العرايس
(مكان أثري غربي بلدة عبا)
مجلة شهرية، وثائقية، ثقافية، وبلدية خاصة
العدد الرابع – الخميس في 15/ آب /1996م
إعــداد وإشـــراف:
خليل توفيق حسين ترحيني
(أبو بشار)
عبا – الجنوب – محافظة النبطية
الفهـرسـت
Å
كلمة للمجتهد
السيد علي ابراهيم
Å
قصيدة
لمتقاعد: السيد حسن إبراهيم الحسيني
Å
البيوت والدور
Å
وثيقة تاريخية
Å
رد الأستاذ
عباس ترحيني على الصحافي الأستاذ جبران تويني
Å
دور النخبة
المثقفة للأستاذ علي سبيتي
Å
كتاب للسيد
حسين علي يونس عام 1956م
Å
السيد وهبي
جواد ترحيني والمولد النبوي الكريم
Å
قول للإمام
زين العابدين(ع)
Å
فيزيائيات
مقال للأستاذ عادل حرقوص
Å
رسالة من
الشيخ محمد جواد مغنية
Å
قصيدة لأبي
العلاء المعري (عللاني)
Å
وثيقة تاريخية
– حجة بلدية من كفرصير
Å
قصيدة لعمار
ترحيني
Å
أخبار الشباب
من كلمة سماحة العالم المجتهد السيد علي ابراهيم في ذكرى أسبوع
الحاج عبد المنعم شعيب (أبو سامي)
في النادي الحسيني في صيدا
الأحد في
27/11/1978
ما زلنا ونحن
في جبل عامل نسمع كل يوم حكاية عاملي قد يجترح معجزة التفوق والوصول المذهل إلى
أسمى المراتب منطلقاً من اللاشيء، معتمداً على عمله الدؤوب وذكائه المتوهج. غير
هياب لما يعترض طريقه من عقبات، حتى ليكاد يرتبط الإسم العاملي بالعصامية ولا أعني
بالعصامي إلا ذلك الإنسان الطموح النبيل الذي يسلك للوصول إلى مطامحه طريقاً
مستقيماً لا انحراف فيه عن القيم الأخلاقية والمثل الإنسانية الرفيعة والإنزلاق في
مهاوي الإنتهازية ومداحض الزيف والخداع.
وبيوت عاملة
ثرية بالحكايا الشيقة تروي كل طريف وممتع عن أولئك الذين أثروا الثراء العريض بعد
فقر مدقع وحاجة قاتلة كما أنها تروي أكثر من ذلك حكايات أولئك الكبار الذين لم يكن
المال هاجسهم ولا جمعه همهم، أولئك الذين أولعوا بالعلم والفكر أسلوباً متميزاً
للوصول وتحقيق الغايات.
وتاريخ جبل
عامل هو الشاهد الأصدق على أنه المعين الثري والمقلع الضخم للعبقريات المنفردة من
علماء وفقهاء وأدباء وشعراء. فأبناء عاملة تحملوا وحملوا من العرب كل الآلام وكل
المصائب ولا يزالون يتحملون والآخرون عنهم وعن أنفسهم في غفلة ساهون.
حالــة
متقاعــد
موزونة
لرئيس مجلس الوزراء
ثلاثون عاماً في قوى الأمن أعمل
|
تقاعدت إذ ادعى معاون أول
|
عن راتبي الممنوح عذراً لا تسل
|
فإذا أجبت عن التساؤل أخجل
|
مئتان لم يبلغ من الألف عنه
|
فيما على الكتفين عبئاً أحمل
|
فإذا أطل الصبح أصبح حائراً
|
وعلى فراش متاعبي أتململ
|
ماذا سأحمل للعيال مآكلاً
|
ومقطع الأوصل ماذا ينقل
|
فالخبز والزيتون أصبح مكلفاً
|
رداً على من جاهروا وتقولوا
|
يا من أتيت الحكم تنقذ بائساً
|
الآن لا أرجو ولا أتوسل
|
إيلاء أصحاب التقاعد لفتة
|
فالحاكمون لهم بمجملهم قلوا
|
خلنا التجاهل قد يليه صحوة
|
قد أمضوا في جهلهم واسترسلوا
|
رب التقاعد بالهموم مكبل
|
يا ليتهم أمثاله قد كبلوا
|
حرموه من تطبيب أسرته ولم
|
يتحملوا من بؤسه ما يحمل
|
أرفيق رفقاً في أناس عذبوا
|
والحاكمون أمورهم قد أغفلوا
|
ما خنت يوماً بالسخاء على امرئ
|
كلا ولا شأن المعذب تهمل
|
القدر ملأى بالحصى لعيالنا
|
وعلى الحصى المطهى يغلي المرجل
|
المعاون أول المتقاعد في قوى الأمن الداخلي رقم 20
السيد حسن ابراهيم الحسيني رقم دفتر التقاعد 475
البيوت والدور
اشترى المرحوم السيد أمين أحمد خليل منـزل المرحوم السيد
محمد حسن عام 1947م بـ/800/ ليرة لبنانية وكان يوجد طريق "إجر" يسلكها
الناس داخل الدار فأقفلت. وكان للسيد موسى علي بايكة في دار السيد محمد هاشم وبئر
يسمى: بئر مياسي.
وفي حديث مع السيد علي حسن خليل في 19/11/1991م، أفاد
بأنه كان يسكن مع والده في غرفة واحدة بعد وفاة والدته من آل حجيج من بريقع في غرفة
أم نايف ثم انتقل معه إلى غرفة في دار السيد أمين أحمد خليل وكان يسهر عنده أهالي
البلدة بينما السيد عبدالله جواد والسيد عبدو حسين أحمد والسيد حسن ابراهيم حريري
كانوا يسهرون عند المرحومة خديجة الحاج ابراهيم عميس. وخلال السهرة كان المرحوم
حسن ابراهيم حريري يفرم الدخان ويبيعه للسمار.
وفي لقاء مع المرحوم أبو سامي محمد قاسم حسين أفاد بأن
جدته والدة أبيه تسمى نهيل شقيقة محمد سمرة (عز الدين). وكان منـزل السيد أحمد حسن
خليل ملكاً للمرحوم السيد علي حسين أحمد وبجانبه غرفة للمرحوم إبراهيم نور الدين
ومقابلة منـزل المرحوم السيد جواد خليل توفي عام 1918م وكان الآخر متزوجاً من
المرحومة (زيني أبو الحسن) من حنويه وأنجبت له: عبدالله ووهبي ومحمد وآمنة وفاطمة
وبعد وفاتها تزوج ريمي عاصي من أنصار فأنجبت الحاجة ونسة. وتزوج العجمي من أرنون:
فاطمة ابنة السيد جواد وحضر معه يوم العرس أفندي الخيام (خنجر) ومعه
"خيالة" من الخيام ومروا في النبطية على "الخراب" من آل طه
وعلى آل الفضل فأحيطوا علماً بصولة وشجاعة شباب ورجال بلدة عبا.
وعند وصولهم للحمارة أخذ "الطويل" من الخيام
يجوب بفرسه الميدان الأمر الذي أثار سخط أهالي البلدة: فهبوا في وجههم وهجموا
عليهم مقتلعين شجر التوت والزنزلخت وحصلت معركة شرسة تراجع على أثرها القادمون إلى
الوراء وانتهى الأمر بلثم "أفندي الخيام" سنجق عبا فسلموه العروس خارج
البلدة.
وشيد السيد خليل أبو دلا داره الجديدة عام 1863م 1283هـ
وفقاً للتاريخ المكتوب على عتبة البوابة المحفوظة في دار السيد أبو علي جميل
ومكتوب عليها:
وبيت المجد شيده كريـم خليل السيد الزاكي المهذب
وقد زينته بقريض شعري بآونة لـه التاريـخ فارغـب
عام 1283هـ 1863م
هذا التاريخ للشيخ ابراهيم حريري ومحفوظ لدى الشيخ أبو
محمود محمد حريري وهو من دير قانون وكان معلماً في البلدة في منتصف القرن التاسع
عشر ومتزوجاً من "حِسْن" علي معلم ومنـزله في دار الحاج حسن معلم والد
الحاج عبدو معلم ومن تلاميذه "جيل" السيد حسن خليل وعلي حيدر عميس...
وكان السيد خليل أبو دلا مختاراً للبلدة في منتصف القرن
التاسع عشر وفقاً للوثيقة التاريخية (المرفقة ربطاً) الموقعة منه ومن جميع مخاتير
المنطقة للوالي سليمان باشا. وذلك أنه بعد موت أحمد باشا الجزار تولى سليمان باشا
ولاية عكا فعقد الصلح مع مشايخ المتاولة بناء على التزامهم بما عرضه عليهم وأصبحوا
ملزمين أن يلبوا طلبه بالرجال للحرب وأعاد إليهم إقليم الشومر على أن يوزع من قبل
فارس الناصيف على المشايخ بالعدل والأنصاف "وسيثنى منها الثلاث قرى الكبار
وهي الصرفند وأنصار وميس فيبقوا تابعين للميري"([1]).
وفي لقاء مع السيد أبو علي حسين مروة في الزرارية بتاريخ
25/6/1991م في منـزل الأديب سحبان مروة قال أنه يعرف السيد حسن خليل وكان صياداً
ماهراً للغزلان عند الشاغور والحمراء بأرض الزرارية وكان النشاشون ينادون الغزلان:
ريم ريم ما
وراك إلا الحريم
وعندما حاول أحد الباشاوات في الزرارية بخطف والدة الشيخ
حسين مروة بعد وفاة زوجها، لجأ ذويها للسيد حسن خليل الذي تسلمها وأرسلها إلى
أهلها في عيتا الزط (عيتا الجبل) وفي لقاء مع الحاج أبو رياض سكافي في كفرصير
بتاريخ 4/8/1981م (مختار كفرصير آنذاك) أنه في سنة 1935م أيام الإنتداب الفرنسي
حبس في صيدا وأدخل السجن ووجد في السجن السيد حسن خليل من عبا لمخالفة أو لشكوى
عليه. والحاج أبو رياض سكافي له قرابة مع السيد علي محمود خليل ياسين من جهة الأم
ويرجح أن أهل جده من بلدة عبا ولقب اسكافي لأنه كان امتهن هذه المهنة أحد أجداده.
وساحة البلدة اليوم هي سابقاً ملك لآل خليل وكانت حتى
الأربعينات من هذا القرن تزرع وتشقها طريق (إجر) فقط. ويلي ذلك دار السيد يوسف
أسعد وكان في الدار يسكن المرحوم محمد مهدي ووالد السيد أبو نجيب مهدي ولخلاف ما
ترك البلدة السيد محمد مهدي للعمل في بيروت وأخذ معه السيد أبو نجيب مهدي وبعد
فترة طويلة عاد إلى البلة وبنى داراً في القلعة واشترى السيد مهدي عقيل دار السيد
علي حسين ولا يزال مقيماً فيه. وهذه الدار كانت للسيد علي حسين مخصصة للضيافة
وإقامة مجالس تعزية عاشوراء للرجال والنساء مخصص منـزل السيد أبو خليل إبراهيم
يونس حالياً وذكر لي المؤرخ العاملي الشيخ علي الزين بأنه كان يأتي مع والده الشيخ
عبد الكريم الزين من جبشيت لزيارته وكان له ولداً شاعراً (هو السيد محمود علي
حسين) وإلى جانبه دار الحاج علي سعيد جفال كان يسكنها المرحوم الشيخ محمد معلم
والد الشيخ حسين الشيخ والمرحوم وهبي خليل وإلى جانبه دار السيد علي محمود والسيد
صالح آل ياسين وكانا مكاريان وتاجران ومتآخيان في السراء والضراء ويتاجران بالزعتر
والسماق والتبن والنخلة (من أجل المساند) ويرسلونها إلى صيدا. وكان المرحوم السيد
صالح أحمد ياسين ينادي على مفقود لأحد أهالي البلدة منادياً: يا فلاحين، يا فلتية
أو لكم محمد(ص) ثانيكم علي(ع) ثالثكم فاطمة(ع)
بنت النبي(ص) يا من قشع ... يا من شاف ... له حلوانة مع الأجر".
فيزيائيات
كما أن اللغة هي أداة التفكير، كذلك المادة هي أساس
العلم. ولا شك أن هذا الجيل كان محظوظاً، عاش في زمن تكشفت فيه أسرار المادة، فهي
صلبة أو سائلة أو غازية لها نفس التركيب الذري أي أنها مؤلفة من ذرات غاية في
الصغر وكل ذرة مؤلفة من نواة تحتوي على البروتونات المشحونة بكهرباء إيجابية،
إضافة إلى النترونات المعدومة الكهرباء وحول النواة توجد الإلكترونات المشحونة
بكهرباء سالبة، الجدير بالذكر أن كمية الكهرباء السالبة زائد كمية الكهرباء
الموجبة تساوي صفراً.
ولقد كان الفضل إلى تفاحة نيوتن التي أوحى سقوطها لهذا
الرجل الفذ فكرة الكتلة والوزن والجاذبية. وأن الشيء الثابت في الجسم هو كتلته،
أما الوزن والجاذبية فهما متغيران. ونحن كلما ذهبنا بعيداً في السماء كلما خف
وزننا، فعلى سبيل المثال أن وزن كيس البطاطا في السودان أخف من وزنه في ألاسكا
وذلك يعود إلى شكل الأرض غير الكروي. فالسودان يبعد عن مركز الأرض أكثر من ألاسكا
وهكذا كلما ابتعدنا عن مركز الأرض خف وزننا وإذا اقتربنا منه ازداد، ومن المادة
صنع الإنسان الكثير: السيارة والطيارة... التي تسير بواسطة الحركات التي تستهلك
الطاقة البترولية والكهربائية والذرية... وموضوع الطاقة شيّق وممتع وبالطاقة
استطاع الإنسان أن يخلق المعجزات.. حيث قصّر المسافات براً وبحراً وجواً باختراعه
السيارة والطائرة والباخرة، ووضع قدمه على سطح القمر باختراعه الصاروخ والمركبات
الفضائية.
إلا أنه من المؤسف أنه بالطاقة وصل الإنسان إلى تدمير
مدن وحضارات كما حصل في اليابان عام 1945 حين ألقيت القنابل الذرية كخاتمة للحرب
العالمية الثانية. والسؤال إذا كانت المادة كلها مؤلفة من ذرات، فلماذا هذا
التباين في حالاتها الحقيقية؟ الحقيقة أن تقارب وتباعد الجزئيات يعطي هذا النوع أو
ذاك. فمثلاً نلاحظ أن الذارات في الأجسام الصلبة هي أقرب من بعضها البعض قياساً
على حالة السوائل، وفي هذه الأخيرة نجد ذراتها أقرب من بعضها البعض قياساً على
حالة الغازات. ونحن نعلم أنه بواسطة التسخين والتبريد والضغط نستطيع أن نقرّب أو
نبعّد ما بين الذرات فنحصل على حالة من أخرى فمثلاً بواسطة التبريد نحصل على الثلج
من الماء وبواسطة التسخين نحصل على البخار من الماء أيضاً.
لقد كان إختراع المصبا الكهربائي وما أعقبه من آلات
كهربائية القفزة النوعية في العلم يوازيه استخراج الطاقة الذرية في منتصف هذا
القرن. واليوم نرى أن الأمم الكبيرة تحترم العلم وتوظفه، أما نحن فقد أدرنا بصرنا
إليه ووصلنا إلى ما وصلنا من الإنحطاط والتخلف. وهذا مؤسف للغاية. لأننا سائرون
وبسرعة نحو لسائل أن يسأل.. الغرب أو الشرق الصناعي يرهق نفسه باختراع آلة وأنا
كعربي أستطيع أن أرى ما ينتجه بسهوله فلماذا العلم؟ والجواب أن المال لن يدوم بل
العلم هو الأفضل وهو الثروة الحقيقية. أما مالنا فسيأتي أجله يوماً، وعندها نكون
قد وصلنا إلى الكارثة وأضعنا المال ولم نهتد إلى العلم. فانتبهوا ... والله ولي
التوفيق.
مدرس مادة الفيزياء في ثانوية الصباح الرسمية – النبطية
الأستاذ عادل حرقوص
مشوار عمار ترحيني
في مرة كنت بمشوار
|
صدفة بعد الظهرية
|
كان الطقس مولّع نار
|
ويوما كانت صيفية
|
صدفة شافت عيني سوار
|
مخبَّأ بقلب البرية
|
عجنابو كثير الأشجار
|
وفي كم شتلة جورية
|
قدامو في شجرة غار
|
وتحتا مقعد بالفيي
|
قربت وفكري محتار
|
عا مهلي شوية شوية
|
إلا وسمعت الغيتار
|
وصوتو أطرب ذينيي
|
وحسيت بلمس الأوتار
|
وشفت الغرفة مضوية
|
دقيت هيك اللي صار
|
وفتحت الباب بإيدي
|
أول وهلة عقلي طار
|
وما صدقتش عيني
|
فجأة نور من الأنوار
|
قرّب صوبي بخفية
|
قالت يا أهلا بهالزوار
|
وصارت تتطلّع فيي
|
قلتلها إسمي عمار
|
وقالتلي إسما هيي
|
قلتلها طالب معمار
|
بالجامعة العربية
|
قالتلي تفضل عالدار
|
بكل عذوبة وحنية
|
تفضلت وفت بإكبار
|
ونفسي أمارة عليي
|
صارت تسألني بإصرار
|
عن شخصيتي الأصلية
|
قلتلا محسوبك جار
|
وجايي من النبطية
|
اللازمة
ها الحلوة الكلها إحساس
|
مثل المركب عالمينا
|
صرنا نحاكي كل الناس
|
وما في حلوة تحاكينا
|
|
|
عشت القصّة من سنتين
|
وبدي إحكي حكايتها
|
مرة شفتا حد العين
|
عم بتملي جرتها
|
الورد مفتح عالخدين
|
ومثل الشمعة قامتها
|
سألتا يا حلوة من وين
|
قامت نزلت دمعتها
|
صارت عيني بركة عين
|
وقلبي رق لحالتها
|
هوني علقت بيني وبين
|
شفافي وحلوة بوستها
|
وكلوا هذا ما يكفينا
|
|
ها الحلوة الكلها إحساس
|
مثل المركب عالمينا
|
صرنا نحاكي كل الناس
|
وما في حلوة تحاكينا([2])
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق