الخميس، 25 أبريل 2013



العرايس
(مكان أثري غربي بلدة عبا)


مجلة شهرية، وثائقية، ثقافية، وبلدية خاصة

السنة السابعة – العدد الأول – تشرين الأول 2006م


إعــداد وإشـــراف:
خليل توفيق ترحيني
(أبو بشار)



عبا – الجنوب – محافظة النبطية


الفهـرسـت
Å كلمة للأديب الأستاذ حسن كركي.
Å رحلة التحرير لكبار السن في عبا.
Å مرسوم إنشاء بلدية عبا.
Å كلمة رثاء للأستاذ علي خليل ترحيني.
Å تحية للدكتور جمال عميس.
Å زجل بين الشحرور وعلي القماطي.
Å كلمة الأستاذ خليل توفيق ترحيني في تكريم الشاعر السيد نور الدين بدر الدين.
Å حوار أدبي في منـزل الأديب الحاج عبد الحسن عميس.
Å رسالة مغترب إلى أقاربه عام 1965م.



رأي الأستاذ حسن كركي في مجلة "العرايس"
عرايس الخليل أقل ما يقال فيها أنها "عروس" على الفطرة يصح فيها قول الشاعر:
حسن الحضارة مجبول بتطرية        وفي البداوة حسن غير مجلوب

جهد فردي مشكور وجب أن تقوم به جماعة تراث ينفتح أبو بشار فيه الحياة مما يشجع على أن ندخل جميعاً هذا التراث إلى غرفة العناية الفائقة علّى وعسى أن يستوي أمامنا بشراً سوياً.
إن للآثار أيضاً مهندسيها ومرمميها وقد يلزمها أحياناً الكثير من "التلميع والروتشة" يكفي الخليل فخراً وأريحية أنه اكتشفها وأشار إليها ونبشها.
فعلى من أوتي قبساً من هذا الهاجس الحضاري أن يلبي ويدلي بدلوه.
وإلى الخليل نرفع هذا العرفان بجميله وفقك الله يا أبا بشار وحشرنا معك و"عرايسك" ففيها ريح من جنة المؤمنين.
حاروف في 15/2/2001
حسن كركي
أبو صالح

مقال عن رحلة تكريم كبار السن من قبل البلدية
- بقلم الأستاذ خليل توفيق ترحيني-

صباح نهار الأحد الواقع فيه 8 أيار عام 2006.
إجتمع كبار السن في بلدة عبا في الساحة العامة
بناءً على دعوة من البلدية لزيارة الأماكن المحررة في القاطع بمناسبة عيد التحرير.
لبينا الدعوة عجالاً: منا من يمشي على رجلين ومنا من يمشي على ثلاثة.
كان في مقدمة المستقبلين رئيس البلدية المهندس الأستاذ محمود يوسف ترحيني وأعضاء المجلس البلدي، فدغدغ شعورنا بكلمات حلوة فيها الترحيب والطمأنينة، فأدخل على القلوب السرور، سيما وأنه منا من هو في صحة معتلّة ومنا من حظي بطول العمر والشيخوخة المتعافية، وأكثرنا من الناس (الغلابة) وقد تخلف بعض الأخوة عن الركب فتركوا على (لائحة الإنتظار) ولم يذوقوا طعم البولمن المبرَّد والجيد.
سار الموكب الساعة التاسعة صباحاً ولسان حالنا يردد قول الشاعر المتنبي:
نحن أدرى وقد سألنا بنجـدِ            أطويلٌ طريقنا أم يطولُ
وكثيرٌ من السؤال اشتيـاقٌ               وكثيرٌ من رده تعليـلُ
اجتزنا جبشيت وحاروف وفي المرج أُطلق زمور البولمن لأحد أعضاء البلدية لأخذ العلم والخبر.
بعد نبطية التحتا والفوقا وكفرتبنيت وصلنا إلى الزفاتة، سابقاً كانت مركزاً عسكرياً إسرائيلياً للمدفعية تُقصف منها بيوت وطرقات وقرى وبلدات جبل عامل.
بعد اجتياز جسر الخردلي والهورة بمحاذاة دير ميماس وكفركلا، وصلنا إلى مسجد القائم(عج)، فكانت استراحة. ثم تابع الموكب سيره مروراً بعديسة فمثلت عديسة – الطيبة – رب ثلاثين ومحطة روبين عبود العميل الذي حضر مع الجيش الإسرائيلي للبلدة أثناء الإجتياح عام 1982م.
ومن ثم مركبا فتلة العبَّاد: مقر أحد العبَّاد، نصفه الأعلى في لبنان والنصف الأسفل مع إسرائيل، مع وجود ثلاث مراكز عسكرية: مقاومة وأونيفل وإسرائيل. ثلاث مواقع تختصر العالم بقضه وقضيضه ورموزه ومعانيه وأهدافه ومراميه. من هذا الموقع يتقرر مصير البشر والحجر والشجر محلياً وإقليمياً ودولياً فقد حول العدو المحتل هذا المقام إلى موقع عسكري بعدما كان مركز عبادة وأمان.
في هذا الموقع تذكر المشاركون في الرحلة معاناتهم قديماً بالسفر إلى فلسطين وإلى الحولة وسوق الخالصة: مكارية وطلاب عمل. وكانت التجارة الرائجة آنذاك الحبوب والليمون والبابير. وينامون في بلدة هونين عند أبو نمر بربيش. وعند ذكر بربيش تنهد السيد محمد علي موسى ترحيني تنهيدة أي منها تنهيدة إبن الملوَّح!!!
وعدنا أدراجنا من تلة العبَّاد إلى بوابة فاطمة في كفركلا ضمن وفود شعبية كثيرة رسمية وطلاباً وكشافاً وهي بالقرب من مركز تل النحاس (مركز جمرك سابقاً بين لبنان وفلسطين) وقصة فاطمة وأمها أيام قطف الدخان وإصابة الوالدة وأخذها إلى الأرض المحتلة للمعالجة وفي الموعد المحدد من كل ليلة ينادى على فاطمة لتزويدها عن أخبار والدتها. هذا في غياب الدولة وحكم عرفات مدة عشر سنوات.
ويقول الدكتور فايز ترحيني أن هذه التسمية خطأ لما فيها تصور بأن الدولة الإسرائيلية عادلة وتتعاطى الأعمال الإنسانية مع أنها هي السبب في جرح الوالدة وإصابتها بشظايا القصف الإسرائيلي العشوائي.
ثم اجتزنا مرج الخيام بمحاذاة المطلة، ووصلنا إلى المعتقل وكان مركزاً عسكرياً أيام الإنتداب وهو على رابية من روابي بلدة الخيام وأصبح ثكنة عسكرية للجيش اللبناني وحولته إسرائيل إلى سجن ومعتقل. زرنا الزنزانات وغرف الإعتقال ومشاهدة أفلام عن واقع الحال آنذاك وأدوات التعذيب بما فيها من مذلة وهوان. وهو سجن رهيب: الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود. إنه صورة من صور الكفر والشرك وحالة جهنم. فكم من شهداء استشهدوا وكم من دماء جرت على هذه الأرض حتى تحررت وقدمت على كأس من فضة لأهل لبنان وللعرب ومما يبعث على الإعتزاز أنه تحول مركز القيادة إلى جامع يعبد فيه الواحد الأحد.
بعد متابعة برنامج المعتقل، جلسنا في الإستراحة لتناول الغداء على مائدة سخية ومترعة فيها المحمَّر والمشمَّر فجأة تداعت الحالة الأمنية فرجعنا إلى قلعة الشقيف وعدنا الساعة الرابعة إلى البلدة سالمين إلى سالمين وللبلدية رئيساً وأعضاءً شاكرين.
ملاحظات:
  • الرحلة مريحة نفسياً وجسدياً خيمت فيها مشاعر الإلفة والإسترخاء.
  • قبل الإنطلاق حضر السيد حسن علي يونس وسأل أخاه أبو علي حسين علي يونس عن سند السموقة للحاجة نديمة فقال له في التبانة.
  • التدخين في البولمن ممنوع ومفروش بالموكيت. وفي طرفة لوزارة البيئة مؤخراً أن الآية الكريمة (ولا تبغي فساداً في الأرض) فالفساد يشمل رش المبيدات بالمواد السامة ورمي النفايات في الطرقات وإشعال السجائر في الأماكن العامة.
  • جلس على المقعد الأمامي السيد أبو ابراهيم مصطفى ترحيني وأبو نزيه حريري فقال أبو ابراهيم له: نحن أقارب: جدتك سعدى شقيقة زمزم زوجة محمد خليل.
  • كانت توضيجات وتعليقات السيد أبو محمد عبود لتشمل الزراعة.
  • نجم الرحلة كان التلميذ محمد مصطفى ترحيني "الإمام" الذي بكر بالحضور إلى الساحة فتجاهله رئيس البلدية فصرخ به قائلاً له: (إلك قلب تروح وتتركني هون في الساحة أو في العسجايات) فلبى طلبه. فكان يعد الركاب وتذكيرهم بأخذ الدواء في الوقت المناسب والإرشاد إلى القبلة في الصلاة والإنتباه عند تناول الطعام إلى السكر والملح والبهارات وأن (وجع الظهر تلتو ختيرة وتلتينو قهر).
  • ضيافة البلدية كانت سخية في الذهاب والإياب: مياه صحة ومرطبات وحلويات.
  • كان العضو البلدي أبو هشام يردد عند كل حديث (أجل).
  • في بوابة فاطمة تنتشر البسطات والمحلات وأنواع العصير والمبردات وبيع الجرائد والمجلات.
  • سأل الياس مرقص عند بوابة فاطمة السيد أبو هشام عن (عبدالله) في عبا أجابه بأنه واحد من ثلاثة: أبو علي جميل أو أبو علي أحمد أو أبو علي كامل والأرجح أن يكون أبو علي جميل.
  • قيل سيف الجزار واعتماد طربوش السلطان جمال باشا، وعمامة الحجاج بن يوسف ولفافة تتن الحاج عميس وعقال وغضاضة ومزموك أبو أنيس وطربوش السيد حسن ابراهيم وكرش الوجاهة للسيد ياسين وسيكارة السيد حسين حسين وذكاء ونباهة السيد أبو نزيه لما اتحفنا به من شعر لطيف مردداً:
هز الكون بسكانوا حزب الله               مش راح يهدي حصانوا إلا برام الله

  • الإرتياح بادٍ في عيون الجميع رغم تجاوزهم السبعين والحنان غامر محيّاهم سيما وأن الجميع أيتام ومع ذلك ترى الواحد منهم هو نفسه على (حط اليد).
  • في معتقل الخيام: عند تناول أول قرص سفيحة صرخ السيد أبو داوود (قصف بالقاطع) فعلقت السفيحة في زلاعيمنا. فاستفسره السيد أبو حمزة: فقال قصف طيران في الساحل. وقد تأكد الخبر أمنياً بأن القصف في عيتا الشعب ورميش.
فقال أبو حمزة! عجيب أمر ابن خالي: يسمع بالقصف ع بعد 100 كلم تقريباً ولا يسمع في البيت ع بعد متر واحد من أهل البيت بإعطائهم 100# لشراء حاجات المنـزل. وذكر أبو داوود بأنه رافق المرحوم والده من عبا لهونين بين الصحاحير على الحمارة.
  • في بوابة فاطمة سأل أحدهم: إعرب روبي فقال له أبو الريش من أخوات هيفاء وهبي.
  • أوصى السيد أبو زين قاووق بأن تبقى الحسينية طيلة يوم الرحلة مفتوحة والهيئة الصحية جاهزة: لأن البوسطة حمولتها: فخار.
  • ذهب: ع.ر – وص. ت – و ح. ذ – و م.ي لمأمور النفوس لتكبير سنهم رغبةً منهم بالمشاركة في رحلة العمر بدلاً عن ضائع.
  • من تلة العبَّاد يشاهد مرمى النظر: الناقورة وسهول فلسطين وسفوح الجولان وقصر شبيب وغمر مزارع شبعا (فيها 244 نبعاً) في قلب جبل حرمون. ويقال أن الشاعر المتنبي مرّ بطريقه فدهش لثلجه وتهيبه وقال:
وعقاب لبنان وكيف بقطعها                 وهو الشتاء وصيفهن شتاء
لبس الثلوج بها عليّ مسالكي              فكأنها ببياضـها سـوداء

التحرير والمقاومة
لولا المقاومة لكنا بقينا ننام ورؤوسنا بين أرجلنا. فالتحرير أعاد ماء الوجه للشعب اللبناني وللشعب العربي على السواء.
فالمقاومة أوجدت فينا العز وجددت الكرامة والسؤدد وهزت إسرائيل وأنصارها في لبنان.
فاسرائيل ترى في مزارع شبعا والجولان أنها لا تستغني عن كمية المياه المتوافرة في هذه المنطقة. هذه المياه الموجودة الضائعة في الأخدود السوري الأفريقي أو الأخدود لسلسلتي لبنان الشرقية والغربية لسهل البقاع والممتد من جبال القوقاز حتى البحيرات الأفريقية عبر الفوالق أو المجازات الأربعة (الفالق) Failles فالق اليمونة – فالق سرعايا – فالق راشيا – فالق حاصبيا.
حرر حزب الله الجنوب اللبناني بل الأراضي اللبنانية بكاملها في 25 أيار عام 2000م. هذا الإحتلال دام 22 عاماً إذ هزم أخيراً بسلاح المقاومة الذي يتميز كماً ونوعاً وصار أشبه بسلاح الجيوش إلى حد كبير وكذلك يقال اليوم أن دولة إسرائيل (طاس طرنطاس من برا لولو ومن جوّا نحاس) لأن ترسانتها النووية ارتدت خاسئة أمام المفاعل النووي للجمهورية الإسلامية.
وحزب الله مجتمع حرب فيكون الجميع سعداء إذا ما اوقفت التعديات وهتك الحرمات عند ذلك يتحول حزب الله إلى مجتمع سلم. وإلا ستبقى مظاهرات أولمرت ونتنياهو في المقابل حاملين البيارق السوداء وسيبقى رئيس اتحاد المزارعين في المطلّة المقدم احتياط دوبي اميتاي يردد: (كلما حك السيد حسن نصر الله أذنه ندخل نحن في حالة تأهب).
فرد أولمرت: (إن مستودع السلاح لدى حزب الله أصبح له مفتاحان واحد في يد (السيد) نصرالله وواحد في يد (الجنرال) عون وأن أي إخراج لهذا السلاح يحتاج إلى المفتاحين).
فالتحرير كلف مئات الشهداء وارتوت الوهاد والجبال من دمائهم الزكية. فالتحرير كلفته غالية جداً والأمن قدم للشعب على كأس من فضة.
ففي الوقت الذي قصرت فيه الشرعية الدولية عن حماية لبنان تقدم حزب الله إلى الأمام وحمى البلاد وحصّن العباد في أمن ووئام فاسرائيل ربيبة أميركا وأميركا كعصا موسى أكلت الجبال والصحاري والبحار، وسيء الحظ من يضع بيضه في السلة الأميركية لأنه:
من يجعل الضرغام بازاً لصيده         تصيده الضرغام فيمن تصيّدا
فالمقاومة حاجة ضرورية ومحاربتها تؤدي إلى الخذلان وتعطيل دور حزب الله استجابة رخيصة لأوامر الشيطان الأكبر والمغتصب المحتل وإضعاف البحر الشعبي الذي هو سمكه.
فلبنان مأوى عجزة بدون سلاح المقاومة ومربط خيل لأميركا.
وأخيراً المهم أن تحرير الجنوب اللبناني هو الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر هو تحرير النفوس في الداخل لرص الصفوف:
وأن الكتابة عن الخير تثمر
عبّــا
في 11-4-2006

أسماء المشتركين في الرحلة
الرقم
الإسم
الرقم
الإســـــم
1
محمود أمين
40
عبود أحمد علي حسين
2
عبد الحسن عميس
41
محمد مرتضى
3
عبد الحسن حريري
42
أبو خليل سعد (فرون)
4
خليل توفيق
43
أحمد سعيد
5
حسن توفيق
44
محمود أمين
6
محمد السيد حسين
45
يوسف أمين
7
حسين السيد حسين
46
علي أحمد علي يوسف
8
أحمد علي جواد حسن
47
خليل علي محمود
9
توفيق محمود
48
أبو محمد رشيد
10
حسن سلامة
49
عبد اللطيف يوسف ترحيني
11
ابراهيم سلامة
50
حسن ابراهيم يونس
12
يحيى الحاج موسى
51
أحمد علي محسن
13
قاسم محمد قاووق
52
عبد الحليم عثمان
14
حسن علي جواد ترحيني
53
علي أمين
15
سعيد ابراهيم يونس
54
محمد محمود قاووق
16
عبد الحسن حسن ابراهيم
55
نجيب مهدي
17
علي صالح
56
أبو علي عبد الرسول
18
عبود محمد قاسم
57
حسين ذياب
19
مصطفى محمد قاسم
58
حسن سعيد
20
حسن محمود علي حسين
59
أمين عبدو
21
حسين محمود علي حسين
60
محمد وهبي يونس
22
محمد علي موسى
61
حسن خليل يونس
23
شريف يوسف علي حسين
62
محمد شريف يوسف أسعد
24
وهبي علي وهبي
63
أبو كرم علي قاووق
25
أحمد علي وهبي
64
المختار حسن علي حسن
26
حسين علي يونس
65
المختار حسين قاسم
27
محمد خليل يونس
66
محمد جميل قاووق
28
سليم علي حسين أحمد
67
مصطفى أحمد محمود الإمام
29
حسن عبود
68
محمد مصطفى الإمام
30
محمد الحاج عبدو
69
السيد أحمد يونس
31
السيد أبو هشام حسين حسن خليل
70
جميل قاووق
32
ياسين محمد علي موسى
71
محمد محمود يونس
33
محمد علي محمود
72
أحمد محمود يونس
34
محمود محمد علي محمود (أبو الريش)
73
أحمد اسماعيل
35
إبراهيم حسين علي حسين
74
محمد اسماعيل
36
حسن رضا مرتضى
75
محمد عبدالله حريري
37
عبدو اسماعيل
76
أحمد علي ذياب
38
منير سليمان حريري
77
محمد علي ذياب أبو عباس
39
أديب الحاج قاسم ابراهيم
78
حسين علي محسن




الجمعة 7 ربيع الثاني 1427هـ
الموافق 5/5/2006م
ذكرى أسبوع السيد أبو علي أحمد حسين ترحيني
باسمه تعالى
صلبٌ كالصخر، يقهرُ عُتوَّ الزمان، ولا يهدأ،
يعصّر الأيام عرقاً في سبيل المجد،
والورود التي اعتادت على دفء أنامله، وهو يقلّمُ أفنانها، ويقوّم مسار نموَّها، كذلك كانت أيامه تضجُّ بالعمل ولا يهدأ،
عند المساء يعود يسامر رفيقة دربه بكوب من الشاي، قليل طيبه، فالأيام بمزاجها المرّ، قد تحمل دائماً طمأنينة الفلاح لزرعه، تشمُخُ قامته، بعنفوان الحر، يواجه شمس الصباح بجبهة عريضة، تحمل عناوين الكفاح والجدّ، يقاوم بأبجديته، وأقلام محراثه، فينتصر بعلي وحسين وعبد المجيد ومحمد. يرجع أبو علي إلى ربّه راضياً مطمئناً يلتمس رحمة منه ورضواناً.
والقلعة التي كان أبو علي مدماكاً من أسرتها، يصدح صوته وآذان الفجر عنواناً للفلاح والعمل والخير، بحياة أعمدة علم وصلاح وصدق ووفاء.
داعين العليّ أن يتغمد روحه الطاهرة مع النبي وعترته آل بيته الأطهار والشهداء والأبرار.
محيّا أبي علي، كان سلاماً وإيماناً وسمة احترام، وقليلٌ من الكلام يطمئنُّ على الأصحاب والأرحام، ويختمها بخطوةٍ إلى الأمام ودعاءٍ بالتسديد والتوفيق من العليّ القدير.
عبـّـا
علي ترحيني


تحية للدكتور جمال عميس المحترم
الدكتور جمال عميس عالي المرتبي           إبــن حــرّة ببيـت طاهـر مرتـبــي
نفـســك بطـهـر الوالـديــن مركـبــي            نجوم الثريا في حواضك مسكـبــي
ابـــن عـبــا شعـبــهــا الحــر الأبــي            يا ما شفيت صدور مرضى معذبي
ورديتهـا بصحـــة سليمــة طـيـبــــة             إيدك أشعة بتكشــف الــداء الدفـيـن
ولو في نبي للطب منعدك نبي

التاريخ: 19/6/2004

Î     Î     Î     Î     Î 

تجـلـى الصـبــح في وجه الجمــــال            جمــيـل لاح في وجــه الجــمـــال
طـبـيــب من عـمـيــص لا يــبــارى            حكـيـم الصــدر فـيــه لا أغـالـــي
فـمــن عــبـد الحسـيــن الشهم بـــدر            رعـــاه الله من غــدر اللــيــالـــي

الشيخ عباس محمد حرقوص الحاروفي
حاروف في 21/2/2004

تـغـيّــر العـــدّان
(المباراة الزجلة في برجا عام 1946م)
بين الشحرور وعلي القماطي

علي القماطي:
لمعات سيفي والرعود القاصفـي             كانت لأعمار الطويلي قاصـفي
تغيّـر العـدّان والقبلـة نفـخ            ضبّوا المراكب من طريـق العاصفي

الشحرور:
بحور العميقة كـل عمـري أمها               ومدافعي تقذف حمم من يمّـهـا
وغواصة اللي بتشق بالأزرق طريق           من هياج العاصفي شو همّـهـا

علي القماطي:
غوّاصتك جـاني خبر من يمّهـا        إنزلت غطستها بالملعقة بتغمّهـا
انزلتها في بحر مواجــوا جبال         بتروح عن شط الوزاعي بتلمّها

- وكانت من بين الحضور إمرأة تزلغط لعلي وأمها نجود شيعيّة متزوجة من برجا.
* المباراة الزجلية في النبطية قهوة محل محي الدين صاحبها أبو ياسر محي الدين.

الشحرور:
مسمـار مهـري بجبهـة غـرز           وخيطان نور الشمس بنعـالـو درز
غار وجرف قرص الفلك في جبهتو         شكشك نجوم الظهر في ذيلـو خرز

علي القماطي:
لي مهر لو من حافروا شرارة قدح           صاب الفلك من ميل لا ميل انقـدح
الرعد صوتو البرق نقلة حافـروا              من عكف ذيلو بينتصب قوس القزح

حفلــة تكـريــم المرحــوم الشاعــر
السـيــد نــور الديـن بــدر الديـن

أيها السيدات والسادة..
تعود معرفتي بالمرحوم السيد نور الدين بدر الدين، لأيام التلمذة في أواخر الأربعينات، ثم الزمالة في الخمسينيات، ثم الجيرة في الستينيات، زمناً قد يزيد على الـ30 عاماً.
فكان لنا نعم المربي والزميل والجار.
منذ الصغر غرس في نفوسنا حب العلم والإخلاص في العمل والتفاني في حب الوطن.
شبّ على منابر التعليم وشاب ولم يتعب.
وترعرع على حبّ الأدب والشعور ومجالسة الأدباء والشعراء، ومنذ نشأته وصباه مسك زمام القافية وتألق شعاراً على غاية من الفكاهة والظرف فجاء شعره من الطراز الجيد الذي أعرب ن روح مرحة وذهن حاد وأسلوب أخاذ.
في عام 1946م، في الصف الرابع الإبتدائي في المدرسة الرسمية رشفنا منه مادة الإنشاء العربي بأسلوب أدبي شيّق، ومرة أعطانا فرضاً موضوعه: أكتب رسالة إلى والدك لتعلمه عن رحلة مدرسية؛ وهل يسمح لك بذلك؟.
أعاد لنا الفرض معلقاً على ما كتب كل منا، ومن بينهم فرضي ذكر فيه عبارة: "إلق هذا الخطاب على بركة عبّا" لأنه ورد في المقدمة: "لم خايس علينا".
في فترة الأربعينيات، كان يستضيفنا الشاعر قاسم العباوي فيصطحبنا معه للسهرات الزجلية، منها سهرة في حي البياض. كان في هذه السهرة، السيد نور، وأبو معن حسن بيطار، وعبد المنعم فقيه، وعباس حرقوص، وقاسم العباوي وامتدت السهرة حتى الساعات الأولى من الصباح.

وفي عام 1951م، زار المدرسة التكميلية الرسمية للصبيان (الجزائر) وزير المعارف آنذاك، الأمير رئيف أبي اللمع مع وفد قوامه الشيخ أحمد رضا، والشيخ سليمان ظاهر، ووجهاء المدينة، فكان السيد نور، خطيب وشاعر المناسبة.
وفي عام 1957، التحقت مدرّساً في المدرسة التكميلية للصبيان. فكان السيد نور مديراً للدروس، ومعتمد قبض الرواتب. فكان يسلمنا المعاش قائلاً: أبوك كان يعطيك خرجية ربع ليرة، خذ هذا المعاش 110 ليرات تبرمك فيها.
وعندما جاورناه في حي البياض في النبطية في منـزله الجديد في الستينات، كان يعتني بالحديقة أمام المنـزل وكانت تحوي عدة أصناف من الأزهار الجميلة والورود المتنوعة. إذ كان مغرماً بالزهر والرياحين، يقصد هذه الجنينة أيام الربيع شلّة من الأدباء والشعراء نظير الدكتور علي بدر الدين، والسيد عبد الجليل شكر، وبعض الأساتذة.
ومرة حصل شجار بين السيد نور والسيد عبد الجليل شكر بسبب قصيدة مرسلة للسيد جعفر الأمين يذكر فيها السيد نور تلميحاً ساخراً من السيد عبد الجليل وإبنه أسعد:
أم هل يروقُك للوجاهة مجلس         بـرز به الحـدّاث والسمّـارُ
ومضى به عبد الجليل محدثـاً          وعليه من صدق الحديث وِقارُ
وسمعتُ أسعد للحديث معقباً         لعراك مفصٌ أو دهاك زُحـارُ

وفي حفلة تأبين في النادي الحسيني في النبطية، ألقى الشاعر السيد محمد نجيب فضل الله قصيدة فأطال، فمازحه أحد الحضور بأن البيت مكسور. أعاد السيد فضل الله بيت الشعر وفوعله فوجده موزوناً، فردّ عليه السيد نور: فيه زحاف. ولما نزل السيد فضل الله عن المنبر توجّه نحو السيد نور قائلاً: سلاماً وانصرف. فهبّ السيّد نور قائلاً: نحن آل بدر الدين منذ الصغر نزقُّ العلم زقا. ردّة على ما عناه السيد فضل الله طبقاً للآية الكريمة: ﴿وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما﴾.

وفي إحدى المرات اصطحبني لزيارة الشيخ سليمان ظاهر فالتقيناه بالمستر ستوري (القسيس) وكان يتعلّم اللغة العربية من الشيخ سليمان ظاهر. فسأل السيد نور: كان: موجودة فأين أخواتها؟ فأجابه: في حي بئر القنديل.
ولا ننسى أن السيّد نور كان خطاطاً ماهراً تشهد على ذلك كتاباته الشعرية على مدخل النادي الحسيني في النبطية بخطّه الجميل منذ العام 1957م.
وفي السبعينات، وفي عيد السيّدة العذراء مريم عليها السلام، سارت مسيرة من نبطية الفوقا إلى النبطية شارك فيها معظم أهالي المنطقة، وقد مثّلت السيّدة العذراء آنذاك الشابة سامية عبّود، ظنّها الناس أنها تمثال لم تحن رأسها أمام خطّ الهاتف. تميّزت هذه المسيرة بعدّة يافطات بخط السيد نور، أهمّها يافطة: ﴿يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين﴾.
وقد برزت حروفها وكأنها تتلألأ مع الحديث.
هذا غيضٌ من فيض من معالم السيد نور الذي كان يحق سيّد المجالس بأناقة مظهره وجمال شعره وسرعة بديهيته ونكتته، فتراه كالنّسر أبداً ممراحاً محلّقاً مبدعاً ضاحكاً فغدا نوراً بل منارة للعلم والمعرفة، فليس عجيباً أن نضيف اليوم إلى سجل السيد نور هذا الإحتفال فأولوا الفضل أهلٌ أبداً بالتكريم.
في 11/3/2006
خليل ترحيني
أبو بشار

إن كنت تدري فتلك مصيبة
وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
نهار الثلاثاء الواقع فيه 6 حزيران عام 2006م قام السادة الكرام السيد محمد جواد بدر الدين والحاج أبو زكي أخضر والشاعر الحاج إبراهيم حمام والأديب الأستاذ حسن بدر الدين بزيارة للحاج عبد الحسن عميس في دارته عبّا بعد زيارة خاطفة لولاية أريزونا في الولايات المتحدة.
وفي سياق الحديث اشتد الحوار بين السادة الأفاضل والوئام على وجوه الحضور، إلا أن الحاج عبد الحسن عميس وعلى عكس عادته قال للحاج أبو زكي "إنك لا تستوعب". ثارت ثائرة الحاج أبو زكي مما عناه الحاج عبد الحسن سيما وأن الحاج أبو زكي ابن بجدتها، ففهمها قولاً ومضموناً، ومما زاد الطين بلّة أن الأستاذ حسن بدر الدين زكّى الحاج عبد الحسن. فأسرّها الحاج أبو زكي في نفسه وتريث قليلاً عسى أن يقدِّم اعتذاراً وهذا لم يحدث. فأدرك الحاج أبو زكي بأنه المستهدف وأن أمراً سابقاً متفق عليه بين ناموسي حاروف وعبّا لتمرير قضية في نفس يعقوب. ولا غرو فالأستاذ حسن بدر الدين من متعلقي الحاج عبد الحسن عميس ومن الداعية له. فصح ظن الحاج أبو زكي أن في الأمر "إنّ..." وأنه مستهدف للإحراج فالإخراج من المنطقة السادسة مثل ما جرى على الحاج علي نحلة سابقاً، فهما السبب في تركه عاملة وانزوائه بالضاحية والقصة وما فيها "شيّلّي تا شيّلّك". إلا أنه يعرف من أين تؤكل الكتف.
ومن المعلوم أنه جاء في لسان العرب: "أن وعي: الوعي: حفظ الشيء. وعن الشيء والحديث يعيه وعياً وأوعاه: حفظه وفهمه وقبله. فهو واع وفلان أوعى من فلان أي أحفظ وأفهم. وورد في الآية الكريمة ﴿والله أعلم بما يوعون﴾ ﴿وآذان واعية﴾ في آية أخرى. فالإيعاء ما يجمعون في صدورهم من التكذيب والإثم ويقال: "أوعى جدعه واستوعاه إذ استوعبه. وأوعى فلان جدع أنفه واستوعاه إذ استوعبه.
علم بالأمر صاحب مجلة "العرايس" فسارع إلى الإتصال بالحاج عبد الحسن عميس: لتقديم الإعتذار وإعادة المياه إلى مجاريها بالعافية. كان ردّه: "هل غُيّض النيل أم هل زلزل الهرم". أما الأستاذ حسن بدر الدين تم الإتصال به فأصدر مكتبه تصريحاً يقول فيه: "إن مجتمع الحاج عبد الحسن عميس بل مجتمعنا هو مجتمع النخبة: "L’élite" أما مجتمع الأخ الحاج أبو زكي أخضر فهو مجتمع "الغلابة". وبما أن في هذا التصريح غموض وتورية فإن مضمون الآية بمرمى الأديب الأستاذ حسن بدر الدين بانتظار الرد الصريح.
عبّا في 12/6/2006م                                                   خليل ترحيني (أبو بشار)
مجلة العرايس

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى آله الطاهرين.
جانب مدير تحرير مجلة "العرايس" الأخ أبو بشار ترحيني المحترم.
وصلتني رسالتكم الموقرة بتاريخ 13/6/2006، واطلعت على ما فيها من تفاصيل وفي كل فقرة من فقرات الرسالة كنت ألتمس لكم العذر فيما نقلتم عن أجواء الحوار الساخن الذي جرى في منـزل الأخ الكريم الحاج عبد الحسن عميس بين المؤمنين: السيد الوالد والحاج أبو زكي أخضر والشيخ ابراهيم حمام والحاج عبد الحسن عميس. لكن فاتك أن تذكر أشياء وأشياء من هذا الحوار ويسرني جداً أن أُعلمك بها، وهذه هي القصة من أولها:
كنا قد تواعدنا قبل أيام لزيارة الحاج عبد الحسن عميس في منـزله في عبّا ولقائكم أنتم عنده، وعلى هذا الأساس جرى الإعداد للزيارة فاتصلت بالشيخ إبراهيم حمام الذي لم يتوانى عن تلبية الدعوة، ثم حطّت رحالنا عند الحاج عقيل أخضر "أبو زكي" الذي رحّب بالزيارة بكل شوق وسرور، وسرنا على بركة الله حتى وصلنا دار آل عميس العامرة، فاستقبلنا الحاج عبد الحسن ببشاشة وجه كما عهدناه، ثم دخلنا بيته الكريم وقرأنا على جدار المدخل ذلك الحديث الشريف: ولاية علي أمير المؤمنين حصني ومن دخل حصني كان آمناً. وهنا بدأت القصة: الشيخ ابراهيم الحمام تلقّى هذا الحديث كما يتلقى العطشان في القفر الماء الزلال، ولكن الحاج أبو زكي أردف قائلاً ليس المهم أن نعلّق الأحاديث على الجدران بل المهم أن نعمل بها. ولأجل إطفاء ذلك الحريق الذي أخذ يستعر ويتوسع ليشمل موضوع آل البيت عليهم السلام وأعدائهم، حاولت جاهداً تغيير الموضوع لكنني لم أستطع لأن الإصطفاف بدا واضحاً بين فريقين: فريق يؤمن بأن أهل البيت وحدهم يمثلون الإتجاه الصحيح في الإسلام دون أن يؤدي ذلك الإيمان إلى الغلوّ وإن أعداءهم يتحملون مسيؤولية الخلل الذي طرأ على الأمة الإسلامية منذ وفاة نبي الهدى صلى الله عليه وآله وفريق آخر يمثله الحاج أبو زكي وحده، يؤمن بأن الفتوحات الإسلامية على يد الأول والثاني كانت خيراً للأمة الإسلامية.
حصل في هذه الأثناء أن تدخل الحاج عبد الحسن مؤيداً كلام الشيخ الحمام الذي سدّده الوالد بقوله: إن الأول والثاني لم يتأخرا عن تأدية الواجب.
وهنا علت الأصوات في الغرفة، وأمسيت بلا حيلة لحسم هذا الجدل الصعب. وأسقط ما في يدي ورحت ابتهل إلى الله العزيز، ببركة آل البيت أن يعينني على ذلك وطلبت من المتحاورين أن يسمحوا لي بالكلام ولو لبضع دقائق، لأبيّن رأيي في الموضوع، فكان ذلك بشقّ النفس. فبدأت مبيناً فضائل علي أمير المؤمنين التي فاقت كل مدح وثناء، وأنه كان إمام الكل، وقد احتاجه الكل فيما مضى من التاريخ، ونحن في هذه الجلسة المباركة لا نريد الخروج منها منقسمين، فريق يؤدي أهل البيت وآخر يعارضه. كلنا مؤمنون بالله ورسوله وبعلي خليفة رسوله وبمظلومية أهل البيت عليهم السلام، وليس فينا من ينكر هذا الإيمان. هنا عادت البهجة الطافحة إلى وجه "أبي زكي" أخضر واسترجع الشيخ الحمام هدوءه مع بعض التحفظ على حديث "أبي زكي" وقد قال له قبل لحظات: هذا فراق بيني وبينك" وتناولنا كؤوس الشاي مع الحاج عبد الحسن آل عميس الذي سُرّ كثيراً لفضّ هذا النـزاع بالطريقة السليمة لكنه أبدى توجسه من خصومة الرجلين إذ أن الواحد يضمر للآخر غير ما يظهر له. وانتقل الحديث إلى موضوع آخر هو الشعر /الغزل/ وقد سمعنا قصيدة غراء من الشيخ الحمام كل منا قد هنّأه وفيها هذا البيتان:
كـلُّ قلبٍ بإبنة الحسـن أضحـى                 يطلب الإحتضـار بيـن يديـك
طـلـع البدر دون إذنـك سهـواً           وهوى ضارعـاً يتـوبُ إليـك
وكانت قصيدة في رثاء الزهراء بمناسبة ذكرى استشهادها عليها السلام هي مسك الختام ومنها هذه الأبيات:
وقفنا على باب البقيـع ومهجـتي                على أرض ذالك القفر تلفظ جمـرا
فتـهـت بهـذا المصـاب لأنـني           تذكرت أضلاعاً لفاطمة الزهـراء
وأما بخصوص الحاج أبو زكي فـ "أمر فرعون برشيد".
وحاول الجميع الرجوع إلى الموضوع الساخن ثانية، لكننا تواعدنا على الإجتماع ثانية لإشباع هذا الموضوع درساً وتحليلاً، وخرجنا كما دخلنا بالترحيب والسلام.
حاروف في 20/6/2006                                                                حسن بدر الدين

  Mohamed KOCHMAN
      COMMERCANT
85, RUE DE THIES, 85 – DAKAR
            R. C. N0 4380 A
خالي الحبيب السيّد أبا العائلة الشريفة
السيّد علي حفظه الله وأطال بقاءه

خالي الحبيب أقبّل أياديك الطاهرة، وأدع المولى عزّ وجلّ أن يديمك في تمام الصحة وكمال العافية التي نرغبها لكم على الدوام.
خالي الحبيب، إنّك لم تبرح من بالي فرقة عين، أنت وكل من عندك.
خالي استميحكم عذراً لأنني تأخرت عليكم في المراسلة وأنا من الواجب عليي أن أكاتبكم من حين وصولي إلى دكار، ولكن أنتم تعذرونني إذا تأخرت في واجبي نحوكم مش مثل غيركم.
خالي إنها آخر نظرة من وجوهكم الشريفة حفظتها في فكري وفي قلبي إلى آخر يوم في حياتي وادعي الله أن يطيل عمركم إلى أن يمن علينا في اللقاء، أنّه سميع مجيب.
إن سألتم عنّا، لله الحمد أنا وأخي وحرمة أخي والأولاد بألف خير، لم خايس علينا سوى قلّة المشاهدة.
خالي، أخبركم عن وصولي إلى دكار كانت الساعة 2 بعد نصف الليل. فوجدت أخي أبو حسين في المطر وإبن عمتي جميل حرب وأخوه عنده 12 شخص وكنت مبسوط جداً لم خايس علينا سوى قلة المشاهدة.
خالي العزيز.. أهدي سلامي واحترامي إلى أم أحمد عيالكم وسلامي إلى حرمة خالي السيد أمين مع تقبيل وجنات فضل وشاكر ومريم وفضيلة مع هداء سلامي الحجة حرمة خالي السيد عبد وأم حسن، وسلامي إلى حسين وعياله وحسن وعياله وعلي أمين وعياله ويوسف وعياله والسيد محمود وعياله، وسلامي إلى خالتي أم أحمد حرمة جدي، وسلامي إلى خالي أحمد، وسلامي إلى خالي محمود وعيالهم، وسلامي إلى خالي حسين، وسلامي إلى حسنا وونسى وإلى كل من عندها وسلامي إلى خالتي مناهل وسلامي إلى حسين علي محمود وأولادهم، وسلامي إلى خالتي جواهر، وسلامي إلى إبن عمها أمين وقبلاتي إلى أولادهم، وسلامي إلى السيد خليل وسلامي إلى كل من عندكم، وسلامي إلى الصديق عبد الحسين، وسلامي إلى أبو عبد الحسين، وسلامي لوالدته وسلامي إلى مريم توفيق، وسلامي إلى كل من عندكم، وإذا كان ناسي أحد أهدوه سلامي، والسلام ختام.
والداعي ولدكم عباس خشمان وسلامي إلى خالتي أم شفيق وإلى السيد محمود وأولادهم.
ومن عندنا أخي أبو حسين هو وزوجته وأولاده بألف خير يهدونكم السلام، وسلامي إلى أولاد خوالي الغايبين في بيروت أجمع كل حي باسمه، وأنا كتبت لهم على بيرون قبل ما أكتب لكم والسلام.
15/10/1965
عباس خشمان
دكار – السنغال

عباس خشمان
والده الشيخ حسين خشمان من الزرارية قضاء الزهراني – الجنوب. والدته الحاجة أم رضا السيد حسين أحمد من عبا شقيقة السيد علي حسين أحمد موضوع الرسالة. سافر إلى السنغال عاصمتها دكار عام 1960م. وتوفي عام 2005م.
وبتاريخ 15/10/1965م أرسل هذه الرسالة لخاله السيد علي في عبّا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق