الأحد، 23 مارس 2014

سوق "الغلّة" في النبطية عام 1946 م



كانت الأسواق في النبطية موزعة على الشكل التالي:

1-  سوق الماشية على البيدر
2-  سوق اللحم مدخل البلد المنشية
3-  سوق القماش ساحة آل الفضل
4-  سوق الخضار والحطب في سوق الحدادين
5-  سوق الخضار أمام فرن أبو شقرا وحاووز الماء
6-  سوق الغلة ساحة موقف مرجعيون

سوق الغلة يقع في وسط المدينة تحيط به المحلات التجارية ابتداءً من فرن الحاج حسن فران. في مدخل الفرن بائع اللبن جواد فران وبجانبه تباعاً ملحمة الشتيوي. مكتب ومحل المختار ابو قاسم حمادي فمحل ابو زكي الصبوري فدكان بركات جابر وملحمة قاسم ظاهر فبسطات البعاوي من آل صباح, وعلى الزاوية غرفة الهاتف للعموم للحاج أحمد الهمداني الصبّاغ المعتمر الطربوش الأحمر والأنيق المظهر وخلفه المصبغة للحاج كامل وهبي في أواخر أيامها مقابل خان الحاج عبود بيطار وفوقها عيادة الدكتور وديع الغفري فمحل حسن كامل الهمداني الصباغ وفي الزاوية محل الحاج أسعد بيطار فحلويات عبد الحسن بيطار المشهور بكاسات الزردة عصر كل يوم فمحل عبد الحسن اسماعيل وأبو ممدوح جابر والحاج سعيد العبدالله فمحل الحاج بسمة " عبود" من زبدين فحلويات أبو شقرا. وفي الزاوية محل الحاج مؤذن من القنطرة فمحلات حجازي وفوقهم منزل القابلة القانونية روحية إقبال ومنزل المسز براون فمحل الشيخ على أمين صباح. كان يرتل القرآن الكريم بصوته الشجي صباح كل يوم. فقد كان صييتاً وكان مرةً يتناول الفطور ومر الحاج ملحم شرف الدين من كفر تبنيت فدعاه على أكل (الجعفرية) فظنها (تنكة لحم) مشوية بالفرن تناول أول لقمة فوجدها (كمونة). فخاب ظنه منزعجاً
وفي المقابل خان محمد سعيد نحلة والد غضبان وتحول في هذه السنة إلى سينما لكامل وأبو صالح ظاهر فمحل الحاج سلمان قميحة فقهوة أبناء سعيد ظاهر فمحلات آل حامد وسوق الحدادين فبناية الحاج محمد حسن صباح ومحلات محمود البصل الشريف وابو علي الحلاق ومحلات حشوش وآل الحاج علي والشيخ قاسم حامد ومحل الرضي وشعبان والد أبو رائف وحل حشوش ونجيب جابر وكاظم ظاهر ومحلات الفخار عرب علي والد ابو حيران ومحلات حيدر نحلة وأمامهم حاووز الماء وبسطات آل الدقدوق.
بناية القرميد في سوق الغلة ملك الحاج محمد حسن صباح وكانت ملكاً للحاج يوسف شمس اشتراها من إلياس الغفري وكانت مركز البلدية والإجتماعات واللقاءات الرسمية والشعبية.
وفي لقاء مع بشكوف في الثلاثينات رفض وجوه النبطية مترجمه من القليعة واستبدلوه بعبدالله سعيد صباح. اثنى بشكوف عليه لاحقاً بأنه يتكلم اللغة الفرنسية أفضل منه.
وفي عام 1880 ميلادية نزل بها مدحت باشا الوالي التركي وعقد عدة إجتماعات أقر بموجبها مشروع جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية وزار المدرسة الحميدية وتوجه إلى الشام وبقي الأمير شكيب إرسلان ضيف الحاج قاسم ظاهر في منزله "مركز النادي الثقافي للبنان الجنوبي اليوم" وكانت مساجلات شعرية بينهما.
في سوق الغلة موقف مرجعيون وبلاد بشارة والبقاع ومشغرة وكان يشرف عليه محمد قديح"بجيجي" والشوفارية من آل بدير ومزهر وجابر وسلوم.
وكانت الشاحنات والجمال والبغال موقفها في كرم اللبن.
حضر الشاعر والأديب سلام الراسي متوجهاً إلى بلدته إبل السقي ووضع أغراضه عند بجيجي وتوجه للسلام على الرضي لزمالته في الحزب الشيوعي ووقف على بائع الخضرة أبو علي أحمد مرعي وسأله:
بكم الخيار لشاعرٍ متزهد
فأجابه: بالحمد خذ ما تشتهي يا سيدي
فبهت سلام الراسي وقال هذا ليس بغريبٍ على حاضرة الثقافة والأدب في جبل عامل: مدينة النبطية
فمرةً كنت عند محمد جابر "حمتُّو" محل الديماسي اليوم سأله علي أكر عن العجمي الذي يعمل عنده فأجابه: بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا
هذا الذكاء أنساني مقولة أهالي النبطية:" سرق الحبل لمتاع الجديدة "
وكيف أنسى نهار السوق الشيخ الضرير جالس على كرسي أمام فرن الحاج حسن فران " الشيخ محمد الجوني" من رومين ينشد مدائح النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع) والإزرية وصوته يصدح في أرجاء السوق والناس تردد معه أبيات شعر قصيدة الصاحب بن عباد "939-997 م":

قالت فمن صاحب الدين الحنيف أجب؟            
فقلت: أحمد خير السادة الرسل
قالت: فمن بعده تصفي الولاء له                   
قلت: الوصي الذي أربى على زحل
قالت: فمن هو هذا الفرد سمه لنا؟
                         فقلت: ذاك أمير المؤمنين علي .
          .....................................................................................  

                                  خليل ترحيني "أبو بشار"

                                           عبّا - قضاء النبطية