلميذ رفاقه ورأسه في صندوق مزين والشيخ أمامهم والتلامذة يرددون على مسامع أهل الضيعة نشيد ختم القرآن الكريم وهو:
يا برق شـامي          بلّـغ سـلامي
إلى محـمــد            بـدر التمـام
يـا برق اطلـع          بالليـل والمـع
مختـار يشفـع          يـوم الزحـام
قصـدي أزور           وأحظى بنـور
فحّت عطـور            مسك الختـام
وفي المنـزل يوزع الملبس والدحروب وراحة الحلقوم بعد أن يتلوا التلميذ الآية الكريمة في سورة البقرة: "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم". ثم تعطى قيمة الختمة للشيخ 5 ليرات ذهبية مع دجاجة.
ولكن يحصل مراراً أن يتخلف التلميذ عن دفع قيمة الختمة للشيخ، فيرسل هذا إلى الأهل عبر التلميذ يذكرهم بما هو مطلوب منهم كما كان يفعل الشيخ إبراهيم زهر الدين مع تلاميذه كما ورد على لسان أبو محمد جميل قاووق وأبو محمد حسن عبدو وغيرهم هذه الردّة:
لا تظـن أنـك من يدي ناجـي                       ولا تقول إني رضيت بدجاجـي
هيّر ثمان ليرات أرسلهم صباحاً                    أوفق لكم ما عاد بدّا لجاجـي
مدرسة محو الأمية في بلدة عبّا سنة 1968 م.

أسسها المرحوم الأستاذ ابراهيم توفيق ترحيني, هذه الصورة لتلاميذ هذه المدرسة, في الوسط: الأستاذ ابراهيم ترحيني والدكتور ناهض قديح, ومن اليمين: حسين حسين السيد أحمد, محمد حسين موسى, حسين علي يونس, أحمد محمود, أحمد السيد حسين, حسين رضا, علي رضا, فضل ترحيني, ومحمد علي محمود.
البيت القروي او بيت الفلاح
عمل الفلاح من الفجر الى النجر كما يقال. فآذان المؤذن عند الفجر يقطع الصمت الرهيب الذي يسيطر على الضيعة مع صوت الديكة ويقظة الحيوانات جميعاً بعد راحتها.
فتهب القرية بعد ثلاشي الظلام وتسارع الى الارض والحقول ويبدأ العمل المجد وتبين على السكان
علائم الارتباط ويظهر من شكلهم انهم يعيشون معاً ويفكرون معاً
فالفلاح بتعاطيه الزراعات البعلية و المواسم المطرية و تربية المواشي: هذا النمط من العيش يسمى: نمط إقتصادي واكتفاء ذاتي ضيق
فالمواصفات المذكورة أدناه واسماء الادوات التي كان يستعملها الفلاح ويوضبها في أماكن محفوظة في بيته, جميعها عشناها في بيوتنا في اول ما تفتحت عليه عيوننا ووعاه عقلنا وذلك قبل عام 1950م.
كان اسم البيت مرفقاً بإسم العائلة بيت آل خليل, بيت آل علي حسين, بيت آل حسين أحمد, بيت آل حريري, بيت آل عميس, بيت آل قاووق...الخ
بيوت الضيعة كانت ملتصقة ببعضها البعض, وسقفين لجارين على عقد واحد أو قنطرة واحدة بين جارين فيقال: قايس على حيطنا أي عمّر على حيطنا. وكانت البيوت تتواصل فيما بينها بواسطة فتحات في الجدار بين الجيران
 بعد إنتهاء بناء حيطان البيت ترفع "العتبة" على كتفين يالهذه الهمة "يا بارك الله" فسقف البيت كان من تراب ويركز الخشب على جسر من خشب او قناطر يتم الفصل بينها بمحاصيل او فواصل من قصب وخشب حيث يأوي الفلاح مع عائلته ومرافقيه من بقر وخيل وحمير ودجاج وكلب حارس
والسقف يعد إعداداً متقناً بحيث يكون الخشب من شجر الزنزرخت لأنه مرّ ولا يسوس مع بلان وركس يأتي بعد ذلك دور التراب فيوضع فوق البلان المضغوط حتى لا ينهال منه التراب.
يركز الكهول الأخشاب والشباب والنساء يطلعّون المواد الى السطح فيضْغَطْ التراب بواسطة الماء والمحدلة والماعوص وذلك لمنع تسرب الماء أثناء فصل الشتاء ورغم ذلك كانت "الدلفة" تنزل ولا يسلم منها بيت.
      تستمر عملية سقف البيت أحياناً الى الليل مع العمل بنشاط فتبدو على وجوه رجال "العونة" علامات الفرح لأنهم أوجدو بيتاً يسكن فيه جارهم أو قريبهم. وينتهي العمل بالدعوة الى تناول الطعام
وحان الوقت الى الدخول الى البيت والتجوال في تقسيماته وحواصله والتوزيع الجغرافي للمنامة وزربية المواشي والتبانة والمونة و الساجة...
      نبدأ اولاً بالدخول الى البيت: حيث الباب من خشب والمفتاح من خشب له اسنان نافرة يفتح ويسكر الباب بعدما يحفظ المفتاح في الطاقة في الحائط وجنبها بلاطتين صغيرتين واحدة للسراج وواحدة للإبريق. تنـزع الاحذية في الاصطبل والجلوس على حصر البابير مع مساند حيث هذه الغرفة للمنامة والاستقبال وفيها خزائة وبيرو عليه مرآة والقنديل
في الجهة الثانية: المحمل لوضع الفرش وبجانبه الوأل للديك والدجاجات والى الجوار سرير الطفل وفيه "سيبك". وجد من هذا النوع"السيبك" في السدة عند محل الشيخ أمين قميحة في سوق الغلة في النبطية يستعمله الاولاد " لشرب الغليون pipeوعلى يمينك في الطاقة الجرة او المنشل للشرب.


عدَّة الفلاح وأدواته:
1-    اللباس او الثياب
-          الشروال المقصب او بوكبشين
-          شروال عادي للعمل
-          بدلة زفير
-          المزموك
-          القميص ست كروز
-          العباءة "الغباني"
-          الصاية " الدشداشة"
-          الصدرية
-          الحطة والعقال
-          الطيار: يوضع على رأس المرأة ويوم العرس في رقبة الفرس يأخذه من يجرها
-          المكحلة
-          الطربوش: في ثلاثينات القرن الماضي كان الرجال يعتمرونه وكذلك الطلاب في صف brevet في الاربعينات في المدرسة الرسمية في النبطية
-          في الاربعينات أصبح لباس تلامذة المدرسة الرسمية : الكاكي شورت"
-          الكوفية و العقال: ما زالا لباس المخضرمين من أبناء جبل عامل
-          المركوب – المشاية – البسطار – البعقور – الشموط
-          هذه الالبسة لم تعد ملائمة في هذه الأيام وخاصةً الطربوش والكوفية و العقال والشروال والصاية والفسطان المزخرف و"كاكي" شورت الاولاد
-          هذه الملابس كانت تشترى مرة في السنة كما يلبسونها طوال السنة لندرة الدراهم والبعد عن المدينة

2-    الانارة:
-          النواصة
-          السراج والشمعدان: كانت لكل منها مقاسات وتوابع من فتيل وكاز وزجاجة مناسبة لمقاس السراج من نمرة واحد الى نمرة خمسة
-          الفانوس
-          اللوكس: اول لوكس في الجنوب في مرجعيون عام 1900م واول لوكس في عبا عام1957م اشتريته مع غاز عندما أصبح مرسوم الوظيفة في جيبي
-          بابور الكاز مع إبر خاصة
-          المزيتة
-          القداحة. ولقلة الكبريت كانت بيوت القلعة تنار من قداحة السيد موسى علي يواسطة زبلة يابسة من روث البقر
3-    الساجة
-          مكان الساجة وعملية العجين والخبز في "التخشيبة" أو "البايكة" فيها موقدة ومرقة وطبلية وكارة وبلان وزبل جاف من روث البقر و"لكًنْ" العجين مغطى "بميزر" طاهر ونظيف
-          على هذا "الساج المسجور" تنداح بين كفي المرأة " الارغفة" المهلولة" الشهية فيمتلئ "اللكن" بعدات الخبز " العدة 20 رغيف" والبقابيع جمع بقاعة او "بقعة" مع السكر أو الزعتر او الحمص او الزعرور او البرزق
-          - التنور في الساحة العامة تخبز فيه المشاطيح والفطاير والبعابيق
-          الخميرة مع سكر. تتواجد دائماً في البيوت لاستعمالها في عملية العجين وتحفظ مع طحين في " المجبنة" وقد تستعار من عند الجيران
تتعالى الاصوات " عالبركة". بركة مضاعفة مع رغيف خبز على نار الايدي تشتهيه العين قبل الفم
4-    ادوات النحاس والفخار والقش
‌أ-       النحاس: الحلة – الطنجرة – الدست – الملاعق – السطل – السخانة – الربع – الجنطاس – الدلو – لكن العجين – الجاط
‌ب-  الفخار: الزعنونة – البرنية – القصعة – الصحون – الخضاضية – المنشل – الجرة – الابريق
‌ج-   القش من صنع الأيدي ويكون من سنابل القمح:
الصينية – المكب – الممجبنة – القفة( يقال قفز فوق القفة) – المملحة لحفظ الملح- المصلية
‌د-      المشككة: الإبر والخيطان والبكرة الى جانب الكواير
5-    ادوات الفلاحة و"الشغل"
الفدان هو مجموعة من ثورين والادوات التالية: النير – الحلقة – المتعة – الوصلة - الزنقة – الزغالي – السباسي – العود – البرك – الناطح – الكابوسة – السكة من حديد – المساس – الكمامات –  النقير( وعاء خشبي مسطح لتلقي روث البقر على البيدر لإنتاجها قمح نظيف) –
اويضع يديه ويرمي الروث على الربعة.
أسعار هذه العدة في الحاضر كما يلي:
-          البرك – الناطح – الكابوسة – المتعة أو الستارة – الوصلة: كل قطعة بمئة ألف لبرة لبنانية
-          النير – الكتف والزغالي والسباسي: كل قطعة بأربعين الف ليرة لبنانية
-          الجلال بثلاثمائة ألف ليرة لبنانية
-          البردعة بمائة وخمسون الف ليرة لبنانية
-          الخرج المزركش بمائة ألف ل.ل
اما عدة الشغل فهي: البلانة - الحالول – المساس – المنخل للسميد – المسرد – المخل – المهدّة – الشاكوش – الكماشة – السندان
بلاطة الكبة: الدقماقة: رأسها من خشب الزعرور لمتانته والعصا من ملول او سنديان
كانت المونة تحضر مرة واحدة في السنة وقد يبقى من زيت الزيتون ما يكفي لسنتين
هذه الادوات كلها من عهد الفراعنة وحمورابي تسللت مع الزمن الى عصرنا الحاضر
6-    المكاييل والمقاييس والاوزان
الاوقية – 215 غ
الشقلة للمقتة (القثاء)
الاقة 10182 غ
الرطل 2.564 كلغ
الوحدة الشائعة للمكاييل هي:
المد يساوي من القمح 12.5 كلغ
                الذرة 11.5 كلغ
                الشعير 10 كلغ
وحدة المقاييس الدونم
مقياس الفدان عبارة عن يوم فلاحة بإستطاعة الفدان ان يقوم به
7-    موسم الحصاد
العدة: الدمرج – الزابورة – اصابع القصب – الحورة – المسن
الاندفاع في الحصاد عند الفطور وتشتد حرارة الشمس فتعمل آلات الحصاد عملها في ايدي الحصادين ترسل بريقاً مضيئاً عندما تنعكس عليها أشعة الشمس فتهوي السنابل في غمار, تزرع الارض كومات وكومات, كل هذا العمل مجدّ بعمل لا مثيل له 

8-    البيدر
يجمع القش على البيدر ويمد طرحة بعد طرحة ويشولْ ليصار الى درسه بالنورج من جديد ليعرّم عرمة استعداداً للتذرية. إذ يقال ان يوم التذرية بالمذراة أي فصل الحب عن التبن هو يوم لا كسائر الايام
فتجتمع العونة من الرجال وتبدأ التذرية  عند هبوب الرياح فيشول التبن والحب يكيّل بالمد: عبارة عن وعاء خشبي أو حديدي مدور
      ويبدأ الكيل مع نداءات مختلفة متفق عليها على لسان الفلاحين وتوضع الحبوب في شوالات بعد دفع الزكاة وأجرة الحلاق والناطور وراعي العجال (البقر)
      وبعد انتهاء عملية التذرية يدعى الجميع للأكل:
"لكًنْ" مشاطيح
"لكًنْ" بعابيع
طنجرة مجدرة
طنجرة لبن
طنجرة مهلبية  / مع البصل و الزيتون
من هذا البيدر (الدراسة والتذرية والتوزيع والتخزين) يتم التكافل الاجتماعي في الضيعة
وعلى هذا البيدر تتجدد مواسم القمح كل عام. فتتخلص من التبن والزؤان منقاة لنقلها للحواصل والكواير .
فأين هي بيادر اليوم خالصة من الزؤان ومنقاة من أي دخيل غريب
ويجب الاشارة الى أهمية شراكة الشلش والمرابعة مع رجل الاقطاع


9-    الطقس
للفلاح معايير خاصة في البيئة وتحديد المناخ:
الحساب الشرقي والغربي
الاربعينية في الشتاء
البواحيروالقمائم في ايلول
المستقرضات
النير الزعروري عندما يزهر الزعرور في أواخر شباط
بئر الماء
في وسط الدار يوجد بئر الماء. ترفع المياه منه بواسطة العلبة أو السطيلة من معدن بنشلة واحدة أو أكثر
والشاطر ينشل العلبة بنشلة واحدة
الى جانب البئر يوجد الجرن منحوت من الصخر ويعبأ من الماء لتشرب منه المواشي
10-                    أنواع الطعام
المجدرة – بقلة حمص – بقلة فول – برغل مع بندورة – الصايت – كبة بلبنية – لبنية ذرة صفراء وبيضاء - الرشتاية – الهيطيلة – كبة الحيلة- الفريك: حبوب قمح خضراء مشوية للمونة
يحفظ الاكل بالكبكة معلقة بالسقف
ملاحظة: كثرت امراض الركب وصابونة الركبة بعدما تخلى الاهل عن طبخ لبنة الذرة الصفراء لانه من زيتها تغذي الركب
هذا ما تجود به الارض, أغذية طبيعية بانت نادرة في عصر المبيدات والاسمدة والكيماوية


11-                   الجاروشة
يتم جرش البرغل في السهرة – عدة حلقات حول عدة جواريش – يوزع التمر والمنضمينا
ويتحلق الشباب حول الصبايا ويدور الهمس واللمس مع اغنيات الدلعونا وحلقة الرقص وتعمير الدبكة مع إيقاع المنجيرة والمجوز والربابة. فتجرش مؤونة السنة من البرغل, وبعد ذلك يعربونه اي البرغل الخشن عن الناعم أما طحين السميد فيخبز ( بعابيق) أثناء الخبز.
12- الأتراح والأحزان
عند وفاة أحدهم يهبون للمواساة والمشاركة في التشييع. وتظهر مظاهر الخوف على الأهالي من رهية الموت والتمسك بأهداب الحياة الدنيا. وتكثر الأقوال والتعابير بالنصائح والحكم وقلّما نتمثل بها أو نعمل بأحكامها.
فمظاهر الحداد صارمة: لا ثوب جديد ولا كبّة على البلاطة ويدور الصراخ والعويل وحلقات النساء للصراخ والبكاء والحداء بصوت عالٍ "شيّل محملك شيّل".
13- عاشوراء
تقام في العاشر من شهر محرّم من كل سنة وكان عالم البلدة يقرأ المصرع في الجامع قبل إنشاء النادي الحسيني عام 1965م.
ثم يولم للجميع الهريسة وكانت العادة ولا تزال حتى اليوم منذ مائة سنة ونيّف وليمة عاشوراء كان يتولاها سابقاً السيد علي حسين وبعد وفاته تعهدها ابنه السيد أحمد على حسين وبوفاة الأخير يقوم بالواجب السيد عبدو السيد أحمد علي حسين.
ملاحظة: لقاءات الأفراح والأتراح كانت تعقد بناءً لنداء في البلدة أو لدعوات وبطاقات شخصية وعامة وتجري المقايضة في هذا الخصوص بين أفراد المجتمع ما عدا مجالس العزاء "في ذكرى عاشوراء" تتم التلبية بدافع إيماني لإقامة شعائر الدين الإسلامي وإحياء ذكرى استشهاد أهل البيت (ع) 

14-الطريق العام
عام 1949م شقت الطريق من جبشيت إلى عبّا أيام وزير الأشغال العامة آنذاك الزعيم أحمد بك الأسعد, بمساعي السيد توفيق حسين أحمد ترحيني وبقيت على ما هي عليه حتى عام 2013م. إذ شرعت بلدية عبّا على توسيعها من الكوع حتى الساحة العامة فتحسن مدخل البلدة وازداد عرض الشارع. هذا الإنجاز تم بهمة عالية من المجلس البلدي رئيساً وأعضاءً. وتمَّ تحسين مداخل البلدة من جميع الجهات وخاصة شارع المدرسة الرسمية وإقامة الأرصفة والتشجير, وبناء الجدران مع عبارات للمياه وتحسين مداخل البلدة من جميع الجهات وإقامة استراحات ومحميات زراعية مشجّرة. وقد عانى المجلس البلدي جهوداً شاقة بإنجاز مدخل البلدة مع الأهالي وعالجها بمسؤولية واعية وقدم تحسينات جمّة. ولحقنا نحن في حي عين السفلى (شارع الأمام الرضا ع) تنفيذ نصف الطريق وبقي النصف الأخر.
وعسى أن توفق البلدية بتحسين الساحة وإعادتها الى ما كانت عليه سابقاً بمساحة واسعة بإتخاذ قرار جريء (وهذا رأي شخصي) بهدم النادي الحسيني القديم وإزالة الدكاكين التي لا تسمن ولا تغني من جوع وإزالة التعديات عليها. فتكبر الساحة ويكّبر الجامع وتكّبر الحسينية فينعم الجيل الصاعد ببلدة جميلة تتلائم مع طموحاته وآماله الكبيرة.
ملاحظة: كان لعضو المجلس البلدي السيد علي محمد علي مصطفى ترحيني اليد الطولى في تنفيذ شارع الامام الرضا ع (حي المقاومة).

15- يوم الطحن في المطحنة
"يوم الطحن يوم": هكذا يقال في الضيعة. لأنه يوم شاق لما له استعدادات له للذهاب إلى المطحنة:
قبل يومين من عملية الطحن تؤمن الطحنة من قمح أو ذرة صفراء تخضع للتنقية من الزؤان والحجارة والتراب. ثم تؤمن الدابة لنقلها إلى المطحنة المتواجدة: إما في قعقية الجسر أو الزهراني- حبوش أو دوار سرور-بريقع. وقديماً كانت وسيلة النقل الوحيدة للمطحنة هي حمارة أبو جواد.
في المطحنة يدفع:
عن كل مد قمح"ثمنية": جزء من ثمانية أجزاء المد, ولذلك سمّيت ثمنية, وعملية الطحنة تجري كما يلي:
تتجمّع المياه من مجرى النهر داخل بئر الطاحون لتخرج من أسفله بواسطة (العالول) الذي يركز قوة ضغط المياه على شفرات مروحة كبيرة على داثرة حديدية تسمى: "فراش الطاحون". يبدأ خروج الحبوب من الدلو وعند نفاذه يقرع الجرس, ويستخرج الطحين الطازج.
وينزل الطحين على الفرش وهو ساخن فيفرش للتبريد فيقال "الطحنة على البارد" لأن الحجارة الزرقاء المستخدمة في عملية الطحن لا ترتفع درجة حرارتها بسبب تبريد المياه لها, بعكس المطاحن الحديثة وهذا ما يساعد على حفظ الزيوت الطبيعية داخل الحبوب.
تتوج الطحنة: بالمشاطيح المصنوعة :"من طحين القمح بخيره".
16- الناطور
يعيّن الناطور في أيلول من كلّ سنة لمدّة عام واحد ويعتبر الناطور ضابط عدل. وشكواه مقبولة في السرايا. عمله المحافظة على الأرزاق في البلدة والزرع والكروم.
وعند عقد الإتفاق بينه وبين الأهالي يجرى الإختلاف على نفقات حذوته: فهو بحاجة إلى زوجين من المركوب أو البسطار في السنة, وتكاليف الحذوة عليه أم على أهالي الضيعة؟؟. فتسوى القضية بالمساهمة معه في النفقات.
17- الدكاكين
عام 1945م كانت الدكاكين في الساحة أو في البيوت, من أصحابها: احمد يوسف أسعد – علي جواد هارون – حسن عزالدين(سمرة) – أمينة حيدرية – أبو خليل محمد حسن خليل – داوود يوسف أسعد.

18- العجال
يصار إلى تجمع البقر والعجول في الساحة العامة وعند طلوع الشمس يوجه العجال نحو البيدر فالمراعي. وكان العدد عام 1945م يتراوح ما بين مثة ومائة وخمسون رأس من الماشية.
وكان راعي العجال يتقاضى معاشه السنوي من اهالي البلدة عند التذرية على البلدة .
كان العجال مصدر خير للأرض من جهة السماد وعندما إندثر قلّ الخير في محاصيل الحقول.
19- الفونوغراف والمغنية
الفونوغراف عبارة عن صندوق توضع عليه الأسطوانه فتحركها الإبرة ويتعالى صراخ الأغاني. والأسطوانة تسجيل شركة بيضا ومن نوع سيد سيدة. وعلى الأسطوانة صورة كلب يصغي للبوق الكبير.
كنّا نجتمع في السهرة في منزل حسن عزالدين (السمرة) أو في دكانه وكذلك كان يوجد مغنيّة شبيهة بالفونوغراف لدى عارف نورالدين (مناهل) وذلك في الأربعينيات من القرن المنصرم.

20- الصلاية
في فصل الشتاء يعمل مطافح في جوار البلدة لالتقاط السمّن.
في فصل الصيف, ينصب الفخ في حقول القمح أو في الكروم وعلى ترسانة "مدود" حشرة من قصب الذرة الصفراء, فتتحرك فيشاهدها العصفور فينطبق الترزان عليه.
وأثناء عملية الصيد: يغنّى للطير, فكل عصفور يعرف إسمه والأغنية التي يغنونها له. فالرمود له أغنية خاصة وكذلك أبو الحن والعضيض وأبو بليق والزرزور والصنادل.

21- الأكراء
كانت تجارة أهالي الضيعة تعتمد على الاكراء. فيذهب المكاري إلى البساتين والكروم فيبدل بضاعته ببضاعة أخرى فمراكز التسويق كانت: عين ابو عبدالله- الزرارية, والخالصة فلسطين.
وكان السيد محمد يوسف اسعد من تجار السواد وقبل عام 1948م كانت تجارة المكارية في قرى فلسطين. وكان السيد صالح يجمع الزعتر والعيزقان والسماق ويصدّرها إلى صيدا. وكانت الصبايا تجلب رزم الشوفان من ضفاف نهر الليطاني ويبيعونها للتجار للتصدير إلى مصر.
22- صندوق الفرجة
صندوق خشبي له أربع قوائم, يحتوي خمس فتحلت لخمسة اشخاص. تتحرك الصور من اعلى الصندوق مع صيحات ومناداة صاحبه "تعا تفرج تعا شوف" لفترة زمنية بخمسة قروش. ويحمله صاحبه على ظهره بين الأزقة والزواريب في الضيعة مع عشرات الصبيان والبنات يركضون خلفه ويواكبونه من محل إلى آخر. وهم يريددون معه: "قوم تفرّج يا سلام شوف احوالك بالتمام, شوف عجايب, شوف غرايب..."
23- العمدة
العمدة جرن كبير في وسطه عصا غليظة يمسكها شاب وينشلها عالياً فوق الرأس أو محدلة لها فتحتين في طرفيها ينشلها الشاب بيديه الأثنتين. وترمى العمدة في الساحة للتحدي بين شباب البلدة أو من يحضر من القرى المجاورة ليدلي دلوه بهذا الميدان وفقاً للشروط المتفق عليها قروياً وبلدياً وهي معبرة عن المرجلة والقوة البدنية للذكور.
24- المبيض
يتم تبييض الأواني النحاسية مرة واحدة في السنة لرفع الزنجار عنها لتصبح صالحة للأستخدام المنزلي. فكان عمل المبيض في الساحة العامة فيعد الكور وينفخ فيه فتتأجج النار التي تحمى فوقها الطناجر النحاسية فيلتقطها بملقط ويديرها يسرة ويمنة ثم يضع القصدير.
25- الإسكافي
يضع السندان امامه والعدّة إلى جانبه. فيركب نصف نعل أو كعبيات أو سدّ فتق في (الفرعة) أو وضع ميالات على الكعب أو المقدمة.
26- المجلخ
يحمل عدّته على ظهره ويدور الأحياء, فيضع السيبة ويثبت في الأعلى دولاب خشبي مع "مبرد" فكبسة الرجل تحرّك الدولاب. ويمرر السكين على الدولاب فتتطاير شرارات النار من السكّينة.


27- الخيّاطة ام داوود
عام 1940 كانت أم داوود تخيط الشراويل. والشراويل كانت على نوعين:
1-    بو كبشة
2-    للعمل
بالإضافة إلى شراويل بيضاء أو كلاسين (لباس داخلي)
إغتسل أحدهم من الضيعة في البيت وارتدى ثيابه بدون لباس داخلي مرتدياً (الصاية) أو القنباز. وعند خروجه من البيت أعطته زوجته قطعة الزفير ليخيطها لباس داخلي عند الخياطة أم داوود وقالت له يبقى في البيت قطعة ذراع ونصف يخيطها لاحقاً.
حضر الحاج عند ام داوود وأعطاها القطعة لتخيطها فطلبت منه أخذ القياس فشمّر القنباز وهو لا يدري أنه عارٍ من اللباس الداخلي. صرخت أم داوود ما أكبره وأطوله. فقال لها: بعد في بالبيت ذراع ونصف.
28- صناعة القش
تحضّر سنابل القمح بدون عقد وتبل بالماء وتصبغ بالوان متنوعة. تجتمع الصبايا في سهرات ليالي الشتاء حلقات حلقات ويعملن من القش أدوات المنزل بألوان مختلفة وجميلة يغلب عليها طابع الفن الأنيق مثل: صواني القش والمكب والمجبنة وركائز الجرة والمنشل والأبريق.
29- الألعاب
1-    كانت بلدة عبا في الأربعينيات من القرن الماضي مشهورة في الأفراح والأحزان بلعبة "السيف والترس". تبدأ المباراة برفع شعار سيف ذو الفقار وتقديم التحية للأئمة الأخيار ولوجهاء البلدة الكبار وتجري عملية المبارزة بكر وفر وحذر ومباغته حتى إذا اشتد العراك انبرى احد الوجهاء ورفع راية الصلح بين المتابرزين.
2-    أيام فصل الشتاء يجلس الصبية في البيوت يتسلون بلعبة الخاتم والملك. تنتهي بضربات موجعة من "قشاط" الجلاّد على الأيدي
3-    لعبة الغميضة
4-    لعبة أنا يا منا
5-    لعية طق استبري
6-    لعبة الكورة على البيدر تشبه لعبة الغولف حالياً.
30- التون
يعد التون لصناعة الكلس. ويكون مركزه خارج البلدة إذ يعمَّر من حجارة قابلة لتحمل النيران فتتفتت قطعاً صغيرة وتهبط حجارة التون وتصبح مستودعاً للكلس المهيأ للبيع والاستعمال في مواد البناء بعد أن يكون انجازالعمل تمّ بإحراق 200 حملة بلاّن أو أكثر ليلاً ونهاراً لمدّة شهر تقريباً بجمعية مؤلفة من عدّة شباب
31- الطبابة
1-    الصفيْرة: يوجد عند المرحومة ام نعيم عبدو عيسى معلم خرزة زرقاء تغلى بالماء, ويشرب المريض من الماء فيشفى من الصفيرة.
2-    بنات الذينين: المرحومة الحاجة شاتو جفال أم أبو حسن حسين علي محمود كانت تشد شعرات القرنين في الرأس فإذا فقعت شُفي المريض .
3-    طب الأسنان: كان يطبب أهالي البلدة الحاج أبو حسين حسن ابراهيم حريري بشلح الأسنان وقلع الأضراس بواسطة "الكلبة" آلة حديدية تشبه "البنسة". ولا تزال "الكلبة" محفوظة عند نجله الحاج أبو حسين علي حسن ابراهيم.
4-    طب العيون: أم سميح زوجة (حسن علي خليل) من آل عجمي كانت تصنع قطرات لوجع العينين عند التطميس في موسم التين, وتقلب العين لسحب شوكة صير من الشبكة.
32- كواير المونة أو الكواوير
-         مستودعات للحبوب والطحين.
-         مفتوحة من أعلى ليسهل مرور الحبوب إلى داخها وعند الحاجة إلى الحبوب تفتح فوهة صغيرة في الأسفل مقفلة بإحكام بقطعة من القماش.
هذه الكواير طالما عصمت العائلات من فقر وعوز وأعاذت من هوان.

جميل قاووق ومرة شرد جمل أحمد سارة وجمل السيد موسى علي.
والجمالة: وهبي يونس, ابراهيم يونس, علي مصطفى, محمود قاووق, أحمد عيسى معلم.
36- الولائم:
السيد حسن خليل: نهار العيد يذبح عجل- وطاولة حلوى وتوزع مجاناُ على أهالي البلدة.
السيد محمد يوسف أسعد: بساطه دائماً ممدود وداره مفتوحة للضيوف.
السيد أمين حسين أحمد: في نهاية البيدر يولم وليمة في منزله كل عام.
السيد أحمد علي حسين: في عاشوراء من كل عام بعد نهاية المصرع, يقدم الطعام لجميع المعزين على سنة والده السيد علي حسين.
37- السلم
 يستعمل للصعود إلى سطح الساجة والبايكة والزريبة.
38- المزراب أو السيالة:
تسيل مياه السطح أيام الشتاء في المزراب أو السيالة وتجر المياه إلى البئر كي يمتلئ ماءً من اجل فصل الصيف
                            ___________________________


العرس في قرية عبا (هوبرة وحوبرة)
العرس في القرية له مواصفات غير المعمول بها في المدينة، والحفاظ على التراث على ارتباط وثيق بالإنتماء الوطني إلى الماضي والتاريخ. والعرس عادة يكون نهار الخميس من كل أسبوع فكل التفاصيل في عرس القرية تضعك أمام حقائق، أمام المشاركة في الفرحة، فتسقط عندها الضغائن والأحقاد التي يمكن أن تكون من حادثة معينة، تغيب كلياً لتحل صفحة جديدة من الود والصداقة. وكلام المجاملة له الوقع الطيب في نفوس الجميع:
"تفرح من ولادك"      "نقشعلك عريس"               "تجوّز الجميع بحياتك"
"مبروك يا عريس وانشالله تكون جازة الدهر"          "تهروا بعضكم"
وما إلى هناك من كلام شفاف صادر من الأعماق، إلى بعض التقاليد التي لها النكتة البلدية الصرف. فمن الشوبشة للعروس لدى خروجها من بيت أهلها، إلى لصق الخميرة على عتبة مدخل العريس، وانتقال العروس على ظهر الفرس المدندشة بالزينة، والحداؤون في الطليعة يهتفون بالترويدة المناسبة مثل:
يا شمس يللي بالسما         أنوارك بتحيي النفوس
لا تشرقي فوق الحما          عالأرض في عنا عروس
والنساء في موكب خاص مع دربكة يزغردن والناطور يحافظ على الموكب. ومن السطوح والعليات تنثر الورود والأزهار والأرز والعطر. ناطور البلدة يجر الفرس إذ يتعب لهياجها من الصخب الناتج من الأهازيج والزلاغيط. وكان يعلق في جيد الفرس قطعة من القماش تسمى "الطير" وفي نهاية العرس يكون من نصيبه. وكانت عدة العرس: الطبل والصنوج والسنجق في منتصف القرن الماضي، انقرضت هذه الأدوات وأصبح كثير من العادات الأليفة من المنسيات.
وكانت العادة كما يقول الحاج أبو جميل خليل قاووق أن يوزع العريس أو أهله قدراً من البارود عن كل شاب يحمل جفتاً "بندقية بطلقين" أو "بارودة" بندقية ذات طلق واحد" ليجتمعوا في بيت أهل العروس أو ليقفوا عند الباب وحوله لدى إجراء عقد النكاح وعندما يتم العقد أو تؤخذ الوكالة من العروس بإجراء العقد يطلقون النار من بنادقهم المحشوة بالبارود دفعة واحدة ليسمع لها دوي كبير كدوي الألغام والمدافع ثم أنهم بعد ذلك ينطلقون بعراضة من بيت أهل العروس إلى بيت أهل العريس وهم ينشدون بنغم الحداء:
 الله يتمم هالفرح        بسعد وسرور وهنا
والعراضة حسب قول الشيخ علي الزين في كتابه "العادات والتقاليد" هي أن يجتمع شباب البلدة ويمشون صفوفاً متراصة وهم يحدون بالأناشيد الشعبية ثم يطلقون البنادق بين الحين والآخر. والمناداة عند الهوبرة بترنيم "ياهو" أمامهم الطبل والسنجق حيث يدق المرحوم توفيق جفال على الطبل وينشد: يا طبل اضرب ساحتك واجمع شباب الغايبي.
الدبكة:
بعد الإنتهاء من الهوبرة والوصول إلى منـزل العريس يأخذ الشباب والصبايا بأيدي بعضهم البعض ويؤلفون حلقة الدبكة مع توزيع ماء السكر. تعتمد الدبكة على رفع أرجل المشتركين فيها سوية وضربها بالأرض ضربة واحدة مع شروع دقاق القصب في دوزنة المجوز أو المنجيرة على لحن دلعونا. وفي المقدمة الشباب الطوال وعلى الجحشة الشباب القصار أو الأصغر سناً. وبعد الدبكة يمشي الجميع منشدين الحداء التالي: يخلف عليكم يا شباب        ويعيدكم لأمثالها
عادة أقوى الرجال على الحاشية أي أول الصف أما آخر الصف فيسمونه الجحشة نظراً لبطئه.
مع دورة الدبكة, تصدع الأغاني:
شاب يغني الدلعونا فترد عليه صبية في الدبكة بردة دلعونا. وهكذا طوال السهرة.
ويطلق على الدبكة اسم (ديك وفرخة). فدبكة شباب الضيعة وصباياها في الأفراح تهز العواطف والحواس في الانسان أكثر من أشهر "باليه" في أفخم "أوبرا" في فيينا.
في الأعراس تظهر المحبة والتعاون بين الأهالي أما في النقطة, فتجلس العروس وتوضع الفلوس في حرجها.
فتكون هذه الأموال في النقطة كمساعدة في نفقات العرس وهذا دليل على العامل الاجتماعي التضامني.


اسماء العقارات في عبا
من المغاريق حتى الكوع شرقا
المغاريق                                  قلعة الصعبة                      بيدر آل معلم
السلم                                       سيرة قلعة الصعبي                المسيل 
البلايط                                     الرجم                            عين الفوقا
كرم دقماق                                خلة الزيتونة                      المحفرة
قلعة المغريقة                            الكوع
قلعة ستوت                               عين السفلى
قلعة كرم التوت           
الدرجة                                    عين الجديدة
جل المغاير                                قلعة الزيتونة
الجهة الشرقية
الحمارة                                   عريض عين السفلى              السليخة
بيدر زيدان                                المهمبر                   البطحة
عين بيارة                                 عين الفوقا                       خلة ياسين
المدور                                السموقة                          خلة الشيخ عيسى
عريض التين                             سماميق العكر
جل الدرب                                  عين جواد
الرجم                         المفلسة
خلة الزيتونة


القسم الجنوبي
من وادي عالي او (علي) الى عين الحاج حسن بحدود الزرارية وبريقع, القصيبة, عدشيت وجبشيت:
كسارة الخروبي       الدبشة           عين الحج حسن        العرائس
السموقة              القصر                بو شمعة         خلة اللبوة
قلعة طربيه            عريض الهوى        خلة القدام              العتبات
وادي عالي            كسارة التواقي     سيرة نجيم               جل السطايح
المفلسة            قلعة جواد خليل                 المنطرة           (لآل حمود)
السرجة               خلة العرجا                   الرويسة         خلة أحمد مالك
المعقب                        جل الطويل                      البلايط
وادي الحاج             جل المعصرة                      السدر
الطبقات              جورة العليقة                     القلع
جلالي الدورة         الوعورة                  عرايس الشومان
خلة الزيتونة           العتبات                          كتف الغسيل
خلالي الطبقة            سيرة علي رضا          جل القنديل
وادي الزعرورة         جلالي مخايل الروم               الدبشة
وادي المقطع          جورة العليقة                     خلة الشركة
حواكير المشتى        جورة العين                       شقيف الرفيع
بلايط بيت حمود     الخانوق                  الكسار
جلالي بو حيدر     الجزيرة                    خلة النمرة
وادي السيد          ظهور النور


القسم الغربي
المحاطة                سيرة القلعة                       جلالي السلطان
دوارة الحاجة          خلة الحمص                     شقيف البومة
حاكورة المشتى        قلعة جواد خليل                 وادي بوكوارة
قلعة المغريقة          الوربة                             خلة اسماعيل
السلم                    بيادر بيت خليل                 الخانوق
كسارة عذبة          سيرة بلوط                       جورة العين
جل بو محمد         حاكورة المشتى           المنزلة
بيدر الفوقاني         كرم بحليق                سيرة علي رضا خلة الفسيل
بركة البياض           قلعة الواوية             جل المالح
العوسجايات            وادي السيد               النجاصة
قلعة المغريقة          البياض                    جل المعصرة
قلعة ستوت            بيدر رأس الدوري       جل الطويل
كرم دقماق             العقبة                       خلة العرجة
المغاريق               البحباصة
البلاطة                  جلالي الروم              وادي السيد حيدر
كرم الصائغ             كسارة جميلة
التون( خلة اسماعيل)         كروم الهندي
 وديان علي صالح
 عين الحاج حسن


ملاحظات
1-    السؤال هو: لماذا سميت هذه العقارات بهذه الاسماء سيما وان البعض منها على اسم العائلات او الحيوانات او الحبوب او الدول فمثلاً نستخلص اسم العائلات:
أ‌-       دوارة الحجة – جل أبو محمد – قاعة ستوت – دقماق – الصائغ – اسماعيل – جواد خليل – خليل – السيد – علي رضا – السيد حيدر -  جميلة – علي صالح
ب‌-  اسم الحيوانات: الواوية – البومة – الدوري
اسماء هذه العقارات متداولة تقريباً في جميع القرى و البلدان
ت‌-  الدول : الروم – السلطان(العثماني) – الهندي
ث‌-  المعصرة: لا تزال المعصرة موجودة حتى اليوم وهي من الآثار – الرومانية
ج‌-   الادوات: المناشر
2-    الملاحظة ان اسم وادي " بوكوارة" له ميزة خاصة: فأرضه خصبة وبمتناول اليد وغلته تخزن في الكواير مع العلم ان الكواير كانت أيام زمان مخزن الفلاح يودعها قوته – المونة من قمح وفول وحمص وعدس حتى ان الكواير ( جمع كوارة) كانت في غرفة المونة صفا صفا. لها فتحة في الأعلى متوسطة والثانية في الاسفل صغيرة وتخرج منها الغلة وتسكر " بخرقة"
3-    هذه الاراضي كانت تزرع حبوب وذرة صفراء وبيضاء وتبغ وهي بمحاذات حدود مزرعة ذمول وبلدة الزرارية وبلدة بريقع. وتتصل بساقية تجري فيها المياه من نبع القصبية مروراً بمطحنة بريقع والجزيرة ثم وادي " جهنم" فوادي ابو الاسود فالبحر. هذه الساقية تجري ابتداء من الربيع وتنقطع في الصيف.
4-    عين الحج حسن: تقع عند تقاطع الطرق. ومياهها شحيحة
5-    التون في خلة اسماعيل: يصنع منه الكلس. توقد فيه النار مدة شهر كامل من البلان وعندما تنضج الحجارة وتحرق جيداً يهبط سقف "التون" ويستخرج منه الكلس. ومما أذكر أنه كان بجانب منزلنا جورتين للكلس متصلتان بقناة صغيرة تملؤها المياه وكنا نضع قضبان الزعرور او غيرها مدة يومين فيتحول لونها الى أحمر.
6-    قلعة الواوي – عرض ذمول – جل الطويل – سيرة علي رضا – ظهور النور
 قسم من العريس والخانوق: كلها ارض مشاع للبلدة كانت حتى عام 1940م مغطاة بأشجار البلوط وأحراج السنديان ومع مرور الزمن اصبحت جرداء مراعي للمواشي.
7-    ان تسمية هذه العقارات جاءت وفق استعمال الارض أو وجهة مواقعها من نزول وطلوع. وتبقى التسمية عجيبة وغريبة والتفسيرات غامضة ونحن نشكر كل دارس يزودنا بما فيه الجواب الصحيح لنكون على بينة من أمرنا, لنتركها أثرا للأجيال القادمة يعشقون الارض ويحافظون عليها.

تقدم الأرض لراعيها الفلاح بساطها مأمناً ومسكناً وشجراً مثمراً.
ويبقى العهد بينهما قائماً إلى أن يفارقها مرغماً, فتضمه بين احشائها.
                     _________________________


المراجع:
1-    السيد محسن الأمين: خطط جبل عامل حققه وأخرجه السيد حسن الأمين الدار العالمية للطباعة والنشر ط1 بيروت 1983 ص 321.
2-    سليم بطرس أوسابيوس: لبنان عبر التاريخ: الدار العالمية للطباعة والنشر ط1 بيروت 1955م ص 228.
3-    الشيخ ابراهيم سليمان: بلدان جبل عامل. بيروت 1995م ص 294.
4-    جريدة النهار: 7 حزبران 1994م (نهار الشباب).
5-    جريدة النهار: 20 أيلول 1994م (نهار الشباب).
6-    جريدة النهار: 27 أيلول 1994م (نهار الشباب).
7-    أنيس فريحة: معجم أسماء المدن والقرى, مكتبة لبنان, بيروت 1992م.
8-    "عالبركة" تقاليد لبنانية وعادات جوزيف أبي ظاهر, دار النهار- بيروت- 2013م.
9-    ملحق مجلة العربي: البيئة العربي العدد 643م يونيو 2012م. د
10-    العادات والتقاليد: الشيخ علي الزين.
11-    في "بيت بعدة منازل" د.كمال الصلببي.
12-    مقالات في مجلة بلدية النبطية الاستاذ ماهر الحاج علي العدد 111 تموز 2010م ص 13.



       1-الملّة: إمرأة تعلم الطالب قراءة القرآن.