الخميس، 5 أغسطس 2010

شهيد المقاومة السيد حبيب شريف ترحيني " السيد كريم"



الشهيد حبيب شريف ترحيني عبّا
كانت والدته المرحومة الحاجة أم توفيق منيرة حسين خليفة توّد أن تدفن في جبانة الرادوف ـ الضاحية ـ بيروت فتغلب إيمانها على عاطفتها فدفنت في بلدتها عبّا ، في أرض الجنوب وفي تراب الجنوب। في الأرض التي ارتوت بدم الشهيد حبيب وبدماء رفاقه الشهداء الذين زرعوا الجنوب بأجسامهم حتى ضاقت بهم الأرض جغرافيا ولكن رحبت بهم واتسعت وتعالت في قمم التاريخ ماضيا وحاضراومستقبلا .
فالشهيد حبيب جاب هذه الأرض بوديانها وسهولها وجبالها برجليه وزرع الألغام للعدو الإسرائيلي بيديه،متطلعا إلى تحرير الجنوب بعينيه.
منذ عام 1975م ما برحت أفواج المجاهدين في مقاومة شريفة متماسكة من ان تتصدى لشيطان إسرائيل وأميركا:
شيطان هاتان الباغيتان ترك العالم وصوب اهتمامه للبنان عامة وجنوبه خاصة : فباء بخسران مبين.
فقد أعمت قلوبنا غارات القصف واجتياحات الدمار وكنا ننام ورؤوسنا بين أرجلنا، فقيّض الله لنا مقاومة باسلة حررت هذا الجنوب عام 2000م وانتصرت في تموز 2006م وخلصتنا من الدنس والنجس .
بفضل شهداء المقاومة تم التحرير وأعيد الماء الى الوجوه في الجنوب ولبنان وبلاد العرب اصحاب النكبات والنكسات.
تم التحرير بكلفة باهظة بفضل رجال أشداء، فكان الشهيد حبيب بين هذه الكوكبة .
كان في قمة العطاء وفي مقدمة الولاء. لم يبرح ولم يتغيّر ، يزورنا لماما، شغله الشاغل المقاومة والجهاد . كله رجولة وكبرياء، يدغدغ الطهر مقلتيه وتطيب الابتسامة في شفتيه ، إلى أن اجهز عليه الموت والموت يجهز على المرء حين يصبح خبيرا.
كان في أول شبابه ومع صغر سنه كان حبة الكرامة في أهراءات الكرامة وسنبلة ذهبية على بيادر الأوادم.
كان صغيرا عندما كانت المقاومة صغيرة في عهدها الاول وأصبح كبيرا عندما أصبحت المقاومة كبيرة محليا وإقليمياودوليا.
فقد أقّل من الظهور شأنه شأن كل مقاوم في حزب اللّه واكثر من الحضور ولم يكثر من الظهور ليقلّل في الحضور. فحضور الشهداء دائما وأبدا ماثل في العيون والأبصار.
عذرا ايها الشهيد الحبيب . لم نعطك حقك في التكريم ولكن نردد قول الأمام الخميني قدّس سره مخاطبا الشهداء:" ستبقون في أعماق الذاكرة وفي غور الضمائر والضمائر لا تهجع " .
والدتك لبّت نداء ربها لتجتمعا معا في الآخرة بعين الرحمن بعدما رعتها طيلة معاناتها مؤسسة الشهيد وفاء لذكراك في هذه الدنيا .
هذه المؤسسة الكريمة أثلجت قلوب أهالي الشهداء وكانت وستبقى بين أيديهم كالأبناء.
نعم لا يمكن لأحد ان يخفي لمعان الذهب كذلك لا يقدر أحد ان يخفي صوت المقاومة فمشعلها يضاء بزيت أعمار الشهداء.
نم قرير العين إلى جانب رفاقك الشهداء مع أمهاتكن الزاكيات.
فأنت إلى كل الأنام حبيب ।
عبّا 22 كانون الأول 2008م
خليل توفيق ترحيني " أبو بشار"
* ألقيت هذه الكلمة في ذكرى أسبوع على وفاة والدة الشهيد حبيب ।
مجلة " العرايس " العدد الأول الصادرة السبت في २५ أيار २010م

هناك تعليقان (2):

  1. تحية للشهداء الذين صنعوا النصر وصانوا حدود الكرامة ورفعوا راية الوطن خفاقة بالعز والمجد

    ردحذف
  2. God bless our martyrs and the righteous kept us in their footsteps until the full liberation of our land from the Arab occupation abomination

    ردحذف