الثلاثاء، 2 أبريل 2013

النبطية مدينة العيش المشترك

زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في النبطيةالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للنبطي
  البطريرك الراعي الى جانب  الشيخ عبد الحسين صادق - حسينية النبطية 


نهار السبت الواقع فيه 22/12/2012 م أعلن من مسجد مدينة النبطية أنه ستقام ذكرى للمرحومة والدة سعادة الرئيس الأول في قصر عدل النبطية القاضي برنار الشويري وذلك نهار الاحد الواقع في 23/12/2012 في النادي الحسيني في النبطية من الساعة العاشرة والنصف صباحاً حتى الساعة الحادية عشر والنصف.
و في هذا الوقت وقف سعادة الرئيس الأول مع ذويه ونواب النبطية وإتحاد البلديات والمجلس البلدي في النبطية يتقبلون التعازي مع تلاوة آيات بينات من القرأن الكريم.
بدأ الوافدون يؤمون النادي الحسيني من مدن وقرى جبل عامل يتقدمهم علماء ورجال دين المسلمين والمسيحيين وشيوخ عقل الدروز والاعيان والفاعليات الحزبية والاندية والجمعيات الاجتماعية والثقافية زرافات ووحداناً يقدمون التعزية ,وسط جو من الإلفة وكأن النادي الحسيني: حسينية و كنيسة وخلوة.
أثناء ذلك وقف الرئيس الأول يتقبل التعازي مع لفيف العلماء والوجهاء في المنطقة وكأنه زرع في جبل عامل مع حبات القمح وشتلات التبغ.
وكثير من الحضور لا يعرفونه شخصياً ولكنهم يتلمسون حضوره من خلال مسلكياته المستقيمة في القضاء, وهذا ديدن اللبناني الذي يشارك إخوانه في الافراح والاتراح من غير تفرقة بين عنصر أو دين.
هذا الموقف الحضاري ليس بجديد على هذه المدينة ولا على أبناء جبل عامل إذ يعتبرونه واجباً وطنياً وإنسانياً في الماضي و الحاضر والمستقبل.
ولعل هذه المناسية تترجم حال اللبناني في كل مكان, تجاه أخيه اللبناني حيث يتشاركا في الشدة
 والرخاء وقد ظهر ذلك على لسان الادباء والشعراء وإهل الفكر والقلم أمثال المحترم الأب الخوري اسكندر الهاشم. هذا الفرع الطيب من الاصل الطيب أسعدنا بمقالته الوطنية في جريدة "النهار" الغراء بتاريخ 14/4/2010 إذ جاء في المقدمة :
  برنار الشويري: القضاء في المحراب والضمير
في النبطية وجوارها حركة مباركة تسعى الى إظهار الوجه المشرق لهذه المنطقة العزيزة من لبنان, وتكمل مسيرة شعب يسعى بكل قوته الى تحسين صورة لبنان وظروف الحياة الكريمة. وما اللقاء في إحدى كنائس النبطية إلا علامة بيّنة وجلية لما يختزن هذا الشعب من اصالة ورقي وقيم.
إن وجود إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق خطيباً في محراب كنيسة الروم الملكيين أمام حشد متنوع ومتنور وطيب. والمناسبة صلاة على نية ضحايا الطائرة الاثيوبية. رمزية لها دلالاتها ومعانيها وأبعادها, ولحظة تشير بوضوح الى عمق الالفة والمحبة و العيش الوطني بين  مكونات ابناء الجنوب.
ونحن إذ نثمن مبادرات جليلة ومباركة تسعى الى ترسيخ الحياة الوطنية المشتركة وتأسيس توجه إنساني خالص يتجاوز التنوع والاختلاف ليذهب الى لب الوجود ومعنى هذه التنوعات وايجابياتها وقيمتها, لاننسى عمل رئيس محاكم النبطية القاضي برنار الشويري الذي,منذ لحظة وجوده في محكمة النبطية,أرسى أسلوب عمل جديد وطريقة تواصل انساني أسست بدورها لحس أخر ساهم في زيادة الالفة بين الشعب وقضاته, فتغيرت النظرة الى القضاء من خلال حضوره الباكر الى مكتبه وتنظيم ملفاته وإضفاء الجمال على محراب القضاء وهيكله,بعد اسهامات هذا القاضي قي تنظيم سير العمل حضورا وتواصلا وانتباها وتصويباً للعمل القضائي اليومي لتكون المحكمة كلها في خدمة المواطن والعدالة, وأثمرت جهوده وعمله الدؤوب والصامت في ترسيخ العلاقة بين القضاء والشعب وبين الرئيس والمرؤوس, وأسست لمنطق آخر يؤكد ان الدولة بكل اجهزتها ومؤسساتها ساهرة على رعاية شعبها وتوفير الكرامة والاحترام له, وهذا هو معيار الدول الراقية ومقياس العمل الجاد والصادق. آمل ان يكون الاسلوب الجديد الذي وضع اساساته القاضي برنار إسلوبا تتبعه المحاكم اللبنانية كافة صوناً لكرامة الانسان وأحقاقاً للعدل. وتدليلا على ان القاضي ليس موظفاً مسجوناً في غرفة مقفلة, بل هو صاحب باع طويل في عملية المصالحة والعيش المشترك, مساهماً فعالا في تحديد الثقة والعدالة."
وعلى سبيل المثال لا الحصر شهد النادي الحسيني في النبطية احتفالات تكريمية منها:
1-   عام 1957 م إحتفال تكريم للمرحوم المفتش التربوي الاستاذ انطون الصائغ تكلم فيه المرحوم الشيخ عبدلله العلايلي
2-   في الثمانيات احتفال تأبين لمدير المدرسة التكملية الرسمية الاستاذ سميح دخيل شاهين
3-   نهار الثلاثاء الواقع فيه 9/12/2009م سجي جثمان الصحافي المرحوم إدمون شديد في ساحة النادي الحسيني بناءً لطلبه ووفقاً لما جاء في جريدة "النهار" بتاريخ 8/12/2009م.
"يحتفل بالصلاة لراحة نفسه الساعة الاولى بعد ظهر غد الثلثاء في كنيسة القديس جاورجيوس للروم الارثوذكس في مرجعيون بعد نقل جثمانه من بيروت والتوقف – بحسب تمن منه – في محطة وداعية أمام حسينية النبطية المدينة التي أحب. و تقبل التعازي قبل الدفن وبعده في صالون كنيسة موجعيون."
4-   نهار الاحد في 25 أيلول 2012 وقف على منبر النادي الحسيني في النيطية سماحة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي, مع إمام النبطية وجوارها سماحة الشيخ عبد الحسين صادق, مخاطباُ الجماهير الحاشدة, يدغدغ الطهر مقلتيه و تطيب الابتسامة في شفتيه, بندائه:                 "يا أهلنا"
بصوت تردد صداه في مدن وقرى جبل عامل ووديانه وسهوله وجباله فهو رمز "للشراكة والمحبة" فهذه هي مدينة النبطية رمز النهوض الوطني الحقيقي في العيش والحياة دون تصنع او رياء..
تبقى ذكرى المرحومة والدة الرئيس الأول سعادة القاضي برنار الشويري خالدة في بال أهالي النبطية والجنوب وخالدة في ذاكرة الوطن والوجدان.
      خليل توفيق ترحيني
     رئيس تعاونية موظفي الدولة فرع الجنوب سابقاً
    15-1-2013 النبطية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق