الأحد، 6 مارس 2016

الرجيدة

الرجيدة




بعد انتهاء الفلاح من حصاد الحبوب الزراعية، من القمح والعدس والكرسنه والشعير 

والباقية  ...يعمل بعد أيام من الراحة الى  نقل المحصول من الحقول إلى البيادر 

وأماكن تجميع المحاصيل الزراعية، العملية التي تعرف عندنا في القرية بالرجيدة . 

الرجيدة كانت وما تزال الطريقة الوحيدة لنقل المحاصيل الزراعية من الأرض إلى 

البيدر، وان اختلفت طريقة النقل هذه بين الماضي والحاضر. 

حيث كان الفلاحون ينقلون ومحاصيلهم الزراعية على الدواب والجمال،

ويمضون أياماً بين الحقل والبيدر. واختلف الأمر، ابان الستينيات القرن الماضي حيث 

أخذت الجرارات الحديثة مكان الدواب، كان الفلاح يخرج مع الساعات الأولى للفجر، 

قبل شروق الشمس، لتدارك حر النهارووهج الشمس الحارقة، برفقة افراد عائلته 

لانجاز العمل.

بعض الأدوات التي تستخدم في انجاز اعمال الرجيدة . الحبال من اجل تثبيت 

المحاصيل على ظهور الدواب والجمال أو على الجرار، كما كان يستعان بأداة 

"الشاعوب" الذي بواسطته يتم رفع الغلال من على الأرض إلى الجرار، وهذه الأداة 

تختصر الكثير من الوقت والجهد، وتسرع العمل. في الماضي كان الفلاحون يستعملون

 أكياس الخيش، وما يسمى "البندك" وهو عبارة عن قطعة من الخشب أو الحديد، تكون 

مربوطة بالحبال من جميع الجهات، ولها أشكال 

متعددة للربط مع بعضها بعضاً، في سبيل استيعاب الغلال واحتضانها بشكل جيد، 

يسمح بنقلها من الحقل إلى البيدر . 

كان العمل في الرجيدة في السابق متعباً ويأخذ وقتاً ، بحسب كمية المحاصيل الزراعية 

التي كان يزرعها الفلاحون....

السبت، 5 مارس 2016

مجلة العرايس - مجلة شهرية، وثائقية، ثقافية، وبلدية خاصة- العدد الأوّل، 15 شباط 2016


العــرايـــــس

(مكان أثري غربي بلدة عبّـا)



              وجهاء بلدة عبّا الجنوبية من عام 1850م – 1950م 

إعـداد وإشـراف:


خليل توفيق حسين ترحيني
(أبو بشار)


عبّا – الجنوب – محافظة النبطية – لبنان
تلفون: 510574  07

مدونة مجلة العرايس: 
http://al3arayess.blogspot.com 






السيد حسن خليل
 1860-1946 


والدته سهجنان عبد الله سلامة. زوجاته: فاطمة حجيج، صالحة هارون، وشاة الريم هارون.

والده السيد خليل أبو دلّة، شقيق هارون وحسين. السيد خليل أبو دلّة هو الرجل الأول في الضيعة وأولاده: جواد وعلي وحسن وأحمد ومحمد ووهبي وعبد الرسول وقاسم.

داره الواسعة في مدخل الضيعة جدّدها عند ذهابه لإداء فريضة الحج عام 1863م وفقاً للتاريخ المذكور على عتبة الدار والتي ما زالت محفوظة في دار آل خليل في منزل جميل أبو خليل.

وقد أرّخه الشاعر الشيخ إبراهيم حريري صاحب كُتَّاب في الضيعة عام 1863م بقوله:

وبيت المجد شيّده كريم                         خليل السيد الزاكي المهذب
وقد زينته بقريض شعري                     بآونة له التاريــخ فارغب

فارغب: 1863 م:          ف     ا         ر        غ        ب        1283ه
                             10      1        200    1000  2       

السيد خليل أبو دلّة له ختم خاص ممهور على الوثيقة التاريخية التي رفعت من بلاد جبل عامل الى الوالي بدمشق لإرجاع إقليمي التفاح والشومر لبندر جبل عامل بعدما انتزعه منه جمال باشا عام 1830م.
توفي السيد خليل أبو دلّة عام 1905م فاستلم الزعامة من بعده ابنه السيد حسن لمع اسمه أيام السلطنة العثمانية وفي الحرب العالمية الأولى حيث أصبح كل زعيم ضيعة هو الحاكم والوالي والآمر والناهي في محلته لذلك تسلط السيد حسن علي الضيعة بعبادها وحجرها وبشرها. وكانت وجاهته في ضيعته والقرى المجاورة وخاصة في النبطية وعلاقته المميزة بكامل بك الاسعد زعيم البلاد آنذاك.
وحصلت خلافات قوية بين السيد حسن وأخيه وابن أخيه السيد محمد جواد لأمور نسائية. ألف السيد محمد جواد فرقة من الشباب ضدّه وحاول مرارا قتله.
كل مواشي البلدة تحت تصرفه لينتقي منها ما يشاء لتلبية حاجات الولائم التي يقيمها يومياً لمأموري الدولة وموظفيها والضيوف والوجهاء ممن يأمّون البلدة. وكان هو يعيّن المخاتير، يأتمرون بأوامره، وتوالى على المخترة السادة: عبد الله جواد واحمد علي حسين وحسن عبد الله وأبنه احمد حسن خليل.
أشرف على إحصاء عام 1932م فسجل العائلات وفقاً لهواه وخاصة ممن اكتسبوا لقب السادة والحقوا بكنية: ترحيني نسبة الى بلدة ترحين فوق البردوني، وقد أتوا من ترحين محافظة باب حلب مع الحدود السورية التركية. فمسكن السادة في بلدة "ترحين" فوق البردوني لم تعد موجودة فهي خراب. أما بلدة "ترحين" في منطقة حلب شمالي سوريا لا تزال قائمة.
كان السيد حسن خليل بمناسبة كل عيد يولم لأهالي البلدة فيذبح عجلاً امام منزل مريم علي خليل وطاولة كبيرة عليها الحلوى. يعايده الأهالي ويأخذون لحمة العيد والحلويات مجاناً
وكانت السهرات عنده عامرة اذ كان الوحيد الذي يسقي الزهورات والشاي مع الكعك.
كان حسن عبدالله سلامة يحصد في الدرجة، مرّ عليه رجل من بلدة الدوير وأخبره بأنه زار السيد حسن خليل في داره في عبا وضيفه شاي أحمر نقي.
سعى السيد حسن خليل مع المرحوم المقدس العلامة السيد مهدي آل إبراهيم بتسمية نجله العلامة السيد محمد علي إبراهيم إماماً لبلدة عبّا وهكذا كان عام 1938م وقدم له قطعة أرض باسم ابنته وهيبة  بنى عليها منزلاً واقتطعه من كل فلاح قسماً من الممتلكات، فكانت له ملكية أراض زهاء 100 دلم ونيّف.
لأمر ما بيعت أراضيه في أواخر حياته بمؤامرة من إبنه السيد أحمد مختار البلدة بمعاونة صهره السيد عبدو حسين أحمد بيعت الأراضي بالمزاد العلني بحضور عادل بك عسيران ولم يوقع على البيع. لذلك عند وفاته عام 1946م طلب عالم البلدة العلامة السيد محمد علي إبراهيم بتبرئة ذمة كل من اشترى وتملّك من تلك العقارات التي بيعت بدون موافقة صاحبها بالتبرع بالمال للقيام بواجب الوفاة والدفن ومصاريف ذكرى الأسبوع، لأن البيع كان فيه غبن يقع في فصل يوم التغابن.
ورثاه الشاعر قاسم العباوي بندبه امام الشباب:
كيف يا رب العطايا                           تخطفك أيدي المنايا
أصبح الكرام بعدك                            لا ركون ولا زوايا









السيد صالح أحمد ياسين

1890 -1975





فلاح ومكاري ويتاجر بمحصول البلد من زعتر وعيزقان ونفل  وحبوب يبيعها في 

حسبة صيدا. وعمل معه إبنه أحمد في تجارة البيض الى فلسطين.

صوته جهوري وكان يتولى الإعلام والإعلان عن ضائع أو وفاة أو مستجدات جديدة 

على البلدة. إذ ان منزله أعلى سطح في الضيعة. وكان على صلة قوية مع المرحوم 

المقدس السيد محمد علي إبراهيم. وكان متماسكاً مع أقاربه وخاصة إبن عمه وجاره 

السيد علي محمود ياسين (1890-1953) سرق النور الرحّل حماراً من دار السيّد 

صالح فتوجّها معاً الى جسر القاسمية فجراً لمفاجأة النور في خيامهم. فدارت معركة 

قوية تشتّت من جرّاءها العيال من الخيم في البساتين وعلى الطرقات واستردّوا الحمار. 

السيّد علي محمود كان فلاحاً ومكاريا من صفاته الاستقامة والجرأة والتمسك بأهداب 

الدين كشأن عموم أفراد وعائلة آل ياسين وربى أولاده على هذه الصفات الكريمة 

فكانوا ولا يزالون من أعيان البلدة. وقال السيد علي حسين أحمد أنه كان يعمل مع أهالي بلدته في موسم الذرة في بونس ايرس، فسمع أحدهم يغني:

على دلعونا وعلى دلعونا             السيد علي محمود علم الصلاة والصوما

أخوته: أحمد وموسى وشقيقه من أمه أبو رياض السكافي من كفرصير.

وفي كل بلدة كان يوجد رجال يدبون الصوت للإعلام عن خطر (سرقة وتعدٍ) أو 

لطلب المعونة (حادثة تستدعي النجدة) أو لاستعراض رأسمالهم البشري عند استقبال وجيه ما.

 وكان السيد صالح أول من يدب الصوت في البلدة للإعلام.

وكانت زوجته الحاجة زكية تجمع ما بقي من كروة الحامض في زاوية في المنزل 

توزعها على الجيران خاصة إذا كانت الطبخة (بقلة) في أيام الشتاء والربيع.

وكان آل ياسين أصحاب أملاك واسعة في البلدة يعطونها للفلاحين بالمرابعة أو 

الإيجار لخمس سنوات. فكانت مجمل أراضيهم يستملكها من يصلح ويفلح هذه 

الأراضي بالحصة.



السيد علي محمود ياسين

1890-1953م


مكاري وفلاح، اخوته أحمد وموسى وشقيقه من امه أبو رياض السكافي من كفرصير.

 وكان صاحب نكتة ،ظريف المعشر وجريئاً مع العلماء والوجهاء. سرق النور الرُّحل 

حماراً من دار السيد صالح. فتوجّها معاً الى جسر القاسمية فجراً لمفاجأة النور في 

خيامهم. فدارت معركة قوية تشتت من جرائها العيال من الخيم في البساتين وعلى 

الطرقات واستردّوا الحمار.




الشيخ إبراهيم حريري


1780م - 1864م


من بلدة دير قانون النهر. كان على قسط من العلم والكتابة والمعرفة واجادة الشعر. افتتح "كتّاباً" 

في بلدة عبا بناء على طلب من مختارها السيد خليل وهبي أبو دلّة صاحب بيت مفتوح وذو جود وكرم والوجيه الأول في بلدة عبا.

انتدب السيد خليل أبو دلة، الشيخ إبراهيم حريري لتعليم أهالي البلدة القراءة والكتابة وذلك عام 

1840م 

تقريبا ابان نهاية حكم إبراهيم باشا المصري لمنطقة فلسطين وسوريا ولبنان.

ومعروف أن دار السيد خليل أبو دلّة في وسط الضيعة على مدخل الدار أرخ الشيخ إبراهيم حريري 

تاريخ تجديد البناء بأبيات من الشعر محفورة على عتبة محفوظة في منزل السيد جميل أبو خليل.

وهي:
وبيت المجد شيده كريمٌ                خليل السيد الزاكي المهذب

وقد زينته بقريض شعري              بآونة له التاريخ فأرغب


التاريخ "فارغب" 1283ه – 1862م

            فــ      ا            ر                  غ              ب

       80      1        200             1000           2

- زوجته حسنة علي معلم ومنزله في دار الحاج حسن معلم والد الحاج عبدو معلم (دار السيد 

احمد سعيد جفال حالياً)

- من أولاده الشيخ داوود حريري والحاج إبراهيم حريري عاصرا الجيل الماضي من أهالي البلدة 

وتوفيا في الأربعينات من القرن الماضي. (أي داوود وابراهيم)

- كان الشيخ ابراهيم حريري شاعراً واديباً.








الشيخ داوود حريري

 1864 - 1940م



شاعر وصاحب "كتّاب" يعلم القراءة والكتابة والحساب من تلامذته السيد علي يونس ورفاقه من البلدة.
كان وجيهاً في البلدة ومحظياً من آل الفضل في النبطية، له قصائد متناثرة لم تجمع بعد في ديوان. من دعاة الصلح بين العائلات المتعادية في البلدة. واجتماعياته تجاوزت البلدة الى القرى المجاورة كونه من المتعلمين ومن الشعراء الذين يلبون اللقاءات الأدبية والشعرية. كان من الذين يحبون السهرات عند السيد حسن خليل مع سائر أهالي البلدة. وكان له علاقة خاصة مع الشيخ جعفر منصور صاحب "كتّاب" في البلدة وهو من حداثا ولا يزال اسم جل الشيخ جعفر يتداول بين الناس جانب منزل أبو حسين علي حسن حريري. ويقال إنه كان متزوجاً من (ميمونة) كان له ولد اسمه (حسن ميمونة) بائع جرائد سيء المعشر  وبيث الفتنة بين أهالي البلدة في بيروت والضيعة.
استضاف الشيخ داوود حريري أحد المنجدين. فأسر اليه مستغرباً قلة وجود الأصحاب والأحباب كالعادة في هذه الدار صاحبة القرى والكرامة والعز. أجابه الشيخ داوود.


كان لي رفاق في حياتي بيحلفو                باللسان وبالقلوب بيحرفوا
إلهم بواطن سود كجناح الغراب                وإلهم ظواهر مثل القطن اللي بتندفوا
وقال:
لغير الله ما لقيت عندي خضوع               مثل ما بالحرب ما وليت رجوع

غيرنا لبسوا الدروع على النفوس               نحنا لبسنا نفوسنا فوق الدروع







الحاج إبراهيم الشيخ إبراهيم حريري


1864م – 1942م






ولد يوم وفاة والده الشيخ إبراهيم وسمي باسمه. والدته حِسنْ معلم. كان فلاحاً وصاحب أملاك عقارية ومتنوراً ووجيهاً. اعتنى بالزراعة وخاصة الأشجار المثمرة والدوالي والنصوب. وكانت دورة حواش التين تدوم عنده اسبوعاً تحوشها اربع نساء: ندّي وخشفة و سكينة وحميدية (والدة كلثوم).
أيام مرض الجدري في البلدة عام 1942 أبلى بلاءً حسناً في خدمة المرضى وكان يحضر مع الدكتور وديع الغفري لتطعيم الأهالي في غرفة أبو مصطفى محمد قاسم حيث يصطفون في طابور.
عندما تخلى أهالي البلدة أيام تركيا عن الوطء (الوطى= ما انخفض وسهل من الأرض )  لكثرة الضرائب تملّك قلعة   (قلعة = مرتفع من أرض سليخ فيها صخور) كسرها ولديه عل وحسين قسمين. قلعة "علي حسين" بمساحة 25 دلم تقريباً، ومن املاكه في عريض الخال 30 دلم والطبقة 15 ومن البركة الى وادي الحاج 10 دلم.
ادّى فريضة الحج ابان الحرب العالمية الأولى وبقي مع عياله وذويه أيام سفربرلك يأكل طحين زيرو. نادراً ما ترى داره خالية من ضيف أو صاحب حاجة أو موظف دولة فكان العدادان للماشية الشرقاوي والبزري ينزلان في داره لأنه يدخر لهذه المواقف التين والجوز والعسل.
ظهر السيد عبدو حسين احمد من الجامع فوجد مكاريان في الساحة طلبا منه المبيت في البلدة. وكان بيته غرفة واحدة فنزل بهما عند الحاج إبراهيم حريري، فاستقبلهما بالترحاب إذ أن الحاجة سعدى لا تزال على التو جاهزة بكبة العدس والخبز الطازج.
كان من الاذكياء ورد اسمه في مقهى في بيروت ينزل به السيدان محمد جواد خليل ومحمد مهدي اذ ان صاحبه صاحب نكتة ومروءة وذكاء. نزل لاحقاً الحاج إبراهيم حريري في نفس المقهى في بيروت مقابل السرايا الكبير على ساحة البرج في الثلاثينيات من القرن الماضي، تقدم منه صاحب المقهى وهو من حومين الفوقا وسأله: مشروبك يا حج شاي أو قهوة أو حلبة أو كركدان؟ أجابه: بأن نفسي لا تطلب شيئاً مما ذكرت. صرخ بح صاحب المقهى وقال له: انت الحاج إبراهيم حريري من عبّا. لانه ذكر له "النفس".
كان صاحب مال وذهب. وكان حفيده عبد الحسن يجلس الى جانبه وهو يضع ليرات الذهب في النخالي ويشمسها.
قال عبد الحسن: ان ابنته "حِسن" عند وفاته استولت على "الكمر" وما فيه من ليرات ذهب وصرفتها على حفلات الزواج إذ أنها تزوجت أكثر من عشر مرات.
قيل للحاج إبراهيم: غيّر منزلك أصبح ضيّق امام عارفيك. قال: إذا كنت في مغارة وعندي أكل وشرب تقصدني الناس.
أيام البيدر والذراية كان يحمل كيساً يجمع فيع الخمس والزكاة من المحاصيل ويوزعها على السادة من عين التينة وحنوية.
طلب منه السيد عبد الله جواد 3 ليرات ذهب ليسددها دين للحاج عبد المنعم حطيط. فانتظره على مصطبة السيد يوسف أسعد، تأخر بالمجيئ فقصده في بيته وسحب الخرقة فلم يجدها. عاد الى نفس المكان فوجد الخرقة الى جانب الحائط فسلمها الى السيد عبد الله جواد قائلاً له: اصرفها على حلالك لا على حاجاتك، لأن السيد عبدا لله كان عائداً للتو من بيروت من عند الحاجة "دنا" خالي الوفاض.
دخل الحاج إبراهيم الحمام وارتدى ثيابه بدون شروال قصير تحت الشروال الكبير وذهب الى العريض فأعطته زوجته سعدى ذراعان قماش لتخيط له شروال قصير الخياطة إم داوود حريبي. ناولها القماش فطلبت منه أخذ (القياس) ذهلت لأنه عارٍ قالت له "ما أطوله" أجابها: "يوجد ذراع ونصف في البيت". ضحك الحضور وظهر مكسوفاً من أم داوود والحضور.
كان الحاج إبراهيم على "الخرخار" في بريقع وامرأته تغسل الثياب. مرّ اثنان من بريقع يتعلّمان في حوزة السيد علي فحص في جبشيت فلم يلقيا عليه السلام. ألبس الجمل عمامة وطلع على بريقع يجوب الشوارع ولا يسلّم على أحد فسؤل عن السبب أجابهم عن أمر تلميذيّ الحوزة فأحضراهما وقدّما الاعتذار.


السيد أمين حسين أحمد ترحيني1883-1985  

    السيد عبدو حسين أحمد ترحيني1880-1971




منزله في الساحة العامة وعتبته عالية ومقصداً لكل طالب حاجة. فداره مفتوح للقرى والضيافة. وسافر في عام 1914 مع أخويه علي وأمين الى يونس ايرس وعاد بعد إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920م. وكان الساعد الأيمن لوالده السيد حسين أحمد وراعياً لأخوته وذوي القربى.
وكان والده السيد حسين أحمد فلاحاً بسيطاً بادئ الأمر شأنه شأن جميع الفلتية من أهالي بلدة عبّا لأن الفلاحين أصحاب الأملاك كان جلّهم من آل خليل وهارون وأسعد حسين وعلي حسين.


عام 1921 توفيت زوجته الثانية فاطمة هارون بنت يوسف علي هارون الوجيه الكبير

 وصاحب الأموال بعدما انجبت طفلاً (عبدالله) وكانت الوريثة الوحيدة لوالدها فانتقلت 

الثروة بكاملها للطفل عبدالله فأدارها والده السيد حسين السيد أحمد مع أراضيه وبكد 

وعمل مع أولاده في عبّا وقلعة ميس بمشاركة أبو سعيد أحمد قاووق في أقسام المواسم.

ولمع اسم السيد عبدو بين اقرانه وأهالي البلدة فتزوج الحاجة آمنة عبد الرسول خليل 

أبو دلّة زوج صالحة هارون ووالدة محمود وداوود وآمنة، وبوفاة الجميع ورثت 

الحاجة آمنة ثروة طائلة بوراثتها عن أبيها وأخويها وأمها صالحة. فكان السيد عبدو من المرموقين في البلدة ووجيها مقداماً ..

في هذا المنزل الكبير يوجد سنجق البلدة والطبل وأدوات الفرح والحزن. ففي هذه الدار

 تجتمع النساء والرجال والشباب وتنطلق المواكب بعد أداء التحية لأبي حسن السيد 

عبدو والدعاء بدوام النعمة على هذا المنزل.

كان عمدة البلد السيد حسن خليل عم الحاجة آمنة، وأصبح السيد عبدو ساعده الأيمن 

وصاحب الحول والطول بعدما كان اهله مع باقي سكان البلدة من حشم وخدم دار آل 

خليل إذ لا ينسى أن أحدهم قال لأحد ذويه:

" اذا بدّك تجدد نخ                  واذا بدك تترك تخ"

عام 1923 زوّج والده الحاجة ما شاء الله أحمد ياسين شقيقة السيد صالح. وأرسل 

والده لأداء فريضة الحج عام 1925م وأنجب أولاداً حتى وفاته عام 1938م، تاريخ 

وفاته وتاريخ ولادة ابنه الذي سمي على اسمه حسين. فالسيد حسين السيد أحمد كان إبن الثمانين سنة ينجب أولاداً كسائر أبنائه وأحفاده: السيد علي والسيد أمين والسيد عبدو وحفيده السيد توفيق وابنتيه فاطمة وخديجة.

وهكذا تأسست عائلة صغيرة وكبيرة من جب السيد حسين السيد أحمد ، من هذه العائلة 

يوجد اليوم: 75 مهندساً وطبياً ومعلماً وضابطاً ورجال أعمال.

كان السيد عبد ويفلح مع والده في سهل قلعة ميس ومواشيه وجماله في القاطع بالقرب 

من مركز العمل مرّ "بدوي" وادعى ان هذا الجمل لنا وتغلبوا عليه وعلى والده وأخذ 

البدو الجمل معهم الى البقاع. فقصد مع والده كامل بك الأسعد في الطيبة فأرسل الى 

شيخ القبيلة رسولاً فأعاد شيخ القبيلة الجمل، فقدمه السيد عبدو هدية للبيك.


وكانت زوجته الحاجة آمنة بارة في أهلها إذ أنه أيام سفربرلك قصدت مشياً على 

رجليها فلسطين للتفتيش عن أخيها داوود فتبين لها أنه مات في قرية صفد ودفن فيها.

في نفس الدار يسكن معه أخوه السيد أمين، سافر معه الى بونس ايرس أيام سفربرلك.

السيد أمين فلاح وعنده أملاك اشتراها بماله الخاص، ومتزوج من أخت عبد الله 

عثمان جاره ولكن هذا الأخير كان ينكد عليه العيش وكان عبد الله عثمان عنده جنينة

يسميها بستان يلفت الأنظار، وفيها جميع الفاكهة والرمّان. قال لجاره السيد عبدو 

حسين أحمد: مظهري يدل على أنني من الأثرياء وأخاف اذا سألني سائل أن لا ألبيه 

لقلّة السيولة معي. لذلك ارشدني كيف أتصرف. أجابه السيد عبدو بتقول: البستان للسيد 

عبدو وأنا اجير عنده.وكان أخوه السيد أمين يولم في كل عام بعد انتهاء موسم البيدر 

لجميع أهالي البلدة. وكان أخوه السيد علي حسين أحمد فلّاح وعنده ماشية.

زوّج السيد عبدو إبنه حسين من ما شاء الله حسين علي الوحيدة لوالدها، فورثت 

مقسماً لفدانين زهاء مائة دلم. وكذلك زوج إبنته حسنة من حسن خليل يونس فكان من مهرها الهبرة من أملاك السيد خليل يونس زهاء 15 دلم. وزوّج إبنته ونسه من حسن علي جواد فكان من مهرها  قطعة أرض من  آل هارون. فورث السيد عبدو آل خليل وآل هارون. 

وهكذا أصبح آل حسين احمد من الفلاحين الملاكين في البلدة حيتما توجهت ترى 

أراضيهم قسيمة آل هارون و آل خليل.

وعندما توفي والده السيد حسين السيد أحمد 1938 أولم عن روحه وفرش السفرة في 

دار السيد علي في غرف العليّة لمحمد وأحمد.

كان للسيد عبدو الفضل الأكبر بإقامة بناء الحسينية والجامع مع السيد أحمد يونس 

أحمد.

كان السيد عبدو يجيد اللغة الأسبانية.فاستقبل وفد اليونيفيل إبان ثورة 1958م.في 

منزله وشرح لهم أسباب الثورة وأن السلاح الموجود بحوزة الشعب هو سلاح أميركي.


وكان يحل الكثير من المشاكل منها مشكلة قوية بين السيد أحمد يوسف والسيد علي يونس 

على قطعة أرض في محلة " المشتى " . أجرى الصلح بينهما قائلا للسيد علي يونس: 





" زيح وتد جحا من دارك " . 


السيد علي موسى خليل ياسين



قارئ عزاء وكان يعلم قراءة القرآن الكريم. وكان منزل والده في الضيعة قرب التنور. وكان يقلع الحجارة من المقلع الذي اشتراه في القلعة وبنى عليه داره حالياً. كان صاحب صوت جميل يقيم الآذان في الجامع وفي البيت وفقاً لمواقيت الآذان والصلاة. وكان يقرأ السيرة الحسينية في عاشوراء في البيوت ويقوم بواجبات شهر رمضان المبارك على والوجه الأكمل من آذان وتذكير في السحور وأدعية. وكان يقبل الصلاة والصوم لتنفيذ الوصايا إما مالاً أو عقاراً.
وقبل مجيء المرحوم المقدس السيد محمد علي إبراهيم للبلدة عام 1938م كان يذهب كل نهار جمعة الى بلدة الدويرلأداء صلاة الجمعة مع المرحوم المقدس السيد مهدي آل إبراهيم راكباً حمارته ولابساً برنساً أبيضاً وفوق رأسه شمسية بيضاء.

كان يحب النساء وبقي على أربعة منهن في الدار: زليخة أمين كاظم ومنهل وجميلة ووحيدة احمد الضايع مظلوم من بلدة خرطوم وكانت الحاجة زليخة لها مكانة خاصة في البيت، وصيفاً بيتها في عريض نخالي (الخال) جعلت منه روضة غناء: تفاح شامي ونبع ماء وتين وعنب وورد...
في كل عرس تحصل مشاكل ونزاعات. في زفاف منهل حصل مشكل بين: بلدتي عبّا والشرقية وبين بلدتي عبّا والدوير.

وفي بلدة خرطوم اعترض الزنطوع (من آل جابر) موكب العروس طالباً العادة (خوة ) فتصداه عبد المنعم محمد علي والسيد محمود علي حسين يحورب أمام الشباب.

من أرض خرطوم النبي       جبنا وحيدة بعزها
بالحسن زادت مرتبي         وفازت على بلقيسها
وفي كل مرّة تزف خالته عديجة العروس وتنشد:

هالديك يا بو الشاشية          زوجي تجوز عليــــــي
دشر منهل وزليخة            وتبع الجموليــــــــــــــة

وبما ان ولده محمد علي وحيدا بين اخواته: كان يظهر في كل عرس بحلة جديدة: طربوش وشمتة زفير شامية حمراء وزرقاء وصفراء ومداس وخيزرانة وطبق ورد في أذنه ومحرمة خرز في جيبه مع قلم بدون حبر مع مزموك يشد وسطه مع بعقور من زعرور.
وكانت منهل تعجن وتخبز وتهيئ الأكل وتمد السفرة للحضور الذين يدعون بدوام الحال اذا بقيت هذه الأمور في هذه الدار على هذا المنوال.
أمه عدلة هارون ابنة عم يوسف علي هارون صاحب شكيمة وغنى وكرم وفروسية. حصانه مطهّم وخرجه شراريبه عليها أزرار من الذهب. 
طعن حسن موسى قاووق السيد علي موسى بسكين فدارت معركة في الساحة لأن آل علي حسين ناصروا حسن موسى قاووق ضدّ السيد علي موسى لأن أمه "البيضا" بنت السيد علي حسين. فقامت قيامة يوسف  علي هارون فتحداهم في زاوية السيد عبدالله جواد وقطع الطريق عليهم ففضت المشكل "أمون".
من أقرب الناس الى أمه عدلة هارون الأخوان: وهبي وإبراهيم يونس.
أثناء تأديته فريضة الحج مع ابنه السيد محمد علي ظهر عليه التعب وخفت همته وتثاقل مشيه نادى على ابنه السيد محمد علي بأن يعطيه (القمر الخاص بالأموال) وعندما لبسه اشتد عزمه وقويت شكيمته وقوي عصبه لأن المال عصب الحياة وسار الى منى سير الشباب قائلاً له: "إذا وضعت المال في الجرار رقصت".
كان والده في الفرقة الموسيقية في صيدا في الحرب العالمية الأولى وايام سفربرلك (اسم باخرة تنقل المجندين الى جبهات الحرب). ودعه في صيدا وقال له انشاءالله تقيم صلاة الميت عند وفاتي. وهكذا كان، صلى عليه في جبانة بلدة عبّا.
وجدنا سفينة بخطه (مرفقة ربطاً) وما تبقى مفقود أو موجود عند الشاعر عباس حرقوص في حاروف لأنه تتلمذ على يديه في مجالس العزاء.
(من بقايا آثاره "سفينة" تتضمن مجالس عزاء وقصائد حسينية بخط يده.)
وكان ينفذ وصايا ائتمن عليها أهالي البلدة بتنفيذ مما يلزم من صوم وصلاة وواجبات دينية متفرقة كالحج والزيارة.
الأسماء الواردة بخط يده منها قديم العهد والآخر متأخر عنه فقد وردت أسماء من أجيال ماضية مثل:

-       الحاج قاسم كلوت                                      حسين داهوك
-       ذيبة عباس                                     ذيبة خليل جابر
-       محمود جفال                                  مظلوم معلم
-       السيد علي عثمان                              خديجة محمد هارون
-       الحاجة طبية                                   رحمة بنت الماضي


الحاج عبدو حسن معلم
1878-1972



-       متفَقِه وقارئ عزاء. موقر الكرامة والإباء كان منزله في ساحة التنور، فعمر خارج الضيعة منزله الحالي. وكان عنده مجموعة من الكتب و(السفن) المكتوب عليها أحاديث أهل البيت(ع) وأدعية
-       اجتماعياته تجاوزت البلدة الى اقامة روابط مع ذوي القربى من آل معلم في جباع وكفررمان وبرالياس في البقاع وفي كوثرية السياد. وله قرابة مع آل بنوت في سيناي والمروانية.
-       كان مستودع أمانات وحجج ووثائق لكثير من ذويه وأقاربه وسكان البلدة.



السيد يوسف علي حسين


فلاح وشيخ شباب وصاحب مروءة ونخوة. طلب الزواج من مريم علي خليل في تينات الكرم. وأخبر والده السيد علي حسين بالأمر فأجابه بأن السيد يونس احمد هارون كلفني لأخطبها لأبنه علي فبهدلتني ولو لم أكن خالها لعملت أكثر. فبنات السيد جواد هارون أفضل:

          "شريفة الك ورقية لأخيك محمود"

مرضت شريفة فنصب لها خيمة على سطح المنزل وطببها في بيروت لأنه لا يوجد حكيم في النبطية إلا الطبيب شكري رجب وهو من بيروت. كان سكنه عند ام رمزي في حي البياض وتزوجت ابنته أنيسة السيد كاظم الأمين وعلّمت عام 1963 في مدرسة البسطة الرسمية مع احد أبنائه واسمه وفيق شكري رجب.

وجد علبة في "مزبلة سواد" فيها كمية من ليرات الذهب. فعمّر القبو واشترى القطعة تحت أبو علي منير من عبدالله حمود. وقام ببناء القبو والتصوينة معلم بناء من بنت جبيل من آل بزي وتزوج أم داوود بعد موت زوجها محمود عز الدين لأنها تردد دائماً أنها لا تنام بدون "رجال" وزوجها الرابع إبراهيم يوسف حريبي والخامس الدربلي من النبطية.


وفي معركة النهضة والطلائع في عبّا عام 1946م كان يسعى للصلح وحكم عليه في السجن فرفع عنه وألصق بالسيد عبدالله جواد زوراً وبهتاناً لأغراض حزبية. سعى في بناء الجامع والحسينية والمدرسة الرسمية، حفر السيد علي موسى ياسين البئر في الدار وأكمله السيد يونس أحمد هارون مع ولديه خليل وعلي والورقة قام بها الشيخ كامل كلوت. وهب عقارات لبعض المحتاجين للبناء.


السيد محمود علي حسين
1908-1943




قال الشيخ علي الزين من جبشيت أنه كان يزور مع والده (العلامة الشيخ عبد الكريم الزين) السيد علي حسين في عبّا وكان عنده ولد: شاعر زجل، منذ صغره يردد ويَنْظم الزجل وله مداخلات كثيرة مع زملائه في المنطقة وخاصة حمود سبيتي، من كفرصير. أمه ياسمين أحمد كلوت. منزله في ساحة التنور وكان حلّاقاً. قبل وفاته سلّم السيد محمد هاشم هذه الردّة الزجلية ينشدها أمام الشباب في جنازته:      
       
                    حيف محمود المعاني                         بالتراب تصير فاني
حيف يازهرةشبابوا                    تذبل قبل الأوان
  حيف يا محمود صابك                         صرت غائب عن أحبابك
قوم شاهد  لشبابك                           يندبوك والظهر حاني
من قصائده:
يا فجعتين بين الملا                            والحزن عم الخافقين
في متل وقعة كربلا                              اليوم انقتل فيها الحسين
والحزن ما عاد ينجلا                           ابكو بدمع الناظرين
يا خلق كل منو علا                           وجه البسيطة مرتمي

في عرس رضا مرتضى:

حسنا المصوني شرفِّت                           بتشريفاأضواالقضا
في بنت سادات الورى                         يهنيك يا سيّد رضا



السيد إبراهيم حسن حمود ترحيني
السيد حسن إبراهيم حمود ترحيني



كان فلّاحاً في البلدة ومن ثم عمل في مستودعات الفرنسيين في بيروت. وبعد رحيل فرنسا من لبنان عاد الى البلدة. وعند استلام تعويضه سمح له وكيل المستودع بأخذ ما يلزمه في البلدة من المستودع، فجمع بعض الأدوات والأخشاب ووضعها في زاوية. فانزعج الوكيل وسمح بأخذ ما يلزمه لحمولة شاحنة كبيرة. وهكذا كان فأنزل البضاعة في ساحة النبطية. وبقيت الحمير والجمال تنقل هذه المواد الى عبّا على مدى ثلاثة أيام حيث بنى منزلاً على صخرة في الحمّارة وأسس حيّا كبيراً لـ آل حمود على بلايط بيدر زيدان. وكان منزله سابقاً في ساحة التنور الى جانب منزل السيد صالح احمد ياسين (منزل محمد إسماعيل أبو قاسم حالياً). وكان في المقابل حظيرة للماشية للسيد إسماعيل علي حسين يحميها كلب كبير. فكانت الحاجة سعاد تحضن أولادها خوفاً من هجوم الكلب فاضطر السيد إبراهيم حسن حمّود لنصب خيمة في حمّارة بيدر زيدان لإيواء عائلته ثمّ بدا ومن ثمّ بنى داراً واسعاً.
وكانت زوجته الحاجة سعاد سعد من عدشيت ترّضع الى جانب ابنها حسن الأطفال: (حسين علي حمود، محمد خليل يونس) لوجود أمهاتهن الى جانب ابائهن في موسم الحصاد.
مرّة كان السيد علي محمود ياسين يفلح في البياض مرّ رجل من الزرارية شرب معه سيكارة وسمعه يقول لزوجته الحاجة شاة الريم جفال بأن الجزدين ضاع وعليه أن يكون تحت المخدّة في البيت فأجابته بأن مفتاح البيت مع الحاجة سعاد والجزدين محفوظ. توجه الرجل من الحقل الى المنزل وطلب من الحاجة سعاد أن تعطيه الجزدين ليسلمه الى السيد علي محمود لاستحقاق دين له عليه، فلم تستجب لطلبه.
حفر بئر أمام منزله وقام (بمد ورقة الباطون) العامل أحمد عواضة من تفاحتا وكان متزوجاً من آل التامر في جبشيت، وقع عليه حجر فمات. فجعل القاضي رضا التامر منها قضية كبيرة ونقل المحاكمة الى بيروت ممّا استدعى الأمر بقيام وجهاء عبّا وعدشيت وحاروف بتأليف وفد لمقابلته وابرام الصلح.
فنزل ابنه حسن باكراً للعمل معه في بيروت. كان من المتنورين، يداوم في أيام العطلة مع رفاقه وخاصة الحاج قاسم إبراهيم عميس لتعليم القرآن وتجويده في جوامع بيروت ومحلّة خندق الغميق، وابن السيّد حسن سماحة العلامة المجتهد السيد محمد حسن ترحيني: مؤلف وباحث ومحاضر وله عدّة كتب منها: الزبدة الفقهية (9 مجلدات) – علم الرجال – النهضة الحسينية ومئات المحاضرات.
وابن عمه احمد حسن حمود كبير العائلة وله ثلاثة أولاد: علي أبو حسين، وحسين ابو علي،ومحمود، وقاسم أبو علي. كان له أخت اسمها هنود. وبيدره بجوار بركة السيد.
قال الحاج قاسم ابراهيم عميس: أسماء آل ياسين وآل حمود كلها دلع: صالح أحمودي ومحمد حمود وعلي حميد، محمود حميدان، وآل حمدتو وحبيبو وحميدو.




السيد محمد حسن حسين


-       من وجهاء البلدة، ومن المتنورين بتعاليم الدين
-       كان ينظم الشعر من زجل ورديات في مناسبة الأفراح والأتراح.
-       منزله في دار السيد احمد خليل وفي أواخر الأربعينيات من القرن الماضي بنى منزلاً في القلعة

-       اجتماعياته تجاوزت البلدة الى الجوار من قرى ومدن، وكان له علاقة جيدة مع المرحوم العلّامة الشيخ حسن صادق في النبطية.


السيد عبد الله جواد

 1890  -1972



فلاح ومن وجهاء البلدة، وكان مختاراً عام 1927م، ومنزله موئل للعلماء والوجهاء. انتقل من دار آل خليل لمسكنه الجديد بعد شرائه الأرض من احمد قاووق، زوجته مشعل، وترك له مكان غرفتين بنى منزله عليها عبد الكريم سارة. وفي عام 1970 حضر أخوه السيد وهبي من يونس ايرس من مؤسسي جمعية التعاضد الإسلامي في الارجنتين. وأخبر عن وفاة نسيبه المرحوم علي احمد خليل (زوج ياسمين) عام 1951م. حضر الشاعر الأستاذ محمد علي الحوماني الى عبّا مع مراسل الدخان الحاج عبدالله عياش وتناولا الفطور في منزل السيد عبد الله جواد وأسمعه قصائد غزلية عندما رأى وجوه الملاح في الدار.
وكنت معه ابن 13 سنة وفي صف السرتيفكا فقال لي: "قل للحاجة تزيد الزبدة للبيض" وكان الحوماني يحب مجالس الحريم، ومعروف في المنطقة أن بنات السيد جواد خليل وبنات أولاده من أجمل نساء جبل عامل. إذ أن أخت السيد عبدالله جواد تزوجت الشيخ محمد افندي العجمي من أرنون، وكانت من  أجمل واكمل النساء على حدّ قوله لولده الأستاذ علي العجمي الذي أخبر هذا الامر لأخيها السيد وهبي جواد عند حضور مأتم والده عام 1973 م في أرنون.
وكان السيد عبدالله جواد مسالماً ولكن لم يتجلّ عن عصبية عائلته آل خليل رغم التحامل عليه مراراً وتكراراً من المختار ابن عمه السيد احمد حسن خليل، ولكن هذا الأخير يشهد له دائماً بأنه لو كان السيد عبدالله جواد لا يملك إلا قميصاً يبقى أغنى من ابن عمه السيد أمين أحمد خليل صاحب الثروة الطائلة من والده السيد أحمد خليل وزوجته أمينة هارون.





السيد موسى علي

1890  -1975



شيخ الشباب ومحترم من جميع أهالي البلدة لما يقدمه من خدمات اجتماعية مجانية من تصليح عيدان الفلاحة وأدوات الزراعة والحلاقة. لذلك تقابله البلدة بالأحسن بالقيام بتخصيص يوم واحد لفلاحة وزرع أراضيه ويوم واحد في الحصاد ويوم واحد للتذرية. وامرأته سيدة فاضلة الحاجة خديجة كلوت ابنة الشيخ علي كلوت قارئ عزاء وصاحب كتّاب أواخر الخمسينيات من القرن التاسع عشر. واشترى السيد موسى علي منزله من إبراهيم نور الدين وكان جمالاً يبيع التبن مع اقرانه من فلاحي البلدة الى قرى جزّين وجوارها وبرج البراجنة في بيروت، واخويه حسن علي وحسين علي.



السيد محمد موسى ابراهيم فحص




-       أصل العائلة من جبشيت وفدت الى عبّا وصاهروا آل هارون وأملاكهم في عبّا وراثة من الجدّات.
-       كان السيد محمد موسى فلاحاً في البلدة وفي نهاية الموسم يعمل في بيروت
-       كان السيد جواد فحص من جبشيت (رجل دين غير معمّم) يزور العائلة في عبّا .



o      ربطاً
1-  حجة بلدية لتينات عليا في وادي الحاج

2-  اخراج قيد عائلي من سجل نفوس النبطية أيام السلطنة العثمانية عام 1905 م







السيد اسماعيل علي حسين


منزله في ساحة التنور، وبجدّه ونشاطه أصبح صاحب ثروة عقارية سائراً على نهج والده بتدبير امور الوقف وخاصة الجامع وقطعة أرض وقف في السلم وقطعة أرض في عدشيت لطلاب الحوزات الدينية. بنى مئذنة للجامع وجدد قبر والده السيد علي حسين المتوفي عام 1927م كان صاحب شكيمة وبأس شديد ومزاج خاص وطبع حاد.
له جولات وصولات في البلدة وجوارها وفي الخمسينات قدّم موسم التبغ للريجي في النبطية والخبير من جزين لم يعط الرخصة حقها. فثارت ثائرة السيد إسماعيل علي حسين على الخبير وهجم عليه ولم يرتد عنه إلا بعد مداخلة الجمهور الحاضر ونصحوه بأن يطلب خبيرا غيره ويعطيه حقه في الأسعار فرفض قائلا (الكلب ما بيعض أخيه).
تراه دائمًا في الطليعة في البلدة وجوارها بمناسبة الوفاة وإقامة عاشوراء والأحزان والأفراح.



الحاج ابو علي سليمان حريري

1880   -1965




كان ملازماً لمدير ناحية النبطية "ابراهيم فيّاض" من أنصار(ايام السلطنة العثمانية )، وموظفاً عنده وكان فلاحاً في قلعة ميس. وهو من القبضايات ويحسب له حساب في البلدة. ونجله الشاعر بهيج سليمان تميز بذكاء حاد وإجادة عالية في قول الشعر والزجل.




السيد محمد حسن خليل "ابو خليل"

1915-1985




مكاري وصاحب دكان، عاش في كنف اخته الحاجة آمنة عبد الرسول. وسكن في دار العائلة وكان طيب المعشر والسيرة الحسنة.

 الحاج حسين الشيخ محمد معلّم 

1892 - 1980 




والده رجل دين، منزله في ساحة التنور. بنى منزلاً في حي بيدر زيدان. وكان يهتم بلباسه وهندامه. ومن المتنورين في البلدة كان يهتم بمقالع الصخور وحفر الآبار. كان يتباهى بزنده القوي. واُحْرِجَ مرّة في الساحة أمام جمع من الناس فكسر عصا غليظة على زنده. وكان يخاطب الناس بكلمة "يا جار" لدماثة خلقه.


السيد محمد مهدي أسعد

1900 -1965م




عاش مع إبن عمه مهدي عقيل في كنف السيد يوسف أسعد وتربيا في داره. فضاقت 

بهما الحياة فباعا فرساً له ونزلا الى بيروت للعمل، فكانوا ثلاثة: محمد مهدي أسعد، 

وعلي ومهدي عقيل مثلث(3) من القبضايات في بيروت وأصحاب بأس خاضوا عدّة 

مشاكل وكانوا مرفوعي الرأس. وكان محمد مهدي شوفير رياض الصلح في 

الثلاثينيات وشاهدتُ عنده "دفتر سواقة" باللغة الفرنسية أيام الانتداب الفرنسي وهو والد

 الشاعر الزجلي "قاسم العباوي".



الحاج حسن الحاج ابراهيم حريري


1900 -1975





نجّار وسنكري وحلّاق وطبيب اسنان ولا تزال الكَلْبَةُ ( أَداة تخلع بها الأَسنان ) عند 

نجله أبو حسين علي وإبنه نزيه من الشعراء وصاحب ملكة فكرية يحفظ جميع حفلات 

الزجل اللبناني.


الحاج محمود محسن قاووق


1910 -1975



المنزل الذي يسكنه هو منزل اجداده من آل قاووق وبنى منزلاً صيفياً في محلة 

الطبقات يقضي معظم أوقاته مع مواشيه فيه.


الحاج قاسم الحاج ابراهيم عميس

1905 -1992




امتهن عدّة كارات: حلاق، لحام ومكاري. كان يجيد القراءة والكتابة وشغوف بالاطلاع 

على قصص الأنبياء وتفسير القرآن الكريم. كان من الملاكين الكبار في البلدة شأنه 

شأن عائلة آل عميس جميعاً كلهم ملاكون وأصحاب ثروات ولكنه يقال أنه باع 

الأرض ليشتري خرطوش للصيد. كان يطبب العيون من شوك الصبير.








عبدالله حسن خليل

1915 -1985





فلاح ومكاري بنى منزله في كرم التوت وكان لطيفاً في معشره وسلوكه في البلدة مع الاهل 

والجيران.


السيد خليل يونس أحمد هارون

1898م –  1967م




ملّاك، وفلّاح، ومعلم في حفر الآبار. يبر المحتاجين ويمد يد العون لذوي القربى والجار بالجنب 

خاصة قاصدي أداء فريضة الحج وزيارة العتبات المقدسة. افتتح بناء الجامع والحسينية بألف ليرة 

وساهم في بناء المدرسة. وحفر بئرين للمياه عام 1946م الأول على البيدر والثاني في محلة 

الدورة – رأس الدوري. في رأس كل بئر ماء علبة مربوطة بحبل وفي الجوار جرن ماء للماشية. 

ليشرب الانسان ويرتوي الحيوان لوجه الله. في أيامنا حفرت عدة ابار ارتوازية في البلدة ولكن لا 

يوجد "سطيلة" عليها.

عام 1950م داهم وردان الريجي منزله بحثاً عن ربط دخان فلم يعثروا على شيء والـ 5 ربطات 

معلّقة في الحائط ظاهرتين للعيان فأهدى عالم البلدة السيد محمد علي إبراهيم ربطتين.


السيد علي يونس أحمد هارون


شقيق السيد خليل يونس أحمد هارون مع مجاراته في العمل والمهنة وقرى الضيف وكان مختاراً 

للبلدة في عام 1963م. يتميز باجتماعياته المتعددة مع الوافدين للبلدة من مأموري الدولة وموظفي 

شركة التبغ. وخاصة مع افراد الهيئة التعليمية وكان ينشد الشعر على السليقة. ورث من والده 

السيد يونس غرفة واحدة، وترك السيد علي لورثته عشر دور بعشر بوابات.


الحاج خليل قاووق أبو جميل

1905 -2011



مكاري وفلاح ومشهور عنه اعتناؤه الشديد بثيرانه وماشيته. ففدانه فدان قوي ونشيط وكان 

"ريّس" عمال على "البور" (المرفأ). ومرة استضافه سعيد قاووق أبو عادل في الكفور ودخل 

عليه ليلاً بعد أن اشترى حمارة من الكفور فقال له أنت (علي سارة) ، قال نعم، قال كان

لك أخ ظالم على "البور" اسمه خليل يشغلني في الأعمال الصعبة ولا يرحمني.

فقال له أبو جميل: مات. 

قال أبو عادل:" الله لا يرحمو". 

وكان أبو جميل راوياً للحكايات الجميلة والأحاديث المثيرة.


السيد إبراهيم يونس هارون

1900 -1973



كان جمالاً. يوزع الأدوار من شباك منزله على الفلاحين أيام الرجيدة.

(الرجيدة كانت الطريقة الوحيدة لنقل المحاصيل الزراعية من الأرض إلى البيدر،حيث كان 

الفلاحون ينقلون مزروعاتهم ومحاصيلهم الزراعية على الدواب والجمال، ويمضون أياماً وليالي 

بين الحقل والبيدر).

  كان نهار الاثنين يذهب الى سوق النبطية ويحمل حاجات أهالي البلدة. كان مرحاً هاشاً باشاً

مع نكهة خاصة بالفكاهة إذ يردد دائماً:

في الأيام العادية ينادونه إبراهيم وأيام الرجيدة ينادونه: أبو سعيد.

إبان الثورة عام 1958م زرته في البيت فكان مع الحاجة ام سعيد في الطابق الأول.

فجأة علا الصوت في الطابق الثاني والصراخ والجلبة، فاستفسرته عن الامرأجاب: فوق توجد 

السرايا. وثروته حصيلة جهده وعرق جبينه لأن جدّه محمد هارون كان قاروطا لم يورث من 

ممتلكات آل هاورن الواسعة.


السيد على محمود ياسين

1890 -1953 

مكاري وفلاح، اخوته احمد وموسى وشقيقه من امه أبو رياض السكافي من كفرصير.

وكان صاحب نكتة وظريف المعشر وجريئاً مع العلماء والوجهاء. سرق النور الرحل حماراً من

 دار السيد صالح. فتوجها معاً الى جسر القاسمية فجراً لمفاجأة النور في خيامهم. فدارت معركة 

قوية تشتت من جرائها العيال هرباً من الخيم في البساتين وعلى الطرقات واستردوا الحمار .


السيد محمد يوسف أسعد ترحيني

1888 -1972م





تاجر "سواد" في مختلف مناطق جبل عامل. اتصف بالجرأة والمغامرة، وعتبة داره عالية وبيته مفتوح. يولم في المناسبات يجتمع على مائدته علماء ووجهاء البلدة وجوارها، وكان أمياً لكن معاناته في مجريات الأيام حنّكته وجعلته رجلاً ذو شكيمة وهمَّةٍ عالية. وقد تبعثرت ثروته وأملاكه من جراء نكبة فلسطين وسوء تصرف ولديه قاسم وأسعد بأمور المصلحة وبيع المحصول. وكان الممّول القوي لحزب النهضة إبان صراعها مع منظمة الطلائع ما بين 1946-1950م ضمِن مزرعة ذمول من آل فرنسيس في القليعة عام 1955م فدعى صاحبها كلوفيس فرانسيس سفير البرازيل في لبنان لزيارة المزرعة "ذمول". فدهش السفير البرازيلي من الوليمة الفاخرة التي أعدها السيد محمد يوسف احمد ترحيني.




الحاج خليل جفال

1905 -1982م



عائلة آل جفال منتشرة في لبنان وجميع الدول العربية وخاصة في فلسطين والعراق وآل العباني في السلطانية والبازورية أصلهم من عبّا لقبوا بـ "العباني". صاحب مواشي ومجبر الكسور والعظام لسائر الناس وهذه الخبرة موجودة في عائلة آل جفال. كان محمود السيرة بين جيرانه وأهل بلدته.


 أحمد قاووق أبو سعيد


زوجته أم سعيد، فلاح في قلعة ميس في أواخر السلطة العثمانية وكان هو الوكيل والآمر والناهي في المصلحة. عنده مواشي وخيل وجمال شارك السيد حسين السيد أحمد في الزراعة لأنه من انسباء زوجته أم سعيد. وكانت تعمل عنده أخت أم سعيد (مشعل وبناتها).
داره مفتوحة للقرى والضيافة ولمأموري الدولة وكان باراً لسائر أقاربه أيام سفربرلك.
بعد موت أم سعيد تأخرت احواله سيما وأن ابنه سعيد بعثر ثروته على الزواج وشراء الخيل فترك قلعة ميس الى مزرعة شلبعل. بقي اسبوعاً ينقل غلاله وادواته ومواشيه الى مقره الجديد.
تطاول عليه البعض من أهالي الزرارية فما كان من سعيد الا أن قطع طريق الزرارية في الوطى شاهراً بارودته الفرنسية. أما ابنه أبو مجدي محمد قاووق حضر من بلاد الاغتراب الى البلدة وهو صاحب ثروة طائلة، كان بخيلاً ولم يقدم أي خدمة أو حسنة للبلدة أو لأهاليها وبنى جامعاً في عبّا مهجوراً ولا يصلّي فيه أحد.
 في نبع البريقع تعرض ابن سعيّد المعاز لأخت سعيد، لطيفة فربط له سعيد في رأس الدوري 

وأطلق عليه الرصاص من فرد (بكر). ودفنت أم سعيد الى جانب أختها عفيفة في جبانة بلدة عبّا.


السيد محمود يوسف أسعد

(1910 -1977)




مكاري وفلاح كان يهتم بزراعة الصبير والعنب والتين وكان عنده "قلعة" فيها جميع أنواع الفاكهة، تأنس اذا دخلتها أيام المواسم لجودة المنتوج الذي كان يصدره الى سوق النبطية. ومرّه اشترى ثعلب من أبي جميل قاووق ب 10 ليرات ووضعه على حمارته بطريقهما الى سوق النبطية فباعه بـ 20 ل.ل لكن المشتري طلب من السيد محمود يوسف أسعد إيقاف الثعلب على رجليه لأنه مقيّد بالحبل والزرد. ففك الحبل وأخذ يرفسه ليقفز على رجليه فتماوت الثعلب فرفسه في رجله فأحس الثعلب أنه غير مكبل بالحبل فانتفض ووثب على الحضور فهربوا وهرب نحو البيدر والجبانة في النبطية فاختلف مع أبي جميل قاووق بأن عليه أن يعيد له مبلغ 10 ليرات لان الثعلب هرب. فلم يحصل على شيء. وكان يعمل على البور في تفريغ مستودعات القمح، غاب وكيل القبان ووضعه محلّه. فأخذ يزن شوالات القمح بقوله: نفس الوزن، نفس الوزن، "برضو برضو"حضر الوكيل. وأعيد تفريغ الشاحنات لأخذ الوزن الصحيح لحمولة كل شاحنة.



الحاج زينو قاووق


(1900 -1980)




فلاح في البلدة ومرابع في مزرعة ذمول المجاورة عرف بالتقوى والايمان وكان يرفع الآذان في جامع آل عميس في حيّه. وفي كل عام كان يبيع موسم "الحلبا" للدكتور محمد صباح في النبطية يستعملها في تركيب الأدوية. وكان العمل في البيت والفلاحة قائم على اكتافه لأن أخيه الحاج موسى قاووق كان صاحب "كتاب" يعلم القراءة والكتابة والحساب في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي.
وقع سقف بيته، فأفرد الخشب جانباً. وسعَّر كل خشبة بليرة واحدة، أخذ أبو إبراهيم مصطفى محمد قاسم الجسر الكبير والسيد محمد علي موسى 10 خشبات بعشر ليرات. اما ابن اخته أبو علي حسن خليل فأخذ "الأسطوانة" خشبة الجسر ب 4 ليرات.
بعد فترة زار الحاج زينو اخته في حي القلعة فوجد في الدار كومة كبيرة من الخشب المقطع والمواتيت لمناشر الدخان وعرَمة حطب للموقدة. فسأل زوجته الحاجة حسنة عن هذه الكمية الزائدة من الخشب. اجابته بأن أبا علي اشترى جسر وقطعه قطعاً قطعاً (مواتيتٍ) للمنشر وبقيت هذه الكمية بعد أن باع  خشب بـ 15 ليرة. فقامت قيامة الحاج زينو على إبن أخته. وغرمه بعشر ليرات من جديد فقالت زوجته الحاجة حسنة: " مليح شو هذه الخشبة التي صلب عليها السيد المسيح لترفع سعرها." 
والدته زهور ياسين من القصيبة، عاشت كهولتها في دار الحج زينو، ودفنت بجبانة حي الحَمَّارة.



السيد علي حسين

1840 -1927

جد آل علي حسين ترحيني. له عزوة وأبناء اعتمد عليهم في العمل والكد والجد في هذه الحياة. وتحسنت احواله بعد ما ورثت زوجته أمون خليل أبو دلّة حصتها كسائر الورثة بعد مشاكل عديدة مع أخيها السيد حسن خليل بعد وفاة والدها السيد خليل أبو دلّه عام 1905م.
أدى فريضة الحج والتقى بالحاج حسين سبيتي من كفرصير فزوجه ابنته، وعلى كبره كان يقضي أكثر أيامه عندها في كفرصير لما يتميز به زوجها من ايمان وكرم وشهامة.
جدد بناء المسجد في الساحة عدّة مرات، وأوقف أرضاً في عبا للجامع وإقامة الواجبات يوم العاشر من محرم في كل عام، ودرج على إقامتها أولاده وأحفاده من بعد مماته. وكذلك أوقف أرضاً في عدشيت لطلبة العلوم الدينية.
بعد وفاته وزعت املاكه فكانت عين ابنه البكر محمد علي على قلعة المغريقة. فرفض اخوته. فجرى عليها السحب ثلاث مرات، كلّ يظهر اسم "حسين" وكانت من نصيبه، وكان أصغرهم.
يقيم كل سنة ذكرى يوم عاشوراء قارئ العزاء الشيخ جعفر مروة ثم السيد علي فحص من جبشيت، وقال الشيخ على الزين أنه مرة زاره مع والده الشيخ عبد الكريم الزين وكان له ولد اسمه محمود (شاعر زجل).
بنى غرفة "للضيافة" في جل العامود زاد عليها إبنه حسن غرفتين وابنه أحمد بنى لأبنه موسى غرفتين وأعطى ابنه يوسف أرض بنى عليها منزله.
ودفن في أرض الجامع.



السيد محمود يونس


1905 -1983



آل يونس أصلهم أتراك تزوج جدهم من زوطر الشرقية وعمه الآن من سكانها وله عم في العباسية وله أخوان عبدو يونس ومحمد يونس. منزله في الساحة وكان مكارياً.

 منزله مفتوح لكل طارئ لا يخلو من نزيل من أصحاب المهن والكارات الجوالة: كالمبيض والبيطري السمكري والاسكافي وكان جريئاً في أعماله. من الصفر أوجد أربع معاصر زيتون حديثة يديرها أولاده وأحفاده. هذه المعاصر ساعدت على نمو بلدة عبّا وتحسين اقتصادها. فهي مصدر رزق لذويه ولأهالي البلدة ومن ذريته اشتهر رجال الأعمال والأطباء والمهندسين. كان صاحب مزاج خاص وذو بأسٍ شديد مع زوجته "كلثوم". 


السيد توفيق حسين ترحيني (أبو شريف) 


1910 – 1967


كان فلاحاً وحصاداً مع أهله في مزارع سيناي وذمول وقلعة ميس. كان يجيد لعبة السيف والترس وأول من أرسل أولاده لطلب العلم في المدرسة الرسمية في النبطية مع حرصه في إكمال علومهم.
أيام الزعيم أحمد بك الأسعد في عام 1947 م أبان تسلمه وزارة الأشغال العامة عمل السيد توفيق في إنجاز هذه المشاريع في البلدة خلال عامين إذ أن المشاريع كانت تنفذ على الفاتورة وليس بالمناقصة وهي:
1-  شق الطريق العام من جبشيت إلى عبا وتزفيتها
2-  إصلاح عيون المياه
3-  إصلاح البركة
4-  مسح أملاك البلدة لأهاليها من قبل لجنة المساحة الرسمية
5-  تعيين مختار جديد
6-  تثبيت رخص الدخان للفلاحين
كان من وجهاء المنطقة يشارك في الأفراح والأتراح وإصلاح ذات البين.

أولاده: السيد شريف والسيد حسن والسيد خليل (صاحب هذه المجلة) والشهيد إبراهيم والمهندس سالم.
" عام 1946م أدخلنا المدرسة الرسمية في النبطية ثم انتقلنا الى بيروت وكان بيته أوّل (بيت علم) 
في عبّا فيه المهندس والأستاذ والمثقّف." 



السيد أبو مصطفى محمد قاسم خليل


1915 – 1980 



فلاح نشيط وصاحب عائلة عرفت بالجد والكد منزله على الشارع العام. تؤجر غرفة باطون منه للمدرسة الرسمية في كل عام. وأيام مرض الجرب والجدري عام 1942م. كان أهالي البلدة يقفون بالصف أمام الغرفة لتلقي العلاج من الدكتور وديع الغفري ومن أولاده: رجل الأعمال أبو إبراهيم مصطفى صاحب أول بئر ارتوازية وعمل على تعليم أولاده.



الحاج علي دياب


1908 – 1985



مكاري وتاجر ما بين عبا وفلسطين. وكان ناطوراً في الثلاثينات من القرن الماضي. أصل عائلة آل ذياب من طورا. أولاده صناعيين ورجال أعمال أصحاب مصالح في البلدة كمواد البناء وعمال صيرفة في النبطية ولهم أياد بارة في أعمال الخير.



السيد ابراهيم عثمان


1910 – 1987




كان مكاريا ونحالا وصاحب كارات في بيع وشراء الأراضي وإعداد الزوار لزيارة الأماكن المقدسة وأداء فريضة الحج مع معرف إقليم التفاح الحاج عبد النبي شريم.


الحاج محمود قاووق (أبو قاسم)


1875 – 1971


كان جمالاً ومواظباً مع السّيد علي حسين أحمد أوقات الفراغ عند شيخ الشباب السيد موسى علي وزوجته الحاجة سهجنان علي هارون من النساء الفاضلات.


السيد محمد جواد خليل


1885 – 1973




سافر إلى برنس إيرس واستقر في جبشيت بعد عودته من المهجر لخلاف مع أخيه السيد حسن خليل.


السيد أحمد يوسف أسعد


1905 – 1997


صاحب دكان وتاجر أقمشة ويحضر سوق النبطية كل يوم اثنين وبسطته أمام منزل بهيج بك الفضل مع أخيه السيد داوود يوسف عمل في مقالع الصخر في القلعة وله الفضل في بناء أكثر بيوتها وشقيقه السيد علي يوسف أسعد (1907-1973) فلاح وتاجر ما بين لبنان وفلسطين قبل عام 1948.



السيد علي عثمان


1850 – 1920


والد عبدالله عثمان. كان بقالا ومكاريا. وجميع آل عثمان كانوا يتعاطون التجارة على البغال ما بين عبا وصيدا وبيروت.


الحاج علي حسين قاووق (سارة)


1900 – 1965



والد أبو تامر فلاح يدير أراضيه في عبا والدوير لأن زوجته زكية من آل عاصي من الدوير.

الحاج حسن قاووق


1982 – 1970



فلاح ومنزله في حي آل عميس – جار الحاج موسى قاووق له صلة قرابة مع السيد أحمد عبدالله من الكوثرية والسيد حسين جواد.



السيد حسن محمود يونس


1908 – 1995 


فلاح ومكاري. ويقال أن نسبهم مع آل صفي الدين من شمع. أولاده أصحاب وظائف والسيد محمد أبو ياسين كان يتلو القرآن وقارئ عزاء – ومعرّف ويولم كل سنة في عاشوراء.



السيد رضا مرتضى ترحيني


1912 – 1980 




فلاح وملاك في البلدة ولحام ماتت والدته باكراً فتربى عند جده السيد أحمد خليل وأمه من آل 

سلامة.



الحاج علي جواد حسن عميس

1920 – 1975



منزله في ساحة آل هارون فلاح. ويلقبون بآل التقي لأن جده كان يرفع الأذان في الجامع.


السيد علي مصطفى هارون


1885 – 1982

كان فلاحا وجمالا وصاحب ثروة وشملت تربيته مع أولاده، أيتام آل هارون أقاربه من عمومته:
محمد عبد الرسول ترحيني ومحمد علي قاووق وكان يصل ذوي القربى مثل حسن موسى لقرابته من عليا.


السيد حسين السيد أحمد علي حسين

1927-2000م



والده السيد أحمد علي حسين من وجهاء البلدة، زوجته الحاجة إمّ موسى جواد خليل. بيته مفتوح وكان مختاراً عام 1920م ومتمسّك بالصدق وبقيام واجب أهل البيت في عاشوراء من كل سنة. بعد وفاة والده وولده حسين، متديّن ويعمل في بيروت وفلّاح رغم أنه كان أمياً فقد كان من رواد سيرة أهل البيتع.


السيد أحمد يونس هارون
زبدين
1880 -1972م



فلاح وملاك في بلدة عبّا ثم سافر الى بونس ايريس وحضر بعد الحرب العالمية الأولى واختار الزواج من بلدة أنصار، فتصدّى له إبراهيم فيّاض، أكبر ملّاك في انصار ومدير ناحية النبطية في أواخر السلطنة العثمانية وطلب منه أن يعطيه الساعة المعلّقة في صدره فرفض فنزع الخطبة وتزوّج من زبدين الحاجة تفاحة وضاعت في موسم الحجّ فذهب الى السعودية في موسم الحج التالي يفتّش عنها فلم يجدها، وكان لطيف المعشر ومتديّناً وصاحب شهامة ومروءة ومحبوب من جميع أهالي بلدتي عبّا وزبدين.

السيد إبراهيم محمد جواد

قضى معظم حياته في بيروت يعمل مع أهالي بلدته في المرفأ ثم في سوق الخضرة. كان رئيس حزب الطلائع في عبّا وبنى منزلاً في القلعة. عاش وحيداً عند امه بعد سفر والده الى بونس ايريس. وعندما تزوّجت والدته  شاتو هارون بالسيد حسن خليل ترك البلدة ونزل الى بيروت.


الحاج محمد علي قاووق (أبو علي)


عاش يتيماً ونشأ وترعرع في منزل السيد علي مصطفى، بنى منزله في حيّ من أحياء البلدة اسمه "القلعة" قسيمة ابن عمه شقيق زوجته الحاج كامل كلوت. فلّاح ومكاري وكان عند انتهاء مواسم الفلاحة في البلدة ينزل الى بيروت ويعمل مع أهالي بلدته على المرفأ. عرف بالهدوء والصدق وعند كلّ خلاف يتقاضى رفاقه عنده فسمّي القاضي وعندما عيّن عالم البلدة العلّامة السيد محمد علي إبراهيم عام 1950م قاضياً في المحاكم الشرعية، قيل في البلدة أصبح عندنا قاضيان .
ابنه المهندس إبراهيم قاووق رئيس بلدية عبّا ابتداءً من عام 2015م. اشتهر بالسهر على تنفيذ مشاريع البلدة والمحافظة على المال العام.
ويعمل بصمت في سبيل اعمار البلدة وازدهارها وبناء قصر بلدي يليق بالبلدة وسكّانها مع الطلب من الجميع مساعدته وتسهيل أموره.




أحمد حسن عبدالله سلامة


1910 -1975


فلاح وعامل في بيروت. كان أمين صندوق حزب "النهضة" التابع للزعيم أحمد بك الأسعد وكان رئيس الحزب: السيد توفيق ترحيني (أبو شريف).


الحاج حسن داوود عبد المطّلب عميس

1910 -1980


كان فلّاحاً ومكارياً وشاعر زجل يشارك في الأفراح والأتراح. سافر والده الى الارجنتين فعاش عند جده عبد المطلب وعرف في البلدة ( باسم حسن عبد المطلب ) منزله قرب منزل الحاج عبدو حسن معلم، ثم انتقل الى بيت جديد بناه في حي بيدر زيدان مدخل البلدة. كان عصبيّ المزاج وعلى علاقة حسنة مع الأهل والجيران وابنه الحاج يحيى عميس من المتنوّرين ورجال الأعمال ويتطلّع الى طموحات مميّزة. خاصة على الصعيد الوطني والسياسي والثقافي.





ملاحظات

 الأزياء التي كانت رائجة يرتديها وجهاء البلدة ورجالاتها في تلك الحقبة.

1-  يعتمر رجال أهل البلدة على رؤوسهم ما يناسب جذورهم وأصولهم.
2-  السادة يعتمرون الطربوش مع لفة خضراء (اللقب: السيّد)
3-  العامة يعتمرون الطربوش مع غبانة صفراء (اللقب: الحاج)
4-  المشايخ طربوش مع لفة بيضاء.
5-  الجاكيت واسعة وفضفاضة "سترة" وكذلك "الصاكو" يمتاز بطوله.  
وضع محرمة بيضاء على الرقبة حتى لا تتسخ الجاكيت من العرق والغبار
مع ارتداء "السلك" على الكتفين.
6-  القميص بدون قبة أو بلا أزرار وخاصة الأكمام.
7-  الشملة تحيط بالخصر بطول مترين.
8-  الشروال واسع إما "بشميك" أو "ماهوت" إنكليزي "الشنتان".
9-  الحذاء: جزمة أو مركوب أو مشاية أو صباط وله نضوة من الأمام والكعبية.
10-  الحطة والعقال.
11-  اعتمار غبانة على الرأس "سلك " مدوّر على الرأس ملفوفة بإحكام.
12-  يعتمر البعض طاقية بيضاء.
13-  الشوارب حاجة خاصة واللحية بطول مقبول عند الحلاق: يجمع شعر الذقن حتى لا يداس. كان يحلف بالشارب والشوارب.
14-  فضل البعض الظهور بالشوشة.
15-  بعد عام 1950م اختفى الطربوش والحطة والعقال ولفات الطرابيش الخضراء والصفراء.
16-  لبس العباءة ضرورة للوجاهة مع عصاة ومسبحة "يسر" وقلم بدون حبر مع محرمة في جيبة الجاكيت.
17-  ابتدأ ارتداء الجوارب بعد عام 1950م.
18-  وسائل النقل: الجمل – الحصان – البغل – الفرس – الحمار.