العرايس
(مكان أثري غربي بلدة عبا)
مجلة شهرية، وثائقية، ثقافية، وبلدية خاصة
العدد السادس – الإثنين في 1 كانون الأول
1996م
إعــداد وإشـــراف:
خليل توفيق حسين ترحيني
(أبو بشار)
عبا – الجنوب – محافظة النبطية
الفهـرسـت
Å
قصيدة معالي
الأستاذ جوزيف الهاشم في النادي الحسيني في مدينة النبطية
Å
المهدي
المنتظر للدكتور كاظم مكي رئيس التفتيش التربوي
Å
حفلة تكريم في
النادي الحسيني في مدينة النبطية للمرحوم أنطون الصائغ عام 1964م
Å
إحتفال تأبيني
للمرحوم الأستاذ سميح شاهين في النادي الحسيني في مدينة النبطية
Å
وثيقة تاريخية
تعود لعام 1943م
Å
تكريم
الأساتذة المتقاعدين: الأستاذ مصطفى الحاج علي – السيدة فريحة الحاج علي – الأستاذ
عبد الحسن عميس
Å
كلمة الأستاذ
عبد الحسن عميس
Å
كلمة الأستاذ
علي نور الدين مدير المدرسة النموذجية الرسمية
Å
كتب صدرت
Å
أسماء
العقارات في بلدة عبا – نقابة مزارعي التبغ
Å
أخبار محلية
قصيدة معالي الأستاذ جوزيف الهاشم
في الإحتفال السنوي الكبير الذي أقامته مدينة
النبطية
بمناسبة مولد الإمام علي بن أبي طالب(ع)
في النادي الحسيني
في النبطية بعد ظهر نهار السبت في 23/11/1996
غنّي فتى
الدين، في ذكرى ولادته
|
يا من تغنّين
عاشوراء فلذتِهِ
|
مدينة العلم،
والصَّباح([1])
لألأها
|
وضوء كل سماء
من منارته
|
يطوف في قلعة
المعني([2])
ناظرها
|
يلملم الأمس،
مشدوداً بعبرته
|
لا للصراع،
فلا قيسي([3])
ولا يمني
|
وآكل النار
يقضي في عداوته
|
"حي
السرايا القديم"([4])
اليوم شاهدها
|
ما زعزع
الترك إلا صوت ثورته
|
على مشارفها،
"درب مقدسة"([5])
|
بوقع أقدام
عيسى في بشارته
|
من الجليل
إلى صيدون كرسها
|
وعرس
"قانا" احتسى عنقود كرمته([6])
|
يا درب عيسى
خطا فيك الإمام وما
|
تعثر الوطء([7])
عن أقصى مسافته
|
في الزهد
توأمه، والجوع مأكله
|
والجود
بالروح، قسطٌ من رسالته
|
وشعشعت كل
أضواء النبي([8])
به
|
كالبدر يعكس
شمساً وهج جبهته
|
هو الإمام،
حسام الدين، فارسه
|
ما زغرد
السيف إلا بين قبضته
|
يد النبوة
شدت عزم ساعده
|
وأطلقته
إماماً من طفولته
|
فكان ظل رسول
الله، "كاتبه"([9])
|
وأول القوم
إيماناً بدعوته
|
سيّد البيان
و"باب العلم"([10])
مشترعاً
|
والفقه مذ
كان، نهج من بلاغته
|
هو الفتى، أم
هو "المفتي"([11])
أم علمٌ
|
لدولة الله،
خفاق برحمته
|
محجة الناس
"أقضاهم"([12])
وأورعهم
|
والعفو
والصفح، فيء من عباءته
|
كإنما الزمن
المرصود في يده
|
و"نهجه"
البحر، فاغرف من غزارته
|
من عَبّ من
منهل القرآن يعبره
|
وحيث أبحرت
أي من هدايته
|
ما عزّ إلا
على القرصان إن لمست
|
يداه دراً،
هوى في قعر لجته...
|
هو الفتى،
نبويُّ العَبْق، محتده
|
"كالملح
في الأرض"([13])،
فاذكر بعض قصته
|
أيام
"بدرٍ، حنينٍ، خندقٍ، أحد"..
|
والبيدُ
والصيدُ تحكي عن بطولته
|
"يحبه
من أحب الله([14])
يبغضه
|
من أبغض
الله، يقضي في ضلالته...
|
اليوم أكملت،
يا إسلام([15])
دينكم
|
فسبحوا الله
في إتمام نعمته...
|
علام يختلف
الأنصار؟ كيف غدت؟
|
قرائن الناس
أحجى من نبوته؟
|
ما بال حزب
قريش قام منتفضاً
|
يوم
"السقيفة" في إثبات حجته؟
|
إن يجهل
الناس، والتنـزيل مرتسم
|
"قم يا
رسول وبلغ وحي آيته"([16])
|
ما ثار في
سيد الزهاد ثائره
|
"سلامة
الدين أشهى"([17])
من إمارته
|
أعطاه كل
نفيس، كل تضحية
|
وروحه لازمت
أهوال راحته
|
حباه فلذته،
والفلذتين وما
|
عزت عطاءاته
من أجل أمته
|
وسار في دربه
"السبطان"([18])
ما اختلفت
|
معالم الدرب،
حتى في شهادته
|
من أجل
تقواه، لا دنياه، كان فدى
|
والدين أسمى
معاني هاشميته
|
ليس الإمام
فتى الإسلام وحدهم
|
وليس وقفاً على
أبناء شيعته
|
من كان
بالشيم الغراء معتصما
|
بالبر،
بالرفق، بالتقوى، بخلته
|
بالنبل،
بالحق، بالأخلاق مكرمة
|
وبالشموخ،
فهذا من سلالته
|
عُد يا إمام،
فللتاريخ دورته
|
والأحرف
السود وشت بيض صفحته
|
ذا حصن خيبر،
من بعد الهوان علا
|
يغتاب زندك
معتداً بقوته
|
أرض القداسات
مادت من مفاسده،
|
ونزعة الشر
ثارت في شراسته
|
يحصن الظلم
والطغيان، مفترسا
|
طهارة الأرض،
مدفوعاً بنـزوته...
|
جيش الصحابة
عنه ارتد منكفئاً
|
والإنقسامات
باتت من طبيعته
|
ما قض إلا
زئر الشام مضجعة
|
فانقض يزرع
رعباً في عزيمته
|
في الساحتين،
صهيل، والجنوب صدى
|
لصرخة الصمت
في دنيا عروبته
|
دم المقاومة
المبرور سيجه
|
وللشهادة سور
حول تربته
|
ما هم تلك
العناقيد التي غضبت
|
وهيكل الإثم،
موتور بسكرته
|
تصدّها أرجل
الأبطال، تعصرها
|
كالسم تسكبها
في كأس خمرته
|
عُد، يا
إمام، فإن الساح في ظمأ
|
لذي الفقار،
وأجج نار ومضته
|
هز المهند
تندك الحصون، أما
|
تبرم السيف
مغلولاً بهدنته...
|
ما زال يذكر
ذاك الحصن صولته
|
بشّر جهنَّم،
واصقلْ حد شفرته...
|
عُد يا إمام،
فأنت الحق في وطن
|
جموح نكبته
من طيش قادته
|
شرّ الوزارة([19])،
من دانوا لقبله، من
|
كانوا لظى
الحرب، صاروا رمز دولته
|
فحش، وبذخ،
وإفساد، ومعصية
|
والسلب
والنهب من أطباع ساسته
|
رجوتك، أكتب
لواليه وعامله
|
مال اليتامى
حرام في شريعته
|
ما جاع منا
فقير([20])،
واشرأب طوى
|
إلا بما متعت
أشداق ثروته...
|
مثاله، فوق
ما يرجون، ليتهم
|
يستلهمون
الهدى، من بعض صورته
|
لبنان يا
بلداً عزت مآثره
|
هذي المآثر،
كانت سر محنته
|
في ظله ترتع
الأديان، ما اكتملت
|
أركان منعته
إلا بوحدته
|
دع عنك ما
لفق الواشون من كذب
|
ما حدثوك به
عن طائفيته...
|
على محياه
لاحت أحمديته
|
وفي الجبين
ضحى من عيسويته...
|
يقوم من رَحم
البارود منتفضاً
|
فاخفض جناحك
واخشع تحت أرزته..
|
جوزيف الهاشم
أيها السادة
العلماء
أيها الحفل
الكريم
في هذه
المناسبة التي تجمعنا اليوم، نحتفل بثالث ولادة.
فبعد مولد الحسين
الشهيد، وعلي ابن الحسين العابد زين العابدين في الثالث والخامس من هذا الشهر،
يولد في منتصفه آخر المعصومين: المهدي المنتظر، حتى ليصح القول: إن شهر شعبان هو
شهر الإمامة والأئمة إلا أنه بمناسبة ولادة الحجة عليه السلام يحسن الجهر بالسؤال،
الذي يتردد في خواطر الكثير من الناس، ليشغل قلوبهم، ويثقل ضمائرهم، فيطرحه بعضهم
على خاصته بتردد وخجل، وآخرون يتهامسون مضمونه يوجل رهيب، وفئة ثالثة تتجافى
التعبير عنه حذار الوقوع في الإثم والكفر، ألا وهو السؤال التالي: هل يمكن أن يوجد
إمام منتظر، يعيش خارج حياتنا، منذ ألف عام وأكثر، ويحتمل أن تمتد غيبته سنوات
أخرى، وربما قروناً أخرى، ليعود هذا الإمام إلى حياة الناس، مصححاً مسارها ليملأها
قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجورا.
هل يعقل ونحن
نعيش في دنيا العلم التجريبي، والموضوعية الملموسة، في زمن الإكتشافات المتطورة
وإبداعات الفضاء، في عصر المعرفة المحسوسة، أن نجد متسعاً في أفئدتنا وفي العقول
لمعتقدات غيبة روحية كهذا الإعتقاد؟
أيها الأخوة:
إذا كان لا
يجوز إنكار مثل هذا السؤال وتخطيه، فإنه لا يجوز أن يبقى سؤالاً حائراً بدون جواب،
فالإثم ليس أن نتساءل عن دقائق المعتقدات ولكن يبقى في حال الشك المستمر تجاهها،
والذي قد يتنافى فيؤدي فعلاً إلى الإثم والكفر.
ويتضح الجواب
في رأينا حين نعرف أمرين اثنين:
-
ما هو موقع الإمام المهدي في منظومة العلاقات بين السماء والأرض والمتمثلة
بالرسالات والبنبوات.
-
وما هي مدى حاجة المجتمعات البشرية إلى مهدي منتظر.
أيها السادة
إذا كان عدل
الله ولطفه أن لا يترك البشرية وهو ربها وبارئها بدون مرشد، فإنه قد أرسل النبيين
مبشرين ومنذرين لكل الأمم وفي جميع الأزمنة مؤكداً ذلك بالآية الكريمة "وإن
من أمة إلا خلا فيها نذير"([22])
وذلك لتبقى رعاية المخلوق تعبيراً عن مسؤولية الخالق، ولتبقى حجة الله على عباده
قائمة، ابتداء من آدم ونوح حتى عيسى أربع رسالات للسماء تحلق حول كل منها عدد من
الأنبياء يبشرون قروناً وأجيالاً. وحدها رسالة الإسلام، خامسة الرسالات وأكملها، كان
لها نبي واحد، وكان التبشير بها خلال ثلاث وعشرين سنة من عمر الرسول الأعظم، فرصة
قصيرة قضى أكثر من نصفها جهاداً وآلاماً، وبقي منها عشر سنوات قضاها بن يثرب ومكة
تأسيساً وتنظيماً فكيف انتشرت واستمرت عقيدة الإسلام وشريعته وهي بحاجة بعد وفاة
الرسول إلى تفصيل مجملها وتحديد مطلقات توضح مطلقها، وبالتالي تحصين مضمونها فهي
لم تكن نظاماً تعبدياً فقط، بل هي نظام كثير التفاصيل متشابك الدقائق.
الواقع أن
الإسلام نفسه تضمن حلاً لمسألة استمراره وانتشاره إذ في جوهره وبنيته دعوة صريحة
إلى وجوب قيام مؤسسة الخلافة، خلافة الرسول، إمامة المسلمين، كما قضت المصادر
المقدسة للتشريع قرآنا وسنة، فكانت الإمامة بالنص من معدن الرسالة نسباً وعصمة،
استكملت ذاتها في اثني عشر إماماً، وعلى مدى قرنين ونصف من الزمان تماماً، وذلك
ابتداء من وفاة الرسول الأعظم.
ولكن ما تميزت
به الإمامة أنها لم تنتهي بوفاة الإمام الثاني عشر بل اختتمت بغيبته لأن منطق
إرادة الله وعدله يقضيان بالغيبة دون الوفاة كي لا تنقطع الصلة بين السماء والأرض،
وكي لا يحدث الفراق وكأن العالم قد انتهى أو أن الله قد تخلى عن مخلوقاته، وهذا
ليس من عدل الله وليس من لطفه.
وليس عبثاً أو
من باب الصدفة أن تكون غيبة المهدي غيبتين، واحدة صغرى حدثت سنة 260 هـ مطارداً من
سلطات الأمر الواقع في ذاك المكان.
وثانية كبرى
بدأت سنة 329هـ وما تزال ليترتب على هاتين الغيبتين ثلاث نتائج تشريعية وإجتماعية.
ففي الغيبة
الصغرى ومدتها 69 عاماً وستة أشهر وخمسة عشر يوماً ناب فيها المهدي في أوساط الناس
وبتكليف سري وفق خطة منظمة أربعة نواب له عرفوا بالسفراء، وكانوا من ذوي الأهلية
الفقهية والتنظيمية، وتوالوا على نيابته بالتتابع، وكأن غاية الإمام من هذه الغيبة
أن يعتاد المؤمنون منطق غيبة الإمام إستعداداً لاحتجاب طويل وليتأسس في هذه الغيبة
من المراجعة الدينية عند المسلمين الإماميين التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، كقطب
رحى في حياة المؤمنين الدينية والإجتماعية ويتولاها المجتهد الأعلم في عصره، وسائر
المؤمنين يكونون له مقلدين وتابعين بالفتوى والإجتهاد.
أما في غيبته
الكبرى، فإن وجود المهدي خارج حياتنا ظل مؤشراً لاستمرار الرعاية الإلهية في آن،
ومراقباً لعملية التشريع والتنظيم لمجتمع المؤمنين في آن آخر. بحيث أن الإجماع وهو
ثالث مصادر التشريع بعد القرآن والسنة أتسم بالقدسية ليس فقط لأنه تعبير عن اجتماع
رأي الأمة موحداً عملاً بالحديث: لا تجتمع أمتي على ضلال، بل لأن حصول الإجماع في
التشريع يكشف عن مشاركة المعصوم، ولا معصوم في هذا العصر إلا المهدي المنتظر،
ولذلك سمي بصاحب العصر والزمان.
أما النتيجة
الثالثة لغيبته وانتظار عودته فهو أن المهدي استمر مؤشر الخلاص وباب الأمل ونافذ
الإنقاذ خاصة وأن تاريخ البشرية المليء بالويلات المتراكمة يؤكد على إخفاق البشر
في حل مشكلات البشر، من الدول العظمى بقواها العسكرية المتعاظمة، وهيمنتها
السياسية المطلقة وتقدمها العلمي على جميع الأصعدة لم تستطع حتى اليوم إسعاد
الناس، بل إن هموم البشرية تتراكم وويلاتها تتعاظم، فمن يمر على الصحف اليومية
ويتحول سمعه على محطات الإذاعة وبصره على أجهزة التلفزيون يخرج بحصيلة مذهلة،
العالم كله في فوضى، من حروب، من اضرابات، من ثورات، من حرائق وزلازل، ومجاعات
يسبح في بحر من الظلم والظلامات والإنسان عاجز عن معالجة هذه الظواهر، واللبنانيون
ليسوا بحاجة إلى مَثَل لأن واقعهم هو المثل الأمثل، فأزمتهم القاتلة وحالة
الإختناق المادي والأمني والسياسي التي يعانون منها، لم تتمكن دول العالم الكبرى
من معالجتها والإيمان وحده كان متنفسهم، لقد ازدادت حالة الإيمان في لبنان، وازداد
التطلع إلى المهدي المنتظر الذي كان تعبيراً عن إرادة الله بخلاص البشر، حتى ليبدو
أن الإعتقاد بالمهدي أمان من الإحباط واليأس والكفران.
وهكذا فإن
الإيمان بالمهدي ليس ظاهرة أسطورية، ولا مغالاة إيمانية ولكن حاجة عقلية ذهنية
ملموسة وواقعية، وما التبشير في الديانة المسيحية بالمخلص ألا قرينة على هذه
الحاجة، وما توافق علماء المسلمين على مختلف مشاربهم ومدارسهم حول انتظار
"مهدي" يظهر لصيانة الإسلام إلا قرينة ثانية.
أيها المهدي
المنتظر، لقد عجزت كل الدول بمآلها وسلاحها وسياستها وبقيت دولتك الأمل والمؤمل.
أقبل علينا فقد
طال المدى ... فد تكون على قاب قوسين أو أدنى في الزمان وفي المكان، لعل الموعد
قريباً يا أيها الإمام المنتظر، أمين رب العالمين!
د. كاظم مكي
في 13/2/1993
حفلة
تكريم للمرحوم الأستاذ أنطون الصايغ
عام 1964
كانت مدينة النبطية ولا تزال مثال التآخي الإسلامي –
المسيحي، ونموذجاً حياً في الإلفة والمحبة. وتجلة ذلك في تكريمها رموزها في شتى
الحقول التربوية والثقافية والإجتماعية والوطنية. ولا غرو فكل إناء بالذي فيه ينضح
وفاقد الشيء لا يعطيه.
ففي عام 1964، أقامت احتفالاً لفقيد التربية والعلم
المفتش الأستاذ أنطون الصائغ نجل الأشمندريت الصائغ راعي أبرشية النبطية في احتفال
كبير في النادي الحسيني بحضور رجال الفكر والأدب والتربية. إذ أن المرحوم كان
مدرساً في المدرسة الرسمية في الثلاثينيات من هذا القرن وعين مديراً للمدرسة
التكميلية الرسمية للصبيان عام 1949م ثم عين مفتشاً في وزارة التربية الوطنية
والفنون الجميلة عام 1952م وبقي في هذا المركز إلى أن وافته المنية عام 1964م.
وهذه رائعة العلامة الشيخ عبدالله العلايلي في هذه
الذكرى:
أيها الحفل الكريم:
قيل لي أنت فيمن يتكلم... ولو خيرت لاخترت أن أحيا
الراحل الكريم في هذه اللحظات النشوى، ذكرى سخية بموقعها كانسكاب السحابة، ومتأملة
في استشفافها كخطوة الوحي... من أن أحياه كلمة قد تضيق عن كنهه، وتنكمش حواشيها عن
عميق ذاته. فالكلمة يوم جاءت جاءت مع المادة على مقدار.
ثم أي شيء هي الكلمة فإنها فيء نحن نجسده من اعتباراتنا
لتجيء في أقصى طاقتها من بعد، مثلما تعرف من صور ليست تعي من حكاية الحياة إلا على
حكاية أشباحها. ولكنها – أي الكلمة – وهذا ما يبيحها في الموقع الطيب – بناء
كالمحراب الذي هو لفتة إلى الروح في الأحجار. وفي جنبات معراج الروح لراحلنا
الكريم أبت كلمتي، وعساها أن تكون لفتة صادقة أو شيئاً منها. وقرباناً مقبولاً أو
شيئاً منه، وأنفاس صلاة في محرابه وإن لم تكنها فحبات زيت في سراجه عند بابه.
أقول في هذا التذكار المفعم باستشعار الخشية، لا نواجه
موتاً كما درجت عادة الموت الذي يسعى في دروب الناس يسعى من الفواه.. بل نواجه –
وهنا جلال روعته: روح الوطن "لبنان" في ملامح رجل، شاء أن يكون التعبير
الحي، لمغزى أفيائه وأندائه، لمغزى أعاصيره وأنوائه لمغزى تعاليه وشموخه.
أن حكاية الأرز السرمد، وعرف منه يضرب عند عتبة الأزل
إلى عرق منه ينبسط عند عتبة الأبد هي حكاية كائننا الذي وعى أهازيجه، أي وعي أنبل
ما في القلب الإنساني من أهازيج.
أيها الفقيد الغالي، كنت معلماً تعطي بسخاء.. ومن عبقرية
هذه اللغة أن الكلمة فيا ليست دلالة فقط، قدر قيمة أيضاً فهي إذ تنهض بالتعبير عن
الشيء تقدر له قيمته ولا ينقطع فيها جانب من جانب. ليظل الشيء معنى في القيمة فلا
يبخص، ولتظل القيمة معنى في الشيء فلا يتحدر عن محله.
المعلم كلمة ليست تشير فقط إلى كائن يشتق من ذات لإطعام
الآخرين الجياع. أو إلى زارع من زراع ينهض مع البكور غداة سحرة ندية يستنبت
الإنسان الأفضل في الزمان بل هي كذلك تشير إلى قدر من القيمة حيث جاءت مشتقة من
مادة فيها العلم والعلم كما نعرف جيل يبتلع رأسه ممعنا في الأجواء حيث الآفاق
الفساح. وحيث لا يبلغ إليه إلا الظن. ففي سر الحرف أن المعلم علم يستشرق بين يدي
من عند السفح الطريق المضمر. فلا يثنيه الركب في الدرب الحائر الطويل.
وأن صخراً لتأتم الهداة به: كأنه علم في رأسه نار. قلت
من عبقرية هذه اللغة تجمع الدلالة والقيمة تمزجهما نحواً على نحو ولوناً على لون لتكون
الكلمة فالكلمة بنفسها هي عنوان وهي تقدير، هي العمل وهي الجزاء هي التكليف وهي
التشريف.
وبحسبنا أن السيد له المجد أقام بناءه الإنساني الشامخ
بيده معلماً، ليطل المعلم كرامة مطلقة في قلب الإنسان، والنبي الهادي رشف من معين
قلب الله بصفته معلماً. وانطلق في دنيا الناس وشعاره، وقل رب زدني علما، ليظل
المعلم وحرف منه يشير إلى ألوهة وحرف منه يشير إلى هداية، وبينهما قال قائل
التاريخ، معجزة تكونت وإنسانية مثقلة بالعطاء انطلقت.
"قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أكرم أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفساً وعقولا"
بحسبك أيها الفقيد الغالي أنك كنت معلماً، أي كنت كرماً
على درب في واحتنا هذه المليئة بالعوسج يجد عندك المكدود الذي أثقلته قدماه ثمراً
وفيئاً، وشيئاً فوق الثمر والفيء وفوق الأنداء والظلال أنه تألف أقدس مثل جلال
الهيكل الذي في قلبك الكبير معناه، وسماحة طهر مثلما تأخذ العيون في وجوه الأبرار
وطمأنينة مغتبطة بالتضحية كان لها خير في وجوه الشهداء.
أنت عندما يوماً كنت تصنع الحياة عطاء كريماً، فحال في
عتمات دروبنا مصابيح... ونحن الذين هنا في الضياء ضياءك، هيهات أن يخالطنا حس
بفقدك، فمن ذا يقول، إن استمرار الفعل ليس استمرار الفاعل، وإن اتصال العطاء ليس
عطاء جديداً.
نعم، لقد استحلت قيمة في وعي الحياة، حياتنا، فنجدك
فينا، في الخلجة في النهضة، في السعي المنشى في العمل الباني.
بحسبك إن فتيات وفتياناً صنعتهم معقد أمل ورجاء، سوف
تنتظمهم روح الوطن قصيدة عصماء في بعض حروفها طهر وفي سائرها نقاء فتميل عليها
فتقبلها شفاه السماء. إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه.
إحتفال تأبيني للمرحوم الأستاذ سميح دخيل شاهين
في ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة المربي سميح دخيل
شاهين أقامت مدينة النبطية حفلاً تأبينياً له في النادي الحسيني وذلك نهار الأحد
في 25 آب 1996م.
عين المرحوم مدرساً في المدرسة الرسمية في النبطية ثم
انتقل إلى إدارة المدرسة التكميلية الرسمية التي عرفت "بالسميحية" طول
فترة توليه الإدارة أي زهاء 40 عاماً. وكان صاحب شخصية قوية وكلمة مرتجلة عفوية
وعصا لاذعة إيماناً منه بقول سليمان الحكيم "إذا أردت أن تؤدب إبنك فهيئ له
القضبان حزماً"، كان من المقربين للمرحوم المقدس الشيخ محمد التقي الصادق
أمام بلدة النبطية الذي أطلق عليه لقب "الشقي المحبوب" لأنه يبرر مواقفه
وتصرفاته بحكمة وصراحة وواقعية. عام 1982 أحيل على التقاعد وأقيمت على شرفه حفلة
في وادي الليمون قرب صيدا حضرها قائمقام النبطية آنذاك الشيخ حليم فياض والأساتذة:
أحمد جابر – حسين سلامة – محسن ترحيني وغيرهم.
المربي الأستاذ حبيب جابر كان أو المتكلمين، تمنى على
أولي الشأن: أن يطلق اسمه على المدرسة التكميلية الرسمية للصبيان وإلغاء قلم
الإقتراع المعروف بقلم حي المسيحيين وإلحاقه بأقلام إقتراع حي الميدان استبعاداً
للتمييز الطائفي القائم منذ عهد الإنتداب وتوالى على الكلام السادة: الدكتور ماجد
بعلبكي والأستاذ إبراهيم سرور والأستاذ مصطفى عواضة والأب يواكيم والشيخ عبد
الحسين صادق إمام بلدة النبطية وكلمة شكر من نجله سامي سميح شاهين.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحسين صادق في كلمته:
"إذا كان لزاماً على المواطن الصالح أن يخدم ويعطي
مجتمعه وتالياً وطنه، فمن الجميل والحكمة في آن أن يذكر المجتمع والوطن أبناءه
العاملين والمخلصين بالخير ويعتز بهم، من هذا المنطلق تقف مدينتنا العزيزة في هذا
الإحتفال التأبيني للإعراب عن الوفاء والتقدير لواحد من أبنائها ورجالاتها الذي
أعطوها وخدموا أجيالها زهاء أربعة عقود متواصلة ونيف في واحد من أهم ميادين
الحياة، عنيت به ميدان التعليم والتربية والذي على أساسه تتمايز وتتفاضل المجتمعات
والشعوب في سلم الرقي والنجاح والتقدم فهي بكل تواضع ومحبة تشعل في هذه الذكرى
شمعة وفاء وتقدير وحب للراحل المعلم المربي، وميزة أخرى حفظتها وسجلتها للأستاذ
سميح، بلدته، طيبته، وسماحته وحرصه الأكيد الدائم على التعايش الكريم بين أبناء
المجتمع والوطن، ويبرز ذلك في وضوح، في كلماته وفي مجمل سيرته وتعاطيه الأمور أن
داخل صرح المدرسة ومع زملائه المعلمين ومع تلاميذه وطلابه أو خارج هذا لاصرح.
نتطلع ونحن نتكلم حول التعايش الذي نؤمن به جميعاً إلى أن يكون فاعلاً بل أن يشكل
تياراً مؤثراً في مواجهة كل الأحداث والمفاسد التي تتغلغل في المجتمع
اللبناني".
وثيقة تاريخية من بلدة كفرصير – قضاء النبطية
عام 1943 م -1364 هـ
- محرر الوصية الشيخ أسد الله ريحان من
بلدة كفرصير. درس في النبطية بداية هذا القرن مع زملائه: سليمان قميحة وحسين حمزة
قميحة وعلي مشيمش واقتصرت الدراسة على المعلومات الأولية في مدرسة السيد حسن يوسف مكي.
وكان الشيخ أسد الله ريحان شاعراً وأديباً وله "كتاب" في البلدة ثم
انتقل إلى بيروت وفتح مدرسة خاصة في حرج تابت في فرن الشباك لتواجد سكن أهالي
بلدته هناك وكانت المرحومة أم يوسف حمود الخليل تؤجر داراً لسكن العمال هناك وهي
شقيقة المرحومة أم كاظم الحاج علي ووالدة أستاذ الرياضة البدنية في النبطية
الأستاذ حسن الخليل عام 1943م في المدرسة الرسمية.
- صادق على الوصية السيد عبد الحسين
نور الدين وهو إمام نبطية الفوقا وكان يزور كفرصير لأن والدته من آل سبيتي وهو
شاعر وأديب وله ديوان شعر وتوفي عام 1950م.
- الأثاث: الفرشة – اللحاف – الطنجرة –
السخانة – لَكَنْ – صحن.
- العقارات: التينات – البدوية –
المربعة – المشجرة.
تكريم الأساتذة المتقاعدين
أ-
ثانوية الصباح الرسمية تكرم المربي الأستاذ مصطفى الحاج علي:
في رعاية وزير التربية الوطنية الدكتور زكي مزبودي كرمت
ثانوية الصباح الرسمية في النبطية بتاريخ نهار الأحد في 15 حزيران 1994 المربي
الأستاذ مصطفى الحاج علي لإحالته على التقاعد من بلوغه السن القانونية.
نشأ في بيت علم وثقافة وعصامية وأمضى ريعان الشباب في
التدريس وعلمنا في الصف الرابع تكميلي عام 1951 مادة "الأشياء" (العلوم)
وأحضر بابور كاز ووضع عليه طنجرة ورق فيها ماء إلى جمامها وأشعل البابور زميلنا
الطالب حسن عبدالله كحيل ويحقن البابور الطالب حاتم صباح وفجأة فتح الباب على
مصراعيه ودخل مدير المدرسة التكميلية الرسمية الأستاذ أنطون الصائغ يتقدم معالي
وزير التربية الأمير رئيف أبي اللمع والشيخ أحمد رضا والشيخ أحمد رضا والشيخ
سليمان ظاهر وبهيج بك الفضل والأستاذ عبد اللطيف فياض والسادة أبو علي فقيه وأبو
عليقة و... ... أخذ الأستاذ مصطفى يشرح هذه التجربة ووضع بيضة في الطنجرة فكان لها
الوقع الحسن عند أعضاء الوفد ومن تلامذة هذا الصف آنذاك: حاتم صباح – علي الحسن –
عدنان الشريف – عادل فياض – حسين علي أحمد – عبد الحسن عميص – راشد فحص – حسن
عبدالله كحيل – حاتم عباس – محمد فياض – هاشم شرف – أحمد دويك – محمد رمال – الياس
حداد – نزيه الأمين – فخر الدين فلحة – حسين الجندي – محمد علي مكي – خليل ترحيني.
ب-
المربية السيدة فريحة الحاج علي
كرمت جمعية تقدم المرأة في النبطية المربية السيدة فريحة
الحاج علي مع إحالتها على التقاعد من 40 سنة في مهنة التدريس وإدارة المدرسة
الإبتدائية المختلطة في النبطية والتي باتت تعرف بإسمها وذلك نهار الأحد في 15
حزيران عام 1994م في قاعة ثانوية الصباح الرسمية حضره النواب والمسؤولون التربويون
والفاعليات الثقافية والإجتماعية. وتوالى على الكلام السيدات والسادة: ليلى صادق –
سلمى علي أحمد – الدكتور رضا سعادة والمحافظ الأستاذ غازي زعيتر والنائب بهية
الحريري وكلمة شكر للمحتفى بها.
ج- المدرسة
النموذجية الرسمية تكرم المربي الأستاذ عبد الحسن عميص
نهار الخميس الواقع فيه 25/11/1993م أقامت الأسرة
التربوية في المدرسة النموذجية الرسمية إحتفالاً حافلاً تكريماً للأستاذ عبد الحسن
عميص لإحالته على التقاعد عام 1993م حضر الإحتفال رئيس دائرة التربية في الجنوب
والتفتيش التربوي ووجهاء النبطية والمنطقة وفاعليات تربوية وثقافية.
عرف بالخطباء الأستاذ عبدالله سليمان مهدي وهو بالتعريف
ابن بجدتها وأول المتكلمين كان الدكتور رضا سعادة الذي ارتجل كلمة بليغة قائلاً:
"هذا العام الدراسي أهدينا المدرسة تنويه عدد 2 لحسن سير العمل والنتائج
الباهرة في الإمتحانات الرسمية وهذا تنويه ثالث تكريماً للأستاذ عبد الحسن عميص
الذي نجل ونحترم... ثم تلاه الأستاذ أنور بيطار والسيدة هناء ترمس وصاحب التكريم،
والكلمة الأخيرة كانت لمدير المدرسة النموذجية الرسمية الأستاذ علي نور الدين.
نص كلمة المحتفى به الأستاذ عبد الحسن عميص:
سعادة رئيس الدائرة التربوية في الجنوب الدكتور رضا
سعادة المحترم.
حضرة المفتشين التربويين الدكتور قاسم بيضون والدكتور
محسن جواد المحترمين.
أيها الأخوة الكرام..
ملاحظة بسيطة أود إبداءها وهي خلاصة ما استنتجته خلال
عملي في حقل التعليم، وهي أن النجاح في كل عمل مرده إلى حسن الإدارة والإنضباط وجو
الإلفة والتعاون المتبادل بين فريق العمل وسر النجاح في هذه المدرسة النموذجية
الرسمية تنطبق عليه هذه المواصفات المذكورة.
لا تخلو حياة الفرد من محطات بارزة في مسيرته تفرض عليه
نمط الحياة التي يعيش وكم نكون سعداء ساعة الحصول على العمل وتأمين لقمة العيش وما
أن نقطع شوطاً حتى يبدأ التذمر من الوتيرة الواحدة وهذا شأن كل منا حتى قيل: كل من
تلقاه يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن.
والرسول الكريم(ص) يقول: "إعملوا إعملوا
فكل ميسر لما خلق له" وكأنه (ص) يعني بذلك التكامل والتكافل الإجتماعي الذي
يفرض على كل منا أن يعمل ضمن الطريقة التي يسر له الله. وكذلك نكون سعداء وربما
بنفس المستوى الأول عندما نلقي عصا الترحال ونخلد إلى الراحة بعد العناء الطويل في
مسيرة العمل الشاقة وتزداد السعادة وتعظم عندما ينبري لك أناس طيبون يباركون لك
الجهد الذي قدمت ويعترفون بالتعب الذي عانيت لا لغاية في نفوسهم ولا لمنفعة
يرجونها منك، دافعهم إلى المبادرة شعور نبيل وضمير حي وصفاء قلبي نير، انطوت
نفوسهم الكريمة على هذه الصفات. وهذه لعمري هي المروءة الخالصة التي قل وجودها في
زماننا هذا، وأراني أقف أمام هذه المبادرة الطيبة فخوراً ومعتزاً بكم أيها الزملاء
الكرام فرداً فرداً وخاصة مدير مدرستنا الحبيب الذي يحرص معكم وبكم ويسهر أن يكون
العمل نموذجياً وأن تبقى المدرسة هي النموذج المحتذى في حسن التربية والتعليم وأن
تكون الأولى والسباقة في مضمار العلم والنجاح.
من الحكم المأثورة "أعرف الحق تعرف أهله ولا يعرف
الفضل إلا ذووه" وقال الشاعر:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها
فيا من حافزهم الشوق إلى النجاح ويا من يكابدون مرارة
المعاناة في العمل الدؤوب المخلص ويا من يعيشون الخصاصة في المال: إليكم وبكم أزف
التكريم الذي تستحقون فأنتم بناة الوطن الحقيقيون وأنتم التقدم والرقي وبكم تزدهر
الحياة ويزدهر المجتمع وتترسخ قواعد التربية والأخلاق، أنتم روح الوطن وشبابه
وعنفوانه فلكم كل التقدير والإحترام وإن يبخسكم المجتمع حقكم فالله تعالى لن يترك
أعمالكم والسلام عليكم.
عبد الحسن عميص
كلمة الأستاذ علي نور الدين مدير المدرسة النموذجية
الرسمية في النبطية:
أيها الحفل الكريم:
في هذا اللقاء التربوي الميمون الذي يفوح منه أريج عطر،
هذا الأريج يتحول لينعقد في صدور المخلصين من حملة الرسالة التربوية شحنات وطاقات
ليعطوا أفضل، وما لقاؤنا اليوم لقاء المسؤولين التربويين جميعاً بالرغم من تحملنا
هذه المسؤوليات وما يتجسمه كل منا وخاصة في هذا الظرف بالذات.
ولكن يحدو بنا الأمل نحو رسالة أفضل ويدفعنا الإخلاص
والتضحية في سبيل أجيالنا لنبدد الظلمات ولنقوي مداميك هذا الوطن الذي كفاه خراباً
وتخريباً.
أيها الحفل الكريم:
نحن اليوم على موعد مع عرس التضحية والوفاء والإخلاص
للذين أدوا رسالتهم خير تأدية وقاموا بواجبهم خير قيام فكان لا بد من هذا اللقاء
المحفوف بالعطر الطيب أن نضع على صدورهم أوسمة تقدير واعتزاز منا لما ضحوا به،
وهذا الإجتماع اليوم خص لمرب، لفارس تربوي عمل مدة واحد وأربعين عاماً من العطاء
والتضحية لم يهمل لم يقصر، كان جندياً دوماً في خندقه، وأبا رؤوفاً وحنوناً
لتلامذته ناهيك عن العلم والعطاء لهم يعود لمراجع كثيرة يزودهم يقول دائماً كي
نبدد الجهل، لنخلق رجالاً صالحين، الأستاذ عبد الحسن عميص واحد منا عرفناه لسنوات
خلت، عرفنا فيه الخصائل الحميدة وصفات طيبة، لم يكن مربياً ومعلماً فحسب، ولكن
تعدى ذلك كما أعرفه ويعرفه أبناء مجتمعه إلى نشاطات عدة إجتماعية ثقافية، إنسانية.
ما انتدبه يوماً إلى عمل خير إلا ولبى: يساعد الأرامل والمحتاجين، يبلسم جراح هذا
وذاك، هكذا إنساناً رائعاً في هذه التصرفات الرائعة والسمة البارزة التي تحلى بها
إلى جانب تلك الصفات التي ذكرت: سمة التواضع لا عن ضعف بل سمة في الفكر وعلو في
النفس مع تعاليم الرسالة السماوية وتمشياً مع أئمتنا (ع) بهذه السمة الرائعة التي
تحلى بها اسمحوا لي أن ألقب هذا المربي وهذا الفارس تسمية المربي الكريم لصفات عدة
ذكرتها. أنصرف الأستاذ عبد الحسن عميص وتركنا في معمعة الرسالة التربوية في هذا
الهم الكبير بعد أن أضاء لنا واحداً وأربعين شمعة، انصرف عنا بعد أن ترك لنا ذكرى
رائعة دائماً نتذكره حتى في محنتنا وفي الأوقات الصعبة التي تمر بها المدرسة وما
كان يقوله من حكم، كان موقعه مع الإلفة والمحبة يحاور محاورة بالنفس المستند إلى
الفكر متذكرين قول الشاعر:
المرء يذكر بالجمائل بعده فاعمل لنفسك كي تكون جميلا
وأعلم بأنك سوف تذكر مرة فيقال أحسن أو يقال أساءا
بإسمي وبإسم أفراد الهيئة التعليمية نقول لك أيها المربي
الفارس الذي ترجل عن فرسه وترك العنان لنا: لئن بعدت عنا دوماً نستضيء بهذه
الشمعات المنيرة التي تركت سائلين الله عز وجل جميعاً أن يمن عليك بمزيد العمر
ملؤه الصحة والعافية.
علي نور الدين
"وخير جليس في الأنام كتاب (المتنبي)"
كتب صدرت في مكتبة الطليعة في النبطية:
- تحليل الأزمات الإقتصادية: لدانييل أرنولد ترجمة الدكتور
عبد الأمير شمس الدين صدر حديثاً عن المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع في
بيروت 1939م.
- العامل اليريزوسي السلبي والحمل: الدكتور جمال عميص
جامعة تشرين كلية الطب مكتب بيطار – اللاذقية.
- معالج التاريخ الأوروبي: تأليف الدكتور محمد أحمد ترحيني
يعالج الجوانب السياسية والحضارية لتاريخ أوروبا في عصرها المسماة "العصور
الوسطى" ويتناول فصول احتضار الإمبراطورية الرومانية وانتشار المسيحية فيها،
ويدرس تاريخ البرابرة والنظام الإقطاعي في أوروبا 1994م.
- عواصف الحرب وعواصف السلام: محمد حسين هيكل. 3 مجلدات
يتضمن "المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل". دار الشروق 1996م.
- الشيعة والدولة في لبنان. ملامح في الرؤية والذاكرة، دار
الأندلس، بيروت 1996م.
- الوطن الإسلامي بين السلاجقة والصليبيين، السيد حسن
الأمين، دار الغدير، بيروت، 1996م.
- تاريخ الزرارية، تأليف الأستاذ خليل شرف الدين، دار
مكتبة الهلال، بيروت، 1995م.
- معجم ديانات وأساطير العالم، إعداد د. إمام عبد الفتاح،
إمام رئيس قسم الفلسفة، جامعة الكويت.
-
ليلة القدر: الطاهر بن جلون.
-
الإسلام والإيمان: الدكتور محمد شحرور.
-
الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة: الدكتور محمد شحرور.
الحلقة الأخيرة من أسماء العقارات في بلدة عبا
الجهة الشرقية:
الحمارة عريض عين
السفلى بيدر زيدان المهبر
عين بيارة عين الفوقا المدور السموقة
عريض التين سماميق العكر جل الدرب عين جواد
الرجم المفلسة خلة الزيتونة
نقابات عمالية
في النبطية:
نقابة مزارعي التبغ: 1962م نقابة مزارعي التبغ: 1993م
عبدالله الحاج حبيب
ياغي
محمد سليم بزي حسن
حايك
سعيد محمود فواز حسن
قاسم فقيه
بولس بركات علي
فحص
نصري يوسف ديب طانيوس حسين
علي خليل
محمد علي جابر علي
شقير
صبحي بدر الدين ذيب
نزال
علي محمد صفا حنا
البدوي
عبد الحسين توبة ناصيف
حسن حمود
دخيل شاهين صبحي
حمادة
عبد الرؤوف غندور محمد
سويدان
سليمان مارون عون إحسان
حجازي
أخبـــار محليــــة
وحدثتني يا سعد عنهم...:
1- إن سوء الظن من حسن الفطن:
زار الدكتور محمد سلوم الأستاذ حسن حامد في مكتبه (الهاتف) ليشرح له الحالة
السيئة التي وصل إليها نادي الشقيف بإشراف الهيئة الإدارية الجديدة معدداً
ومتوعداً ويجب التقويم لئلا ينحرف النادي عن مساره الثقافي ورسالته الفكرية
والإجتماعية... إنتفض أبو حسين وقال له: حالاً يا ألله نعمل برقية للشيخ عبد
الحسين صادق.
2- التقى الصحافي الأستاذ علي هاشم من حاروف قضاء النبطية
ومراسل النهار في الخليج أحد المشايخ فسأله هذا الأخير:
من أية قبيلة
أنت
فأجاب: من
قبيلة النهار
ومين شيخ
القبيلة: فأردف: التويني.
ومن أي فخذ:
فخذ أبو جودة.
3- عام 1974م، سرق أهالي بلدة عين قانا كراسي مجلس النواب.
وزينت بيوت البلدة وفرنداتها، فأحيط علماً بذلك رئيس مجلس الوزراء رشيد كرامي،
وعندما حان انعقاد مجلس النواب سئل أين تعقد الجلسة فقال: في عين قانا.
4- نظراً للضغط المتزايد للتسجيل في المدارس الرسمية كل عام
وخوفاً من تسريب الطلاب الكسالى إلى صفوف المدرسة الرسمية في النبطية بإدارة
الأستا أحمد جابر أبو وسيم كان الأستاذ أحمد جابر ينصح الغير مرغوب بهم من الطلاب
أن يذهبوا ويسجلوا أسماءهم في مدرسة قبر السيد (يعني المدرسة العلمية أو المدرسة
الرسمية الإبتدائية الواقعتان بجانب مقام قبر السيد حسن يوسف مكي).
5- قصدت قريبة من الرئيس فؤاد شهاب طالبة وظيفة لإبنها.
فعرض عليها توظيفه في بنك أو في شركة فرفضت إلا تعيينه في الدولة لأنه فيها براني.
وقال المعري:
كن من تشاء مهجناً أو خالصاً وإذا
رزقت غنىً فأنت السيّدُ